تواصلت المعارك، أمس، على أشدها في مديرية الصلو بمحافظة تعز، وسط انتصارات للجيش واللجان الشعبية، فيما شهدت مديرية المخا الواقعة على الساحل الغربي للمحافظة غارات جوية مكثفة لليوم الثاني على التوالي، بالتزامن مع غارتين على مديرية حيفان. وقال ل "اليمن اليوم" مصدر عسكري إن المرتزقة تكبدوا خلال يومي أمس وأمس الأول أكثر من 30 قتيلاً، ونحو 40 جريحاً، جراء محاولاتهم التمدد في عزلة الشرف بمديرية الصلو، صوب مديرية الدمنة، بالتزامن مع قصف مكثف بالمدفعية والرشاشات المضادة للطيران وقذائف الهاون على جبل "شوكة" بمديرية حيفان. وأوضح المصدر أن المعارك تواصلت أمس في عزلة الشرف، بين الجيش واللجان وبين المرتزقة، وتمكن الجيش واللجان من التقدم ودحر المرتزقة من مواقع جديدة في ذات العزلة، والاقتراب أكثر من قلعة الدملؤة "قلعة المنصورة" التاريخية، والتي حولها المرتزقة إلى موقع عسكري نصبو فيه المدفعية والرشاشات وقاذفات الهاون، نظراً لموقعها الاستراتيجي المطل على حيفان والدمنة. واعترف قائد ميداني في ما يسمى "لواء الصعاليك" الموالي للعدوان، يدعى عزام الفرحان، بشدة المعارك وسيطرة الجيش واللجان على سير المواجهات. ونشر المرتزق الفرحان في صفحته على الفيسبوك مناشدة لحلف العدوان بدعم المرتزقة في الصلو بالأسلحة والعتاد العسكري والمقاتلين قائلاً )إذا لم يكن هناك تعزيزات بالسلاح وبعض الرجال لمساندة ?لواء الصعاليك? و?لواء الحمزة? وبقية المقاتلين إلى جبال الصلو فاقرؤوا على المواقع السلام). مصادر محلية أفادت "اليمن اليوم" بأن الشرفاء من أهالي منطقة الشرف حملوا أسلحتهم ووقفوا إلى جانب الجيش واللجان الشعبية ضد المرتزقة، وقاموا بنصب كمين محكم للمرتزقة من لواء الصعاليك ولواء الحمزة والسلفيين، حيث تركوهم يتقدمون في بعض المناطق، ثم أطبقوا عليهم من الخلف والاشتباك معهم بالأسلحة الشخصية التي يمتلكها الأهالي. وتأكيداً على عدم وجود حاضنة شعبية للمرتزقة في الصلو، أرجع القيادي الميداني الموالي للعدوان في لواء الصعاليك عزام الفرحان سبب انكسارهم في منطقة الشرف لما اسماه ب"الغدر" من قبل شيخ المنطقة والأهالي الذين قال بأنهم "ضربوهم من الخلف". وطبقاً لمصادر محلية فقد لجأ المرتزقة بعد ذلك الانكسار إلى الانتقام من الأهالي باستهداف قراهم بالأسلحة الرشاشة والقناصين، مشيرة إلى أن المواطن طاهر علي عبدالله استشهد برصاص قناص من المرتزقة يتمركز في منطقة الأقيوس، واستهدف الشهيد طاهر أثناء تواجده جوار منزله في قرية "حرم". وبدأت المعارك بين الجيش واللجان وبين المرتزقة في مديرية الصلو، أمس الأول، بعد قيام المرتزقة بحشد مجنديهم وآلياتهم العسكرية إلى المديرية الخالية من أي تواجد للجيش واللجان الشعبية. التطورات في الجبهات الأخرى إلى ذلك اندلعت، أمس، مواجهات عنيفة في جبهات الضباب والسجن المركزي ومقبنة، غرب مدينة تعز، مركز المحافظة. وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات شرسة شهدها جبل النبيع بمنطقة حمير مديرية مقبنة، فيما اندلعت مواجهات مماثلة في تبة الكربة ومنطقة ميلات المطلة على وادي الضباب بجبل حبشي، بالإضافة إلى مواجهات قوية في شارع الثلاثين وبالقرب من السجن المركزي، غرب مدينة تعز. وفي الجبهة الشرقية لمدينة تعز -مركز المحافظة- وتحديداً ثعبات والجحملية، كثف مرتزقة العدوان من القصف المدفعي وبالرشاشات على الأحياء السكنية، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، وفقاً لمصدر محلي. ونشرت ما تسمى كتائب أبو العباس السلفية، الموالية للعدوان، أمس، في حسابها على الفيسبوك صوراً لاستهدافهم حي التوحيد في الجمحلية بالمدفعية. غارات جوية من جهته، واصل طيران العدوان السعودي أمس، غاراته المكثفة لليوم الثاني على التوالي، مستهدفاً مطار تعز الدولي ومناطق متفرقة في المخا وحيفان. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي في المخا بأن الطيران المعادي استهدف المحجر البيطري القديم ب6 غارات، ما أدى إلى نفوق عشرات المواشي. كما استهدف ذات الطيران ب 6 غارات أخرى مناطق متفرقة في الطريق العام المؤدي إلى المخا من جهة موزع والوازعية. كما شن طيران العدوان مساء أمس 3 غارات على مطار تعز الدولي وغارة على مدرسة الهاملي في موزع و7 غارات على مدارس العمري في ذوباب. وكان الطيران المعادي قد نفذ أمس الأول نحو 20 غارة على جبل النار بالمخا ومعسكر وجبال العمري بمديرية ذوباب المجاورة للمخا. وفي مديرية حيفان قصف طيران العدوان السعودي جبل الهتاري في عزلة الأعبوس بغارتين، مستهدفاً مخزن الوقود الخاص بشبكة الاتصالات، ما أدى إلى اشتعال النيران في المخزن لعدة ساعات. واعتبر مصدر محلي مسؤول في المنطقة القصف الجوي لجبل الهتاري بأنه يأتي ضمن مسلسل العدوان لإرهاب الأهالي وخاصة النساء والأطفال، مشيراً إلى أن جبل الهتاري لم يعد فيه أي تواجد مسلح للجيش أو اللجان الشعبية. من جهة أكد مصدر في اللجنة الامتحانية الفرعية بمديرية حيفان، تعرض عدد من الطالبات للإغماء أثناء أداء امتحانات الثانوية العامة في مركز المديرية القريب من جبل الهتاري، جراء الخوف والهلع بسبب قصف طيران العدو للجبل، لافتاً إلى أن الطالبات تم إسعافهن إلى مستشفى حيفان الريفي، مناشداً المنظمات المحلية والدولية والأمم المتحدة إيقاف هذا الإرهاب الذي يتعرض له الأهالي والطلاب من قبل العدوان السعودي، خصوصاً في فترات الامتحانات.