أعلن السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة أمس الجمعة أن بلاده ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطلب وقفا فوريا لإطلاق النار في اليمن إثر الغارة الدامية على قاعة تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها المئات من المدنيين. وقال السفير ماثيو راكروفت للصحافيين "لقد قررنا أن نقدم مسودة قرار لمجلس الأمن حول اليمن يدعو إلى وقف فوري للأعمال الحربية واستئناف العملية السياسية". ويرتقب أن يتم التصويت على القرار في الأيام المقبلة. ولعبت بريطانيا دوراً سلبياً في الأممالمتحدة ومجلس الأمن منذ بدء العدوان على بلادنا. وفي السياق قالت صحيفة واشنطن بوست إن البيت الأبيض أبلغ المملكة العربية السعودية أن تقبل (بوقف غير مشروط للأعمال العدائية في اليمن). وأضافت الصحيفة: البيت الأبيض يرغب في "الابتعاد" عن حملة القصف التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، خاصة بعد قصف مجلس عزاء في العاصمة صنعاء وقتل أكثر من 140 شخصاً وإصابة 525 آخرين بجروح، السبت. وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن استمرار الصراع في اليمن لن يساعد على استمرار الدعم الأميركي، وأن السعودية لابد أن تقبل "بوقف غير مشروط للأعمال العدائية". وأضاف المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، أن الإدارة الأميركية أبلغت السعودية أن هناك فرقاً بين "دعم سيادتهم الحدودية، ودعم حملتهم الحربية"، لافتاً إلى أن الحرب في اليمن "لا تتعلق" بأمن السعودية الإقليمي. ولفتت الصحيفة إلى أن مجزرة 8 أكتوبر الدامية، على ما يبدو أنها ستكون القشة التي ستقصم ظهر منتقدي الإدارة تجاه المملكة العربية السعودية بسبب الحملة، التي يعتقد المسئولون الأمريكيون أنها قد تخطت ما هو أبعد من مهمتها الأصلية للدفاع عن حدودها من هجمات الحوثيين إلى التركيز على استهداف المدنيين. وفي ترجمة لوكالة خبر قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "نحن نقول للسعوديين إننا مع دعم سلامة أراضيهم وسيادتها، لكن حملتهم داخل اليمن شيء آخر، خاصة إذا كانوا غير مستعدين لقبول وقف فوري وغير مشروط للأعمال العدائية التي دعونا إليها". وأضاف: "هذا سيكون من الواضح عاملاً وفقاً لتقديراتنا". إلى ذلك أعلنت الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الخميس أنها استهدفت 3 مواقع رادارات غرب اليمن بقصف صاروخي (توماهوك) بعد أن كانت الدفاع الأمريكية زعمت تعرض مدمرتها (مايسون) لهجوم صاروخي. وقال موقع (Military) المختص بالدفاع إن الولاياتالمتحدة لم تحدد بعد الجهة المسئولة عن إطلاق الصواريخ على السفن الحربية في البحر الأحمر من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وأضاف بيتر كوك، المتحدث باسم البنتاغون: "نحن لا نسعى إلى دور أوسع في هذه الحرب" ، مشيراً إلى أن الهجمات انتقام محدود للدفاع عن البارجة الحربية ومبدأ حرية الملاحة في مضيق باب المندب المائي، ولا علاقة له بالصراع في اليمن. وكشف مصدر في المؤتمر الشعبي العام عن أن الجانب الأمريكي على علم ودراية من خلال قنوات دبلوماسية وخاصة بوصول أعداد من عناصر تنظيم القاعدة وداعش إلى مطار عدن ومينائها البحري تحت مسميات عدة ليتم استخدامهم لتنفيذ أعمال إرهابية عدائية تستخدم كمبررات للتدويل وإلقاء اللوم على القوى المناهضة للعدوان السعودي الجائر. وطالب المصدر حكومتي الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا بضرورة تحرّي الحقائق والتنبّه وحكومات كل الدول التي لها تواجد بحري عسكري في المنطقة بالانتباه لمثل تلك الأعمال الإرهابية وأعمال القرصنة البحرية وما ينتج عنها من أعمال منافية لقواعد وقوانين الملاحة الدولية. وجدّد المصدر التأكيد على أن الجيش والقوات المسلحة اليمنية وقوات الأمن واللجان الشعبية أحرص من غيرهم على سلامة أمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب الإستراتيجي الهام والبحر الأحمر، وحريصة أيضاً على أن تظل مياه ذلك الممر المائي بعيداً عن أي صراعات أو تحشيد عسكري، وأن يبقى ممراً آمناً للملاحة البحرية الدولية وللتجارة العالمية. إلى ذلك دعا المجلس السياسي الأعلى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن تأخذ العبرة وتعيد حساباتها قبل التمادي في أي حماقة إضافية تجاه بلادنا خصوصا أن تجاربها في العالم اليوم ماثلة للعيان وتجارب محاولات حمايتها لنفوذها في البحر الأحمر عبر استخدام القوة لن تفلح وستنعكس عليها سلباً. وجدد المجلس التأكيد على عدم استهداف الجيش واللجان الشعبية لأي سفينة حربية أو غير حربية في المياه الدولية .. لافتا إلى حرص اليمن القائم على القناعة التامة والثابتة كخيار إستراتيجي بحماية وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب . وكشف أن استهداف البحرية الأمريكية لمواقع الجيش واللجان كان متوقعاً، وما الأكاذيب الأمريكية باستهداف سفينتهم إلا مقدمة لتدخل مباشر لها في منطقة الساحل تحديدا ولحسابات سياسية وإستراتيجية تخصها من أجل السيطرة على باب المندب وساحل الحديدة بعد فشل أدواتها في التحالف ضد بلادنا الذي تقوده السعودية منذ 18 شهرا في تحقيق أي انتصار يذكر وخسارتها وخسارة حلفائها الكثير مما كان قائما مع الشعب اليمني".