أكد فخامة الرئيس صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن معادلة دولية جديدة تتشكل في الساحة اليمنية ستكون هي السلاح الرادع المعزز بالصمود الأسطوري للشعب اليمني ضد تحالف العدوان -في إشارة ربما إلى التدخل الروسي الذي بدأت أولى خطواته من مجلس الأمن وتأييد سفارة بلاده في صنعاء للمجلس السياسي الأعلى- داعياً الوفد الوطني عدم التعامل مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ قبل العودة إلى أرض الوطن. وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى في كلمته في المسيرة الجماهيرية المليونية الحاشدة بميدان السبعين: إن العدوان السعودي الأمريكي لم يفهم أن هناك معادلة قوية جديدة بدأت تتشكل على الساحة اليمنية هي سلاحنا الرادع في مواجهة عدوانه، وأنتم يا أبناء شعبنا ركيزته الأساسية وأنتم الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها كل مؤامرات الأعداء. وأكد أن الشعوب لا يمكن أن تقهر: "لكم في فلسطين عبرة رغم إحاطة الكيان الصهيوني وامتلاكه أفتك الأسلحة، إلا أن أكثر من 50 عاما لم يستطع أن يركع الشعب الفلسطيني". وتابع: "كل الود والاحترام والامتنان والتقدير لهذه الجماهير الوفية التي وقفت في حر الشمس غير آبهة بالعناء من أجل أن تقول للعالم كلمتها.. كل الشكر والاحترام والامتنان لكم أيها الجماهير الوفية لبذلكم وتضحيتكم أخص بذلك أسر الشهداء والجرحى والمفقودين، فلهم منا كل العهد بأن نوليهم جل اهتمامنا ورعايتنا وبحجم التضحيات سيكون الانتصار". وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن النصر سيكون بكم يا رجال ونساء اليمن مدوياً "أنتم على موعد مع نصر يخزي الأعداء ويخزي المتراجعين ويخزي المغرر بهم في القريب العاجل إن شاء الله، أنتم من تكتبون الوقائع وأنتم من تصنعون النصر وتصنعون التاريخ وتصنعون الانتصارات". وأضاف: "فهل طلع يوما في مخيلة النظام السعودي ومن يقف وراءه من الأمريكان أن باستطاعتهم أن يركعوا هذا الشعب.. لو لم يبق في هذا الشعب إلا أُسر الشهداء وأقاربهم لكانوا كفيلين بالثأر لهذا الشعب ناهيك عن هذه الحشود المليونية وغيرهم في جميع أرجاء اليمن". وتابع "الصمود والمواقف البطولية التي يسطرها رجال الجيش واللجان الشعبية ما هي إلا نفحة من نفحات صمودكم وثباتكم.. فهم أبناؤكم، إخوانكم، آباؤكم وأقاربكم يستمدون منكم الإباء والصمود والصبر، إنهم رجال اليمن وإنها القبائل اليمنية التي لم ولن تنحني يوما ما". ولفت إلى شراء النظام السعودي بثرواته الطائلة الدول والمنظمات الدولية وتسخيرها لتدمير اليمن أرضاً وإنساناً بذريعة شرعية مزعومة "أيها الشعب اليمني العظيم من بين الحشود ومن بين أصوات رجال اليمن ونسائه وأطفاله نوجه رسائلنا للعالم أجمع أن هذا هو الشعب اليمني، هذه هي الديمقراطية، وهذه هي الشرعية .. أين أبصار تلك الدول، أين أبصاركم هل أعماها النفط السعودي فلو كانت دماء أبناء اليمن تسيل نفطاً لالتفتُّم إليها". ومضى بالقول" ألا ترون الشعب اليمني، هذه الحشود التي ربما تساوي أضعاف سكان أربع من دول الخليج التي تشارك في العدوان على اليمن، من أنتم حتى تعتدون على الشعب اليمني، عارٌ على من يرى ويسمع ثم يتآمر على الشعب اليمني مع ثلة لم تحمِ نفسها ناهيك عن أن تدير بلدها، عارٌ عليكم أن تتآمروا على شعب اليمن الذي لم يكن يوما يمثل مصدر قلق لا لدول الإقليم ولا للأمن والسلم العالمي".. مضيفا " أنتم عندما تتآمرون على شعبنا فأنتم تقتلون أنفسكم لأنكم تقتلون مهد العروبة وتقتلون مهد الحضارة". وخاطب رئيس المجلس السياسي الحكومات بالقول " أيتها الحكومات في مختلف دول العالم يا من تتشدقون بالحرية واحترام حق الشعوب في تقرير المصير، أين احترامكم لإرادة الشعب اليمني، احترموا إرادة هذا الشعب، وخياراته الشرعية الديمقراطية، فإذا لم تسمعوا لصوت هذا الشعب وتحترموا إرادته فإنكم غير جديرين باحترام شعوبكم التي ستحاسبكم يوماً ما طال الوقت أم قصر". وتحدث رئيس المجلس السياسي الأعلى عن التحديات التي خلفها العدوان الغاشم في مختلف المجالات، مؤكداً أنها ستكون في أولويات المجلس السياسي