مجازر دموية ارتكبها مرتزقة العدوان السعودي، بحق المدنيين في مدينة تعز، خلال ال 48 ساعة الماضية، وجرائم سحل وصلب لأسرى من الجيش واللجان الشعبية نفذها ذات المرتزقة، الذين واصلوا محاولاتهم التقدم في الأحياء الشرقية للمدينة بغطاء جوي. وأدان مصدر في المؤتمر الشعبي العام المجزرة التي ارتكبها مرتزقة العدوان السعودي، مساء الخميس، بقصف سوق سوفتيل شرق مدينة تعز والذي راح ضحيته 24 شهيداً و27 جريحاً من المدنيين الأبرياء –في حصيلة غير نهائية- بالإضافة إلى القصف المدفعي الذي يستهدف الأحياء السكنية في المدينة وأعمال السحل والتنكيل بالجثث الذي نفذته تلك العناصر الإرهابية بحق المواطنين. وأعتبر المصدر أن هذه الأعمال البربرية التي نفذها مرتزقة العدوان السعودي من العناصر الإرهابية والتخريبية عدا عن كونها جرائم حرب مرتكبة ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم وسيحاسب المسئولون عنها ومن يقف خلفهم، فإنها تشكل خرقاً فاضحاً وتحدياً جدياً لاتفاق وقف الأعمال القتالية في كافة الجبهات والذي بدأ سريانه في 17 من نوفمبر. مؤكداً أنها تكشف عن مساعي مرتزقة العدوان السعودي ومن يمولهم بتصعيد المواجهات العسكرية وتقويض الجهود الدولية التي تقودها الدول الشقيقة والصديقة والرامية لوقف كامل لإطلاق النار وإحلال السلام والعودة للمسار السياسي. ودعا المصدر الأممالمتحدة وكافة هيئات ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الجريمة البشعة والضغط على تحالف العدوان السعودي ومرتزقته لوقف مسلسل جرائمهم اليومية المرتكبة بحق أبناء شعبنا اليمني. وقال ل"اليمن اليوم" محافظ محافظة تعز عبده محمد الجندي إن مرتزقة العدوان استهدفوا في تمام الساعة السابعة مساء الخميس، بعدد من قذائف المدفعية سوق سوفتيل الشعبي لبيع القات، شرق المدينة، لحظة تواجد العشرات من المواطنين داخل السوق، مرتكبين مجزرة وحشية بحق المدنيين. وأوضح الجندي أن حصيلة الضحايا جراء ذلك القصف بلغ 24 شهيداً ونحو 30 جريحاً بينهم حالات حرجة، لافتاً إلى أنه قام بالنزول إلى المستشفيات منتصف ليل الخميس، وتفقد الجرحى ووجه بنقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات محافظة إب، فيما توزع الجرحى الآخرون على المستشفى الميداني ومستشفى أطباء بلا حدود وعدد من المستشفيات الخاصة بتعز. وأضاف الجندي قائلاً: "كانت ضربة همجية بربرية وحشية تمت مع سبق إصرار وترصد، حيث أُستهدف هذا السوق بشكل متعمد بهدف قتل هذا الكم من المدنيين الأبرياء"، مشيراً إلى أن قصف سوق ديلوكس تم وفق مخطط عسكري للمرتزقة يهدف إلى الاستيلاء على بعض التباب الجبلية الهامة وصولاً إلى منطقة الحوبان، وقاموا بقصف السوق وارتكاب المجزرة البشعة بحق المدنيين بغرض إحداث حالة من الرعب لدى المواطنين وخصوصاً المساندين للجيش واللجان الشعبية والرافضين للعدوان والمناهضين لمرتزقته، تمهيداً لإتمام مخططهم وبما يمكنهم من المرور بشكل سريع وبأقل الخسائر بين صفوفهم، غير أن هذا المخطط باء بالفشل. المحافظ عبده الجندي وهو يتحدث ل"اليمن اليوم" أكد بأن الجيش واللجان تمكنوا من استعادة عدد من المواقع التي كانت قد سقطت خلال الأيام القليلة الماضية في أيدي مرتزقة والعدوان وأبرزها مبنى المستشفى العسكري في الجحملية، موضحاً بأن المعارك كانت أمس الجمعة متواصلة في محيط المستشفى. ووصف الجندي جرائم السحل والصلب لأسرى من الجيش واللجان وقعوا في أيدي المرتزقة، أمس الأول، في حي الجحملية، بأنها تأتي ضمن المشروع الداعشي التكفيري الوهابي الذي يتبناه العدوان وتكشف بشكل واضح ما يحمله هذا المشروع من نوايا دموية ومجازر بشعة بحق المناهضين لهم في تعز خصوصاً وبقية المحافظات بشكل عام. وفي السياق أكد مفتي تعز العلامة سهيل بن عقيل أن جرائم السحل والصلب ممنهجة. وقال في تصريح ل"اليمن اليوم" إن الهدف من هذه الجرائم تأسيس الطائفية في أوساط أبناء تعز لما بعد الحرب. ولفت إلى أن مليشيات التنظيمات الإرهابية (داعش والقاعدة وكتائب أبو العباس السلفية، ومليشيات حزب الإصلاح) تمارس هذه الجرائم منذ الأسابيع الأولى، مشيراً إلى أن سبطه (إلياس) نجل ابنته تم سحل جثته عدة كيلومترات داخل المدينة وكان ذلك في بداية العدوان السعودي. من جهته أفاد نائب مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز