كشف اجتماع "اللجنة الرباعية" في جدة والتي ضمت أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات حجم مأزق المملكة بعد عام و7 أشهر من عدوانها الذي أدى إلى تمدد النيرات التي أشعلتها في بلادنا إلى عمق ديارها، كما تضمنت مخرجات اللجنة ثلاث قضايا رئيسية: الإقرار بأن الحرب سعودية-يمنية، وبخطأ الرؤية التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ والتي تسببت بانهيار المباحثات جراء انحيازها التام للعدوان ومجافاتها للواقع، وتجاهل ما يسمى بشرعية الفار هادي حيث لا مكان لها في المشهد لا في قرار بدء الحرب، ولا في استمرارها، ولا في مسار الحل. وقدم وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير في جدة، الخميس، مبادرة بلاده أو ما أسماها "خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية" مصحوبة بتهديد للجانب اليمني. وأوضح كيري "أن المقاربة ذات مسارين: أمني وسياسي، يتقدمان بالتوازي لتوفير تسوية شاملة". كيري ميز مبادرته عن مبادرة المبعوث الأممي ولد الشيخ للحل، أولاً بدمج الشقين السياسي والعسكري، ثانياً الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثالثاً أن تسليم السلاح الثقيل يكون لطرف ثالث. وقال كيري: "بحثنا اليوم منهجاً جديداً لإعادة المفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية في مسارين أمني وسياسي"، وأن "خطة الحل الجديدة في اليمن تشمل تشكيل حكومة وطنية تمنح الحوثيين فرصة المشاركة في حكم البلاد". وأكد كيري أن هناك توافقا على أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة اليمنية، لكن تصريحاته حملت تهديداً صريحاً بالحديث عن "خيارات أخرى في حال فشل الجهود السلمية". وأبدى كيري التزام بلاده بأمن السعودية، جراء احتدام المعارك وتمددها في العمق، في نجران وجيزان وعسير، وتوغل القوات اليمنية بضعة كيلومترات جديدة حتى باتت المعارك تهدد بسقوط مدن رئيسية كمدينة نجران في نجران، وظهران الجنوب في عسير، وصامطة في جيزان. وقال: إن وقف الاشتباكات في حدود المملكة يحتل أولوية، مشيراً إلى أن بلاده "تأخذ المخاطر التي تتعرض لها السعودية من الحدود اليمنية على محمل الجد". وأضاف: "أكدت بشكل واضح أن الولاياتالمتحدة لديها التزام راسخ بحماية السعودية"، داعياً قوات بلادنا لوقف القصف عبر الحدود السعودية والتخلي عن الأسلحة الثقيلة والباليستية على وجه الخصوص". وكالعادة، استدعى كيري الذريعة الإيرانية محذراً طهران من "تزويد المتمردين بالسلاح"، حسب توصيفه. وأعرب كيري عن قلق بلاده من نصب صواريخ قادمة من إيران قرب الحدود السعودية، واعتبر أن الأسلحة الإيرانية في اليمن لا تمثل تهديداً فقط للسعودية بل للمنطقة كلها، بحسب زعمه. وتابع: "الأسلحة الإيرانية في اليمن تقوض المحاولات الرامية لإيجاد حلول سلمية للأزمة اليمنية". وجرى الاجتماع الأول في إطار "اللجنة الرباعية" (تضم وزراء خارجية أمريكا، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات)، فيما جمع الثاني وزير الخارجية الأمريكي مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي، ومساعد وزير الخارجية البريطانية لشئون الشرق الأوسط. وشارك في الاجتماع الأول عن الجانب البريطاني مساعد وزير الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط توبياس آلوود، كما شارك فيه أيضاً مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.