طالب أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله، النظام السعودي بوقف عدوانه على اليمن محذراً من عواقب كارثية في حال استمر في ذلك. وقال نصر الله في خطاب له مساء أمس إن على نظام آل سعود أن يتوقف فوراً عن سفك الدم اليمني وإلا فإنه سيجرفهم إلى أبد التاريخ. وأضاف: يجب أن تكون مجزرة صالة العزاء التي ارتكبها الطيران السعودي نهاية للعدوان على اليمن. وبيّن أن العدوان السعودي كان يتعمد إيقاع أكبر عدد من الضحايا بالموجودين في صالة صنعاء. وخاطب نصر الله السعودية قائلا: "أنتم عاجزون عن حماية مواقعكم في الحدود أمام المقاتلين اليمنيين الحفاة". وأضاف: هناك عدوان سافر في وضح النهار على صالة كبيرة والناس محتشدون والعدوان كان يعرف ما يجري هناك. وتوالت، أمس، ردود الفعل الإقليمية والدولية المنددة ب"الإبادة الجماعية" التي ارتكبها النظام السعودي بغارات جوية على صالة عزاء آل الرويشان في العاصمة صنعاء، والتي خلفت المئات بين شهيد وجريح. وأكدت منظمة العفو الدولية في بيان لها أن "حمّام الدم" الذي خلفته الضربات الجوية للتحالف بقيادة السعودية في قاعة عزاء بصنعاء، هو مجرد أحدث الفظائع السعودية، ويستجوب فتح تحقيق دولي مستقل ووقف بيع الأسلحة إليها. وقال رئيس منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، ألان هوغارث، إن "حمام الدم" الذي خلفته الضربات الجوية في قاعة العزاء بصنعاء، يستجوب فتح تحقيقات دولية مستقلة في الغارات الجوية ووقف بيع الأسلحة إليها. وطالب ألان هوغارث، المملكة المتحدة بوقف مبيعات الأسلحة لأعضاء التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن. وأضاف، أن الآلاف من المدنيين اليمنيين سبق وأن قتلوا وجرحوا في الغارات الجوية المدمرة من قبل المملكة العربية السعودية على المستشفيات والمدارس والمنازل، وما "حمام الدم" في قاعة العزاء إلا أحدث فضائع السعودية، فماذا تريد الحكومة البريطانية من براهين أكثر وضوحاً من ذلك لوقف إرسال المزيد من الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية؟ وشدد ألان هوغارث، على أن الوزراء البريطانيين خرقوا واجباً قانونياً واضحاً، وهو عدم وقف صادرات الأسلحة، حيث هناك براهين واضحة بأن أسلحة المملكة المتحدة تستخدم في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية. إلى ذلك، أكد الأمين العام للمؤتمر القومي العربي زياد حافظ أنه لا توجد كلمات تستطيع أن تعبر عن الألم الكبير الذي عمّ كل عربي وعربية لهما ضمير عند سماع خبر فاجعة صنعاء، أو تعبر عن الغضب الذي يجتاح قلوبنا وعقولنا في آن. وقال حافظ في مقال له في صحيفة "رأي اليوم": "نحزن وغداً نعمل لمعاقبة أصحاب الجريمة، ومن يقف معهم، ومن يدافع عنهم، ومن يجد التبريرات السخيفة لذلك العمل الإجرامي"، لافتا إلى أن الإقدام على هذه الجريمة هو دليل على سقوط أخلاقي وعلى عجز في مقاربة الملف اليمني من قبل قوى تحالف العدوان وهذا السقوط والعجز يمتدان إلى سورية والعراق. وأكد أن جريمة صنعاء تسرّع حتمية نهاية الظلم والظالمين أينما كانوا ومن كانوا، كونها -أي جريمة صنعاء- حلقة في سلسلة جرائم بدأت في النكبة وتجسّدت في دير ياسين، وفي قانا 1 و2، وفي العامرية، وحمام الشط، وفي صبرا وشاتيلا، وفي شتّى أقطار الأمّة، فالمجرم واحد وإن تعدّدت أوجه المنفّذين. وأضاف "جريمة صنعاء توحد الأمّة كما توحّدها فلسطين، جريمة صنعاء جريمة بحق الإنسان العربي المنتفض ضد الظلم، ولن تكون الأخيرة إن لم تتوحد الأمة ضد الظالمين. ودعت عدد من المنظمات الحقوقية الجاليات العربية والإسلامية واليمنيين المقيمين في بريطانيا للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي ستقام اليوم الأربعاء أمام السفارة السعودية في لندن تنديداً بالجريمة الوحشية على قاعة العزاء في العاصمة صنعاء. وحثت المنظمات الحقوقية الجاليات العربية والإسلامية والناشطين الحقوقيين على الانضمام إلى الوقفة للتنديد بالعدوان السعودي على اليمن وجريمته الأخيرة التي استهدفت صالة للعزاء في صنعاء وراح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى.