أصدر المجلس السياسي الأعلى أمس قرارا بتكليف الوزراء والقائمين بأعمال الوزراء بتصريف أعمال الوزارات إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى صادق أمين أبو راس، إن اللجان الرقابية الثورية في الأجهزة الحكومية المركزية سوف تسلم أعمالها لقيادة الوزارات والمصالح الحكومية خلال اليومين القادمين. واستقبل المجلس، أمس بالقصر الجمهوري رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي. ورحب رئيس المجلس الأخ صالح الصماد ونائبه وأعضاء المجلس برئيس البرلمان، مثمنين موقف البرلمان الذي كان عند مستوى طموح وتطلعات الشعب اليمني ومساعدته بالطرق القانونية والدستورية السليمة والنزيهة، للخلاص من المؤامرة والعدوان والحصار المستمر عليه، والانطلاق نحو المستقبل والسعي لتحقيق السلام الدائم والشامل. وأشار رئيس المجلس السياسي إلى الاستهداف الممنهج الذي وجهه العدوان للمؤسسة التشريعية والاستشارية في الوطن منذ وقت مبكر قبل العدوان بهدف إنهاك اليمن مؤسسيا وتركها للمجهول، وهو ما أفشلته الجهود الوطنية المخلصة التي سعت إلى كل الجبهات بكل ما أوتيت من قوة ،مضحية بأغلى ما تملك ومقدمة خدمة الوطن ومستقبله على كل المصالح ومتجاوزة كل الصعوبات وضعف الإمكانيات والإغراءات والتهديدات والاستهداف المباشر، كما حصل مع رئيس البرلمان اليمني وغيره من القيادات الوطنية الفذة والشخصيات البرلمانية والقيادية. وكان رئيس البرلمان نجا بأعجوبة، فيما استشهد نجله الثاني باستهداف طيران العدوان منزله في مسقط رأسه بذمار بتاريخ 16/10/2015م. ونوه رئيس المجلس السياسي الأعلى بالآمال المتعلقة بالمستقبل، ودور مؤسسة البرلمان كمؤسسة تشريعية نابعة من ديموقراطية تسارعت في التطور خلال العقود الماضية نتيجة رسوخ الفكر والثقافة الديموقراطية والشوروية في وعي وإدراك الشخصية اليمنية، وأهمية استمرار البناء على ذلك في هذه المرحلة والمستقبل وأن يكون الجميع عند مستوى الثقة التي أيدتها الجماهير المؤيدة التي خرجت في تظاهرة هي الأكبر من نوعها تاريخياً في ظل مثل هذه الظروف. واستعرض الأخ يحيى الراعي رئيس مجلس النواب الظروف التي انعقد فيها البرلمان وما قام به من جهود من أجل الانعقاد بالنصاب القانوني والصحيح، والجهود التي بذلها الاعضاء من أجل الوصول إلى مقر البرلمان في ظل الظروف الراهنة وصعوبة الأوضاع وتغلب الكثير منهم على ظروفهم الخاصة والمبادرة للمشاركة في هذه الدورة كواجب وطني لا تراجع عنه.. منوهاً بالجهود التي بذلها أعضاء البرلمان خارج الوطن للعودة وما واجهتهم من صعوبات جراء الحظر الجوي وإغلاق المجال الجوي من قبل العدوان وما قدموه من مبادرات للتصويت عبر الرسائل الموقعة أو الرسائل المصورة. وأكد رئيس مجلس النواب على سلامة وقانونية الإجراءات ودستوريتها واكتمال النصاب القانوني، وما واجهته دعوة البرلمان من حملة تشويه إعلامية وتزوير للحقائق من قبل العدوان وآلته الإعلامية الضخمة التي فشلت في أن تغطي على حقيقة إرادة الشعب اليمني ودستورية مؤسساته التشريعية والقانونية. وأشار الراعي إلى برنامج عمل المجلس في الفترة القادمة وما يتطلبه ذلك من مشاورات وأعمال تنسيق بينه وبين المجلس السياسي الأعلى، والعمل وفق الخطط والبرامج المتفق عليها، والاستمرار في مد يد السلام وبناء