دارت اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي صباح أمس الجمعة بين الجيش السوري والفصائل المتطرفة عند الأطراف الشرقية لدمشق في اليوم الرابع للهدنة المعمول بها في البلاد، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس ومصدر عسكري. وقال مصدر عسكري لفرانس برس "يصد الجيش السوري هجوما لمجموعات مسلحة حاولت التسلل من محور جوبر ومعمل كراش في الغوطة الشرقية باتجاه شرق العاصمة، ما أدى لاشتباكات عنيفة وقصف صاروخي على المناطق التي حاولوا التقدم فيها". وسمع مراسل فرانس برس صباح الجمعة دوي أكثر من ثلاثين قذيفة مدفعية بالإضافة إلى نيران رشاشات، ودائما ما تتهم الحكومة السورية الفصائل، التي تتحصن في أبنية مهجورة في جوبر، بإطلاق القذائف على العاصمة. وأفاد المرصد السوري عن "سقوط قذيفتين على أماكن في منطقة باب الشرقي في دمشق القديمة، ما أسفر عن أضرار مادية"، كما ترافقت الاشتباكات "مع سقوط أكثر من 21 قذيفة مدفعية وصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض على حي جوبر". وتسيطر جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصيل "فيلق الرحمن" الإسلامي على حي جوبر، وفق مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن. وتستثني الهدنة المعمول بها في سوريا منذ مساء الاثنين، بموجب اتفاق أميركي روسي، تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد. إلى ذلك، لا تزال شاحنات المساعدات الإنسانية التي ينتظرها السكان المحاصرون في حلب بفارغ الصبر عالقة في المنطقة العازلة على الحدود بين تركياوسوريا الجمعة، في اليوم الرابع على دخول هدنة هشة حيز التنفيذ. وقال مراسل لوكالة فرانس برس إنه لم يتم تسجيل أي حركة على طريق الكاستيلو خط الإمداد الرئيسي الذي يفترض أن تسلكه المساعدات الدولية إلى حلب. وتأمل الأممالمتحدة بوصول أربعين شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية التي تكفي لإطعام 80 ألف شخص لمدة شهر إلى الأحياء المحاصرة في شرق حلب في أسرع وقت ممكن. وأعلن المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون أن الشاحنات كانت لا تزال تنتظر في المنطقة العازلة على الحدود صباح الجمعة. وصرح سوانسون لوكالة فرانس برس "التحدي الذي لا نزال نواجهه وهو أمر محزن في الواقع هو ضمان التوافق بين أطراف النزاع والجهات التي تتمتع بنفوذ عليهم". يقدر عدد السكان الذين لا يزالون عالقين في الأحياء الشرقية المحاصرة لحلب ب250 ألف نسمة. تنص الهدنة التي تم التوصل إليها بين الجانبين الأميركي والروسي الأسبوع الماضي على نزع الأسلحة من طريق الكاستيلو لتتمكن قوافل المساعدات من القدوم من تركيا. وأعلنت روسيا الخميس أن قوات النظام بدأت الانسحاب من المنطقة واتهمت الفصائل المقاتلة بعدم الانسحاب بموجب الاتفاق. وأضاف سوانسون "أنه أمر محبط جدا لنا نحن العاملين الإنسانيين فنحن هنا ومستعدون للتحرك والعالم يتفرج". ينص اتفاق الهدنة أيضا على تجديد مهلتها كل 48 ساعة وعلى أن تبدأ واشنطن وموسكو عمليات عسكرية مشتركة غير مسبوقة لاستهداف الجهاديين في حال صمدت الهدنة لأكثر من أسبوع، وأسفر النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص في سوريا.