يواصل العدوان السعودي غاراته المكثفة على محافظة الحديدة مستهدفاً وبشكل ممنهج كل ما له صلة بمعيشة السكان. وقال مصدر في العمليات وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن طيران العدوان استهدف بغارتين مصنع (الشميري) في مديرية باجل، صباح أمس، وذلك بعد ساعات قلائل من استهداف منطقة (العرج) في ذات المديرية والمحاذية لمنطقة الصليف ب5 غارات تم خلالها قصف مزارع مواطنين ومنزلين أحدهما يملكه الفنان أحمد فتحي. وفي وقت متأخر من مساء أمس الأول، قصف طيران العدوان مزرعة مواطن في منطقة النخيلة مديرية الدريهمي، وغارتين على منطقة المحرق، وغارة على الكدح بمديرية الخوخة، و3 على معسكر أبو موسى الأشعري. وبالنظر إلى المناطق المستهدفة بالقصف في محافظة الجديدة بدءاً بقوارب الصيادين والميناء والمصانع والمزارع، يتضح أن "معيشة المواطن" هي بنك أهداف العدوان في عموم الوطن، والحديدة على وجه الخصوص. ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالاً، الأحد، للكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك –ترجمته وكالة خبر- قال فيه إن "السعودية تستهدف تجويع اليمنيين عمداً من خلال قصفها المتعمد مصادر دخلهم مثل قوارب الصيادين ومزارع الأبقار والدواجن والنحل والقطاع الزراعي في اليمن، وكل البنية التحتية، إضافة -بالتأكيد- إلى المدنيين، بما ينطوي عليه ذلك التعمد الممنهج من هدف يمتد إلى ما بعد انتهاء الحرب والأزمة الحالية". وأشار إلى أن هناك أدلة متزايدة وقوية على أن السعودية وحلفاءها، ومن بينهم المستشارون البريطانيون، لا تقصف المدنيين فحسب في اليمن، بل تستهدف بشكل ممنهج البنية التحتية التي تحتاج إليها البلاد لتجنب المجاعة عندما تنتهي الحرب، وذلك ضمن حملة تهدف، في حال نجاحها، لترك الشعب اليمني في مرحلة ما بعد الحرب، جائعاً ومعتمداً على الواردات الغذائية من دول الخليج والخارج من أجل البقاء. وذكر أن المأساة تكمن أيضاً في قصف المملكة للأبقار والمزارع والذرة التي يمكن أن تستخدم للخبز أو لإطعام الماشية، فضلاً عن قصف منشآت زراعية أخرى كثيرة. وأشار فيسك، إلى أن الناجين من القصف السعودي المتواصل على اليمن سيواجهون الجوع عندما تنتهي الأزمة في بلدهم، وسيضطرون للاعتماد على الأغذية المستوردة التي ستأتي، دون شك، من دول الخليج التي تقوم بقصفهم يومياً، وذلك في إجبار أية حكومة يمنية قادمة على اللجوء إلى دول الخليج طلباً للدعم والمساعدات. ولفت فيسك، إلى أن طيران النظام السعودي لم يستثن حتى الحيوانات، فهو يستهدف المزارع اليمنية بما تحويه من أبقار ومواش ليترك المزارعين دون أي مصدر للرزق، فيما وصف ذلك بأنه كوميدية سعودية ساخرة قاتمة. وأشار إلى أن الأكاديميين يجمعون بيانات من اليمن توحي، بشكل قوي، بأن الحملة التي تقودها المملكة في اليمن تشمل برنامجاً لتدمير سبل العيش في المناطق الريفية. واستند الكاتب إلى مارتا ماندي، وهي باحثة بريطانية مقيمة في لبنان. وبحسب الإحصاءات التي حصلت عليها من وزارة الزراعة اليمنية، فإن "السعودية أقدمت على استهداف البنى التحتية الزراعية في بعض المناطق من أجل تدمير المجتمع المدني". وأظهر التقرير أن "357 قنبلة استهدفت 20 محافظة، بما في ذلك المزارع والحيوانات والبنية التحتية للمياه ومستودعات الغذاء والبنوك الزراعية وشاحنات الطعام". وقالت ماندي، في محاضرة لها في بيروت "استناداً إلى منظمة الطعام والزراعة 2.8% من اليمن مزروعة فقط ولقصف هذه المساحة الصغيرة يجب استهدافها كلها". وأشار إلى أن هناك صوراً كثيرة للمزارع، ومزارع الدواجن والنحل والأبقار التي دُمرت، والمصانع والحيوانات النافقة ملقاة في الحقول تتناثر فيها الذخائر، ما منع بشكل فعال المزارعين العودة إلى العمل لعدة شهور أو سنوات. وفي أواخر إحصائية لوزارة الزراعة، فإن خسائرها جراء العدوان بلغت أكثر من (15 مليار دولار).