رحب المجلس السياسي الأعلى بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتشكيل هيئة تحقيق دولية في الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي وتحالفه ضد المدنيين في بلادنا، بما فيها جريمة استهداف صالة العزاء بالعاصمة صنعاء السبت الماضي التي أسفرت عن استشهاد وإصابة 720 مدنيا وفق حصيلة أولية لوزارة الصحة العامة. ونقلت وكالة (سبأ) الرسمية عن مصدر مسؤول في المجلس السياسي إشادته بما ورد في بيان المفوض السامي بالأممالمتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين الذي أكد على ضرورة تشكيل هيئة دولية محايدة للتحقيق الشامل في جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان وقوات التحالف ضد اليمنيين، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العدوان السعودي الأمريكي ورفع الحصار الشامل. وشدد المصدر على ضرورة أن يترافق مع هذه المواقف رفع للحصار البري والبحري والجوي الخانق والذي أثر على الحياة بشكل عام وأدى إلى تفاقم الحالة الإنسانية واتساع دائرة الفقر في اليمن، وحرمان الجرحى من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وعودة المواطنين اليمنيين العالقين في مطارات العالم إلى وطنهم. وفي السياق، رحب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية بتأكيدات الأمين العام للأمم المتحدة على مبدأ عدم الإفلات من العقاب ودعوته إلى إجراء تحقيق كامل بمصداقية، ودعوته للمفوضية السامية للأمم المتحدة لإجراء تحقيق شامل في الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي، وحثه لمجلس حقوق الإنسان الاضطلاع بواجبه ومسؤولياته. وحسب (سبأ) الرسمية فقد طالب المصدر الأمين العام للأمم المتحدة استكمال مساعيه الحميدة والعمل على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة برئاسة شخصية دولية محايدة للتحقيق في هذه المجزرة وما سبقها من جرائم استهداف للمدنيين في الأسواق والمدارس والمنازل والأعراس وغيرها منذ بداية العدوان على اليمن وترفع تقريرها للأمين العام مباشرة وفي أسرع وقت. وكان أمين عام الأممالمتحدة قال في بيان له إن التحالف بقيادة السعودية هو من ارتكب المذبحة بقصف دار عزاء في صنعاء. مؤكداً أن الأدلة قوية، كما دعا إلى إجراء تحقيق كامل بمصداقية. وجاء هذا الموقف من بان كي مون بعد إبلاغ البعثة السعودية في الأممالمتحدة مجلس الأمن اعتراف حكومة بلادها بارتكاب المجزرة وأنها عازمة على تصحيح الخطأ. إلى ذلك ناشد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عارف عوض الزوكا المجتمع الدولي سرعة التدخل لإنقاذ حياة الجرحى الذين سقطوا في منذ الجريمة النكراء. وقال الزوكا في تصريح صحفي: يمر اليوم الرابع على أم الجرائم المجزرة الكبرى التي ارتكبها النظام السعودي وحلفاؤه في صالة العزاء بالقاعة الكبرى، والمؤسف جداً أننا منذ ذلك اليوم (السبت) ونحن نتابع المنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة وكل المنظمات الإنسانية في سبيل وصول طائرة لإخلاء الجرحى الذين يزيد عددهم عن ستمائة جريح منهم أكثر من ثلاثمائة حالاتهم حرجة. وأضاف الزوكا: للأسف الشديد إننا إلى اليوم لم نستطع الحصول على طائرة لإخلاء الجرحى.. وأجدها مناسبة اليوم لأدعو كل الخيرين في العالم وأناشد الضمير الإنساني إذا كان لا يزال هناك ضمير إنساني التدخل لإنقاذ هؤلاء الجرحى بإيجاد طائرة لإخلائهم من العاصمة صنعاء..كما أجدها فرصة لأناشد الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن التدخل السريع لإنقاذ حياة الجرحى مالم فإننا قادمون على مجزرة أخرى وهي مجزرة عدم إنقاذ أرواح هؤلاء الجرحى. وأكد الأمين العام للمؤتمر على ضرورة أن يتدخل مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بوقف العدوان السعودي وحلفائه على اليمن. كما رحب الزوكا بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق دولي شامل ومحايد في هذه المجزرة الكبرى والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى. إلى ذلك قدمت سلطنة عمان الشقيقة مساعدات طبية لمعالجة جرحى المجزرة الكبرى. وأوضح مدير عام الخدمات الطبية بوزارة الداخلية العميد دكتور محسن الظاهري لوكالة (سبأ) الرسمية أن سلطنة عمان قدمت ثلاث قاطرات مساعدات علاجية متنوعة تحتوي على جميع مستلزمات العمليات الجراحية سلمت عبر الصليب الأحمر إلى وزارة الداخلية. وقال الظاهري "إن كمية المساعدات العلاجية تعد الدفعة الأولى هبة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الشقيقة، وهناك دفع أخرى في طريقها إلى اليمن عبر الصليب الأحمر" . وأشار إلى أن المساعدات العلاجية سيتم تقديمها لمستشفيات العاصمة التي استقبلت جرحى المجزرة البشعة التي ارتكبها طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي على عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى السبت الماضي . وأشاد العميد الظاهري بسخاء ودعم السلطان قابوس ومواقفه تجاه الشعب اليمني وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار.