انتصارات ساحقة حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية على مرتزقة العدوان في عدد من جبهات القتال بمحافظتي تعزولحج، خلال يومي الخميس والجمعة، فيما تزداد وتيرة الصراعات بين الفصائل الموالية للعدوان، وصولاً إلى هجوم مسلح على معسكر يقوده العميد عدنان الحمادي من قبل مرتزقة يتبعون يوسف الشراجي بمديرية المعافر محافظة تعز. مصادر محلية وأخرى عسكرية متطابقة أفادت "اليمن اليوم" بأن الجيش واللجان تمكنوا، "الخميس" من دحر مرتزقة العدوان من المناطق التي كانوا لازالوا يتمركزون فيها جنوب مديرية حيفان المحاذية لطور الباحة بمحافظة لحج. وأوضحت المصادر أن معارك عنيفة دارت في منطقة الخزجة التي تبعد عن طور الباحة بمسافة 10 كم فقط، مشيرة إلى أن المرتزقة لاذوا بالفرار إلى منطقة المفاليس، الواقعة ما بين حيفان وطور الباحة، بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وأوضحت المصادر أن المرتزقة خلفوا ورائهم كمية من الأسلحة والذخائر في سوق الخزجة لحظة فرارهم، بالإضافة إلى دبابة حديثة لم يسعفهم الوقت للفرار بها صوب طور الباحة، مؤكدة أن معارك ال "48 ساعة" الماضية تكللت بتأمين محيط جبل المنظارة بشكل كامل، والسيطرة على سوق الخزجة، وبهذا تكون عزلة الأعبوس بمديرية حيفان مؤمنة بشكل كامل، وما تبقى من مرتزقة العدوان فقد تم تضييق الخناق عليهم في منطقتي قمل والقلة بعزلة الأعروق، بعد قطع خط إمدادهم بالأسلحة والمقاتلين من جهة الصبيحة وطور الباحة مروراً بالخزجة، ولم يتبق لديهم من خطوط الإمداد سوى جهة الزبيرة، مرورا بوادي صبون قدس وهيجة العبد. خلافات وتبادل اتهامات وفي السياق ذكرت مصادر محلية ل "اليمن اليوم" أن خلافات كبيرة نشبت بين مرتزقة العدوان المنتمين لمناطق الصبيحة لحج بقيادة فهمان الصبيحي، وبين المرتزقة من حزب الإصلاح في حيفان، بسبب اتهامات أبناء الصبيحة لعناصر الإصلاح ببيع الأسلحة والذخيرة المقدمة من حلف العدوان، وتطور الأمر إلى انسحاب مقاتلي الصبيحة إلى ما كان يعرف بحدود الشطر الجنوبي بين طور الباحة وحيفان، ونصب نقاط تفتيش والتعامل مع المارة من النقاط بالبطائق الشخصية، فمن يحمل بطاقة جنوبية يُسمح له بالمرور، ويُمنع من يحمل بطاقة من المحافظات الشمالية. وأكد سكان محليون مشاهدة طوابير من السيارات محملة بالبضائع تعود من طور الباحة صوب تعز. وكعادتهم عزا المرتزقة الهزيمة إلى (الانسحاب التكتيكي ونقص في الذخيرة والأسلحة) وفق ما أوردته أمس وسائل إعلامهم. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا الخميس قبل الماضي من تأمين منطقة ظبي أعبوس بشكل كامل وقمة جبل المنظارة، ودحر المرتزقة باتجاه العذير والخزجة والمفاليس. جبهة كرش وإلى الشرق من حيفان، حيث تقع مديرية القبيطة محافظة لحج، أبلغ "اليمن اليوم" مصدر عسكري ميداني بأن معارك عنيفة شهدتها جبهة "كرش-الشريجة" أمس الأول على إثر محاولة المرتزقة التمدد في جبال قرنة ومحيط الحويمي، شمال كرش، بالتزامن مع هجوم آخر صوب جبال الجريبة، غرب المدينة، وهجوم ثالث للمرتزقة في منطقة الحدب، جنوب غرب كرش، غير أن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة، وتمكنوا من كسر الزحوفات الثلاثة وإجبار المرتزقة على التراجع والعودة من حيث جاءوا، لافتاً إلى أن تعزيزات جديدة وصلت المرتزقة في منطقة الحدب عبارة عن 5 مدرعات "بي إم بي" و3 أطقم عسكرية مزودة بالرشاشات. جبهة المندب وعلى بعد 100كم من كرش، حيث تقع جبهة "المندب-ذوباب" على الشريط الساحلي الغربي لمحافظة تعز، تعرض مرتزقة العدوان إلى مقتلة كبيرة بين صفوفهم، وتدمير عدد من الآليات العسكرية تابعة لهم بصليات من صورايخ الكاتيوشا. وأكد مصدر عسكري ل "اليمن اليوم" استهداف تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان بصليات من صورايخ الكاتيوشا أثناء تواجدها بالقرب من قرية الحريقية، 5كم جنوب مدينة ذوباب، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المرتزقة بينهم أجانب، فيما أبلغ "اليمن اليوم" سكان محليون في منطقة الغريرة بالقرب من باب المندب مشاهدتهم لسيارات الإسعاف