الأعلى وعلى رأسها التحديات الاقتصادية والأمنية. وتابع" وأمام هذا الحشد نقول وبكل موضوعية حتى لا يظن البعض وهم معذورون أن في يد هذا المجلس عصا سحرية وباستطاعته أن يقضى على كل التحديات فورا، لا فهناك مصاعب جمة، ولكن ليس هناك شيء مستحيل فبكم أنتم نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات وستكون في صدارة اهتمامات المجلس أولوياتكم الاقتصادية ليحفظ لشعبنا استقراره الاقتصادي". وخاطب الأخ صالح الصماد الحشود المليونية: "نحن وأنتم وجميع مؤسسات الدولة معنيون بخطواتٍ تكون أساسية للوصول إلى استقرار اقتصادي من خلال تحسين الإيرادات وترشيد النفقات ومحاربة الفساد، وبهذا نستطيع القيام بدور تكاملي كما سنعمل على تطبيع الأوضاع الأمنية ومواجهة القاعدة وداعش، والعمل على توزيع الشراكة المجتمعية والحزبية وإبراز وتفعيل دور المرأة والشباب، والمصالحة الوطنية ورأب الصدع والتواصل مع المغرر بهم في الداخل والخارج والعودة إلى وطنهم والعودة إلى صوابهم ورشدهم، وكل هذه الخطوات ستكون في أولوياتنا من خلال البت في تشكيل الحكومة في الأيام القليلة القادمة التي ستكون هذه من أولوياتها". وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أنه سيتم خلال الأيام القادمة إعلان الحكومة لتوحِّد كل الجهود للوصول إلى وضع مستقر إذا أمكن والوصول إلى إجراء انتخابات عامة .. داعياً الإخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب إلى معاودة جلسات البرلمان للمشاركة في مواجهة هذه التحديات. ولفت الصماد إلى المفاوضات بجولاتها المختلفة من (جنيف1، وجنيف2) إلى (الكويت1، والكويت2) وما قدمه الوفد الوطني من تنازلات في سبيل إنهاء معاناة شعبنا الصابر والصامد في وجه عدوان غاشم، وفي المقابل تعمد العدوان إفشال المفاوضات وسد الطرق التي ممكن أن تؤدي إلى حلول سلمية شاملة. واستطرد قائلاً: "يا جماهير شعبنا اليمني الجسور والمناضل علمتم وأدركتم ما بذلنا وبذله وفدنا الوطني في الحوار والمفاوضات، قدمنا منتهى التفاهمات من أجل الوصل إلى حلول سلمية إلا أن العدوان تعمد إفشالها وعرقلتها وإمعاناً منه في إذلال شعبنا وفي خطوة أظهرت عجز الأممالمتحدة ومبعوثها ولد الشيخ تعمد عرقلة وفدنا الوطني في العاصمة العمانية مسقط ومنعه من العودة إلى أرض الوطن بعد مشوار لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تعمد العدوان وبدا المبعوث الأممي عاجزاً عن أن يستصدر تصريحا لطائرة الوفد الوطني لكي يعودوا إلى اليمن" . وأكد الأخ صالح الصماد أن من كان عاجزاً عن أن يخرج تصريح لطائرة الوفد الوطني فهو عاجز عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعاجز عن تحقيق أي تسوية سياسية.. وقال " من عجز عن انتزاع تصريح للطائرة لكي تعود بالوفد الوطني، فهو أعجز عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعن انتزاع السلام". وتابع " لذلك ومن هذا المنبر وباسم هذه الحشود نطلب وفدنا الوطني بسرعة العودة إلى البلاد وعدم الجلوس مع ولد الشيخ قبل العودة إلى البلاد والتشاور مع المجلس السياسي الأعلى فيما يجب أن يفعله". وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أنه وبالرغم من ذلك كله ورغم كل هذه العراقيل "فإننا نؤكد أن ذلك لا يعني قطع طريق السلام فأيدينا ممدودة للسلام لا للاستسلام، للعزة لا للإذلال، سلاما لا استسلاما، وسندعم كل الجهود ونبارك كل المبادرات". وقال "كما نؤكد أننا سنمد أيدينا لكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني بإقامة علاقات مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة، بل سنذلل كل الصعوبات ونقدم كل التسهيلات لكل من يبادر إلى مد جسور العلاقة مع اليمن، وستكون لهم الأولوية في تبادل المنافع والمصالح المشتركة". واختتم الأخ صالح الصماد كلمته بتقديم التحية والإجلال والإكبار لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مواقع الصمود والبطولة منذ بداية العدوان .. وقال" نشد على أيديهم ونعدهم بأننا سنبذل كل ما في وسعنا في تعزيزهم وتعزيز الوضع الميداني وهذا هو أملنا في شعبنا".
