عاد التوتر مجدداً إلى مدينة تعز -مركز المحافظة- جراء معارك مسلحة وحرب شوارع بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي، فيما يواصل الجيش واللجان الشعبية عملياتهم العسكرية في عدد من الجبهات بمحافظتي تعزولحج. مصادر محلية وأمنية متطابقة أفادت "اليمن اليوم" مقتل 3 وإصابة 5 آخرين من العناصر الموالية للعدوان في اشتباكات بين مسلحين يتبعون عبدالواحد سرحان وصادق سرحان، وآخرين من أتباع عارف جامل وعلي المعمري المعين من قبل الفار هادي محافظاً لتعز. وطبقاً للمصادر فإن المواجهات اندلعت الساعة التاسعة صباحاً، بقيام مسلحي عبدالواحد سرحان وشقيقه صادق سرحان بحصار مبنى شركة النفط، المقر المؤقت لمحافظ العدوان علي المعمري، وتطور الأمر إلى اشتباكات مع أتباع عارف جامل وعلي المعمري، حيث تمكن مسلحو سرحان من اقتحام مبنى شركة النفط، ثم تواصلت المعارك في شارع جمال وسط المدينة، وامتدت حتى حي الضربة وجوار مقر حزب الإصلاح ومحيط مبنى شركة النفط، رافقها قطع طرقات وإطلاق نار مكثف بشكل عشوائي من قبل رشاشات محمولة على أطقم مسلحة حديثة كانت تجوب شارع جمال. وأشارت المصادر إلى أن مسلحين من أتباع عارف جامل، وآخرين من أتباع صادق سرحان تمترسوا في منازل المواطنين بحي الضربة، وتبادلوا إطلاق النار بكثافة، متسببين بحدوث الخوف والهلع بين المواطنين، وفرار الطلاب من مدارسهم، ونتج عن تلك الاشتباكات مصرع 3 وإصابة 5 آخرين من مسلحي الطرفين، بالإضافة إلى إصابات مختلفة بين عدد من المواطنين الأبرياء. وتعود أسباب المعارك بين عملاء العدوان صباح أمس، وفقاً لذات المصادر، إلى قيام علي المعمري، بإصدار قرار يقضي بإيقاف عبدالواحد سرحان، المعين من قبل الفار هادي قائداً للأمن السياسي في تعز، من منصبه وإحالته إلى التحقيق، على خلفية قيامه بارتكاب عدد من المخالفات بينها الاعتداء على " محمود المغبشي" المعين من قبل العدوان مديرا لأمن المحافظة، وحصار منزله، مساء أمس الأول، ونهب أحد أطقم حراسته بقوة السلاح. وبحلول مساء أمس كانت حالة التوتر تخيم بشدة على الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان وسط مدينة تعز، حيث قامت الفصائل التابعة لحزب الإصلاح بنشر مسلحيها في أكثر من مكان، بالتزامن مع انتشار كثيف للمسلحين التابعين ل "عارف جامل" وعناصر من تنظيم القاعدة حيث شوهدت أطقم التنظيم بشكل علني وهي تجوب بعض الشوارع رافعة رايات القاعدة. ويقود عارف جامل مجاميع متطرفة، بالإضافة إلى مجاميع أخرى انشقت عن فصائل حزب الإصلاح. وسبق معارك فصائل العملاء صباح أمس، مواجهات ليلية بين مسلحي عبد الواحد سرحان ومرافقي محمود المغبشي، مدير أمن المحافظة المعين من قبل العدوان، جراء محاولة سرحان اقتحام منزل المغبشي واعتقاله، ونتج عن تلك المواجهات قتلى وجرحى بين الطرفين، وانتهت بتدخل شخصيات بارزة فيما يسمى ب "المقاومة" للتهدئة بين المتناحرين. وصباح، أمس الأول "الأحد" نشبت مشادات كلامية بين عبد الواحد سرحان وعارف جامل، تطورت إلى اشتباكات بالأيدي وتبادل إطلاق النار بين مرافقيهما خلال اجتماع قيادات موالية للعدوان السعودي. وطبقاً لمصدر مطلع فإن اجتماعاً عقد في المقر المؤقت للسلطة المحلية التابعة للعدوان بمبنى شركة النفط وسط مدينة تعز، ضم عبدالواحد سرحان وعارف جامل المعين من قبل العدوان وكيلاً لمحافظة تعز، ومدير مكتب علي المعمري وقائد محور تعز ومدير أمن المحافظة، وقيادات أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة، الموالون للعدوان، وذلك لمناقشة الوضع الأمني والاختلالات وعمليات السرقة والنهب المنتشرة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان. وذكر المصدر أن عبدالواحد سرحان، طالب خلال الاجتماع بضبط من أقدموا قبل يومين على قتل أحد أفراده، ثم قام سرحان بالتهجم على عارف جامل، وتطور الأمر إلى قيام مرافقي جامل وسرحان، بتبادل إطلاق النار، ما أدى إلى تهشيم الحواجز الزجاجية لمكتب شركة النفط، وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، لافتاً إلى أن قيادات أخرى موالية للعدوان حاولت احتواء الموقف، وتمت الموافقة على تسليم مرافقي عبدالواحد سرحان للتحقيق، إلا أن الأمور تفاقمت مساءً، بقيام مسلحي سرحان بالاعتداء على منزل محمود المغبشي ومصادرة طقم من حوش منزله الواقع في حي المسبح وسط المدينة. وشهدت مدينة تعز خلال الفترة الماضية أحداثا دامية بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي، جراء خلافات على أسلحة وأموال مقدمة من حلف العدوان، ومساعي كل طرف لبسط نفوذه والسيطرة على مواقع الفصيل الآخر. تطورات المعارك وفيما يتعلق بالمعارك الميدانية بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان السعودي، أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري، بأن معارك عنيفة تشهدها الجبهة الشرقية لمدينة تعز وتحديداً أحياء الجحملية وثعبات وكلابة، منذ مساء أمس الأول. وأوضح المصدر أن الجيش واللجان تصدوا بقوة لمحاولة زحف مسلحين من السلفيين والقاعدة والإصلاح، باتجاه مواقع الجيش واللجان في الجحملية، موقعين فيهم قتلى وجرحى، مشيراً إلى أن المرتزقة جددوا بعد ذلك محاولاتهم للتسلل في أكثر من موقع في الجحملية وثعبات وكلابة، غير أن صمود الجيش واللجان حال دون تحقيقهم لأي مكسب ميداني. وبالتزامن مع ذلك نشبت معارك عنيفة في عصيفرة وحي الزنوج وشارع الأربعين، شمال المدينة، إثر محاولات لمسلحي العملاء بالتمدد في تلك المواقع. وقصفت القوة الصاروخية للجيش واللجان تجمعات لمرتزقة العدوان جنوب قرية الحريقية بمديرية ذوباب، موقعين فيهم قتلى وجرحى، وقصف مماثل على تجمعاتهم جنوب مديرية الوازعية المحاذية لمديرية المضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة لحج. ونفذ طيران العدوان السعودي، أمس، غارتين استهدف بإحداهما المجمع الحكومي في مديرية المخا، وبغارة أخرى الخط العام بذات المديرية.