وهي تهرع باتجاه الحريقية قادمة من السقياء ورأس العارة بمحافظة لحج. من جهتها نقلت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" عن مصدر عسكري القول إن 17 من مرتزقة العدوان السعودي بينهم 6 جنود سودانيين لقوا مصرعهم ودُمرت عربة مدرعة لهم، جراء استهداف تجمعاتهم في منطقة الحريقية من قبل الجيش واللجان الشعبية. جبهة الوازعية وفي جبهة الوازعية تصدى الجيش واللجان الشعبية لمحاولة تسلل عناصر من المرتزقة المتمركزين في مناطق المحاولة والمشرف والحجاف بمضاربة لحج، صوب المناطق الجنوبية للوازعية، وسقط في المواجهات قائد ميداني للمرتزقة يدعى أحمد سعيد سالم، بالإضافة إلى جرح عدد من مرافقيه. جبهة الصراري في غضون ذلك تتواصل أعمال السلب والنهب لمنازل المواطنين المناهضين للعدوان في قرى الصراري بمديرية صبر الموادم من قبل مرتزقة العدوان الذين اقتحموا المنطقة فجر الثلاثاء المنصرم بعد حصار دام قرابة العام والنصف. مصادر محلية من أهالي المنطقة أفادت "اليمن اليوم" بأن مرتزقة العدوان يتقدمهم مسلحو الجماعات السلفية وعناصر القاعدة والإصلاح، قاموا بنقل مختطفين من أهالي المنطقة على متن 4 سيارات بحراسة أطقم عسكرية واقتيادهم نحو مدينة تعز بعد احتجازهم في مدرسة الصراري لثلاثة أيام متتالية، فيما لا يزال المرتزقة يحتجزون النساء والأطفال في مدارس المنطقة حتى كتابة التقرير مساء أمس الجمعة، مشيرة إلى أن المرتزقة قاموا أمس الأول بإعدام الأسير بلال سعيد إسماعيل الجنيد رمياً بالرصاص. من جهته اعترف عضو لجنة التهدئة عن الموالين للعدوان "علي المعمري" بارتكاب المسلحين الموالين للعدوان انتهاكات بحق الأهالي وممتلكاتهم في قرية الصراري. ونقل موقع "الاشتراكي نت" لسان حال الحزب الاشتراكي عن المعمري أن هناك بعض الانتهاكات مارستها (المقاومة) في قرية الصراري،، بعد سيطرتها عليها، مؤكداً أن من أسماهم ب "بعض فصائل المقاومة غير المنضبطة" أقدمت على حرق ضريح وجامع جمال الدين في الصراري. وكان تقرير محلي قد كشف في رصد أولي أن مرتزقة العدوان السعودي قاموا باختطاف أكثر من 125 مواطناً بينهم نساء وأطفال من أهالي الصراري والقرى المجاورة لها، بالإضافة إلى احتجاز 35 امرأة مع أطفالهن الرضع في مدرسة حصبان الأعلى، ونقل عدد آخر إلى منطقة التربة، واقتياد 45 طفلاً آخرين إلى جهة مجهولة. كما قام المرتزقة بإعدام 5 مواطنين من أهالي المنطقة، ونهب وإحراق نحو 30 منزلاً، وجامع وقبة الولي جمال الدين، ونبش قبره وإخراج عظامه وإحراقها. صراع المرتزقة في سياق آخر زادت حدة الصراعات والتناحرات بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي بمحافظة تعز، حيث أقدم مسلحون يتبعون العميد يوسف الشراجي، المُعين من قبل الفار هادي قائدا لمحور تعز العسكري، على اقتحام مقر قيادة اللواء 35 مدرع الذي يقوده بقرار من الفار هادي العميد عدنان الحمادي، ونهب كمية من الأسلحة والذخيرة واختطاف عدد من أفراد اللواء. مصادر محلية أفادت "اليمن اليوم" بأن مسلحين يقودهم شخص يدعى توفيق الوقار مسنودين ب 7 أطقم ومدرعة عسكرية، قدموا عصر الخميس من جهة وادي الضباب نحو المعافر وقاموا بمهاجمة واقتحام قيادة اللواء 35 مدرع في مدرسة التصحيح بمنطقة يفرس، على الخط العام الرابط بين التربة ونجد قسيم، وأطلقوا وابلاً من الرصاص على المبنى الذي كان يتواجد فيه عدد من المجندين الذين بدورهم بادلوا المهاجمين إطلاق النار. وطبقاً للمصادر فقد استمرت الاشتباكات قرابة الساعة والنصف، قبل أن يتمكن أتباع الشراجي من اقتحام مقر مكتب شئون الأفراد وطرد قائد المعسكر المعين من قبل حلف العدوان العقيد النعماني، ومدير مكتب قائد اللواء 35 طاهر القحطاني، ونهب محتويات المعسكر من وثائق ومخازن، واختطاف 4 من أفراد النقطة العسكرية التابعة للواء والمكلفة بحمايته وهم: (عبدالحفيظ أحمد يحيى، هشام نعمان إسماعيل، محمد مهيوب علي، صلاح غيلان) واقتيادهم إلى مكان مجهول، ومن ثم العودة نحو وادي الضباب. وزادت في الآونة الأخيرة الصراعات والتناحرات بين الفصائل الموالية للعدوان على خلفية مناطق النفوذ وأسلحة وأموال سعودية.