العلاقات الخارجية القائمة على الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة وتسوية وتطبيع الحياة السياسية في الداخل اليمني. وحسب وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) فقد كلف المجلس عضوي المجلس السياسي الأعلى جابر الوهباني ومحمد النعيمي لمتابعة هيئة رئاسة مجلس النواب فيما يتعلق بالإجراءات والتسهيلات المطلوبة من المؤسسات المختلفة لتسيير أعمال جلسات مجلس النواب. والتقى رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، وبحضور نائب رئيس المجلس الدكتور قاسم لبوزة وأعضاء المجلس، اللجان الرقابية الثورية. وأكد الصماد في كلمته خلال الاجتماع أن الخطوات الاستراتيجية القادمة وفي مقدمتها تشكيل الحكومة بحاجة إلى تهيئة الأوضاع لقيامها، لافتا إلى ما تحقق حتى الآن خلال أيام العمل الماضية وما سيتلوها من إعادة تفعيل وتهيئة المؤسسات الرقابية والاستشارية والتركيز على تفعيل كامل طاقات الدوائر والقطاعات الرقابية داخل المؤسسات، وتصحيح الأجهزة الرقابية وإصلاح الاختلالات فيها بالبناء على الزخم والوعي الذي كونه وجود اللجان الثورية الرقابية خلال الفترة الحرجة الماضية وما تركته من أثر لن يذهب سدى. وأضاف الصماد أن العمل قائم على تشكيل لجنة لاستيعاب القدرات والخبرات التي اكتسبتها اللجان الثورية في إطار مؤسسات الدولة وتسوية أوضاع كوادرها في إطار الشراكة القائمة، مشددا على أهمية أن يعي الجميع حالة السباق مع الزمن التي تعيشها بلادنا مع العدوان وأدواته وما تقتضيه المرحلة من تفهم وتكامل أدوار ووعي وانتباه وحذر وحصافة في التعامل مع المتغيرات والقيمة التي أتى من أجلها المجلس السياسي الأعلى لتوحيد الجهود والإفادة من الطاقات والخبرات التي بنيت خلال الفترة الماضية، وتحويل التحديات والمخاوف التي يلوح بها البعض إلى فرص للنجاح والبناء والتكامل. ولفت الصماد إلى أن اللجان الرقابية الثورية تستحق الشكر والتقدير، مثمناً الدور الذي قامت به في كل مؤسسات الدولة. بدوره أشاد نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى الدكتور قاسم لبوزة بالدور الذي قام به أعضاء وقيادات اللجان الرقابية الثورية، وما مثله تحركهم الطوعي والثوري ضد المؤامرة التي شعروا أنها حيكت ضد اليمن ومؤسساته وتركها عرضة للنهب والفوضى فحققوا الغاية التي خرجوا من أجلها ويستحقون عليها كل الشكر والتقدير. ولفت إلى أن المهمة التي قام بها كوادر اللجان الرقابية الثورية بنسبة نجاح وتوفيق عالية أسهمت في تحقيق النجاح الحاصل الآن وستسهم في تحقيق نجاح عودة مؤسسات الدولة في الحكومة الجديدة، كما أن الأثر الذي صنعته تجربتهم سيعزز الرقابة المجتمعية وعمل الجهات الرسمية واستعادة مكانة الدولة التي حافظت عليها اللجان الرقابية الثورية. وفي كلمته عن اللجان الرقابية والثورية في جميع مؤسسات الدولة أكد عبدالوهاب المهدي التأييد للمجلس السياسي الأعلى وما يمثله من عودة مؤسسات الدولة وتفعيل دورها بشكل كامل في مواجهة العدوان. وتطرق إلى الدور الذي قامت به اللجان الرقابية والظرف الذي فرض وجودها في حينه وما نتج عن ذلك من آثار إيجابية وعدم انهيارها وما اكتسبه أعضائها من خبرات تراكمية وقدرات عملية ستمثل النواة للرقابة المجتمعية وتكامل الأدوار بين المؤسسات والمجتمع.