الدكتور واثق الفقيه بأن حصيلة ضحايا مجزرة سوق سوفتيل بلغت 24 شهيداً و27 جريحاً، لافتاً إلى أن عمليات جمع أشلاء الضحايا استمرت حتى ظهر أمس الجمعة قبل أن تتوقف بسبب كثافة القصف الذي شنه المرتزقة، على حيي سوفتيل والجملة وكذا معاودة طيران العدوان السعودي شن غاراته الإجرامية على هذه الأحياء. وأضاف أن "هناك عددا من أشلاء الضحايا لم يتم جمعها حتى الآن ولم يتم التعرف على هوياتهم، في حين تم نقل ثلاثة من الضحايا إلى العناية المركزة بسبب إصاباتهم البليغة"، مشيراً إلى أن ضحايا هذه المجزرة هم من الباعة وسائقي الدراجات النارية وبعض المواطنين الذين كانوا في السوق لحظة قصفه من المرتزقة بثلاث قذائف مدفعية . معارك عنيفة وقصف جوي مكثف وفي السياق تواصلت، أمس، المعارك على أشدها بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي كتائب أبو العباس وكتائب حسم "السلفية" وعناصر من تنظيم القاعدة وفصائل أخرى موالية للعدوان في الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية لمدينة تعز، مركز المحافظة، وسط نزوح كبير للأهالي من المنطقة. مصادر محلية وعسكرية متطابقة، أفادت "اليمن اليوم" بأن المعارك تركزت أمس بشكل كبير في محيط المستشفى العسكري ومحيط تبة السلال المحاذية للقصر الجمهوري بالإضافة إلى معارك أخرى بذات الحدة في كلابة وشارع الأربعين. وأوضحت المصادر أن المرتزقة دفعوا بمجاميع كبيرة من عناصرهم باتجاه تبة السلال الإستراتيجية بغرض الاستيلاء عليها، غير أن الجيش واللجان كانوا لهم بالمرصاد وتمكنوا من صد زحوفاتهم وإيقاع قتلى وجرحى بين صفوفهم وإجبار من تبقى منهم على التراجع إلى مواقعهم السابقة. وتقدم قتلى المرتزقة قائد مجاميع ما يسمى "لواء الصعاليك" في الهجوم على تبة السلال ويدعى محمد حمود و10 من عناصره هم: (محمود زائد، عبدالفتاح الفقيه، عبدالرحمن حسن، أحمد غالب، بلال الصامت، صادق الصامت، صادق الشجاع، عبدالرحمن النجار، بالإضافة إلى شخصين أحدهما يدعى رشاد والآخر حكيم)، وأكدت المصادر أن جثث هؤلاء لازالت ملقاة أسفل تبة السلال، حيث فشلت جميع محاولات المرتزقة في سحبها، فيما سقط قتلى وجرحى من المرتزقة ودُمرت آليات لهم بقصف صاروخي ومدفعي للجيش واللجان على مواقع المرتزقة في تبة المكلكل. وبالتزامن مع ذلك نفذ المرتزقة هجوماً كبيراً باتجاه شارع الأربعين وحي كلابة، في ذات الجبهات الشرقية لمدينة تعز، وحاولوا التقدم في محيط مستشفى الحمد تحت قصف مدفعي مكثف من الروضة وجبل جرة، ودارت مواجهات عنيفة تكبد خلالها المرتزقة نحو 15 قتيلاً وأكثر من 25 جريحا، مقابل 8 شهداء و15 جريحا من الجيش واللجان الشعبية. وأمس الأول صد الجيش واللجان زحوفات للمرتزقة في وادي الزنوج، شمال غرب المدينة، وتحول دفاع الجيش واللجان إلى هجوم مضاد تمكنوا خلاله من تأمين مواقع هامة كانت تحت سيطرة المرتزقة. وكثف المرتزقة قصفهم المدفعي وبقذائف الهاون يومي الخميس والجمعة الماضيين على الجحملية وسوفتيل وعدد من الأحياء الشرقية لمدينة تعز، مستهدفين إياها بأكثر من 150 قذيفة، من مواقع تمركزهم في منطقة الدمغة أسفل جبل صبر وجبل جرة وتبتي المكلكل والجعشا التي تمكنوا من السيطرة عليها يومي الأربعاء والخميس الماضيين. وأكدت مصادر طبية أن إحدى قذائف الهاون التي يطلقها المرتزقة بشكل عشوائي سقطت، أمس، على أحد المنازل في حي الجحملية متسببة باستشهاد طفلة تدعى ريهام علي محمد، وإصابة 5 آخرين. واعترفت وسائل إعلامية موالية للعدوان بحجم الخسائر الكبيرة في الأفراد والعتاد التي تكبدوها، أمس الخميس، وأمس الأول "الجمعة" في معارك شرق مدينة تعز، وعزو ذلك للألغام الأرضية التي قالوا إنها حصدت قرابة العشرين من عناصرهم بخلاف كم كبير من الجرحى بالإضافة إلى تدمير 3 أطقم وعربة عسكرية وجرافة كانت تحاول فتح الطريق في ذات الحي. طيران العدوان السعودي كان حاضراً بقوة في مستجدات الأحداث بمدينة تعز، أمس الجمعة، واستهدف حي صالة والجحملية بخمس غارات بالإضافة إلى غارة على تبة سوفتيل. جرائم المرتزقة وبخلاف مجزرة حي سوفتيل بحق المدنيين التي ارتكبها مرتزقة العدوان، كان حي الجحملية، على موعد، أمس الأول "الخميس" مع جرائم بشعة بحق أسرى من أفراد الجيش واللجان الشعبية نفذتها تنظيمات داعش والقاعدة والسلفيين وغيرها من فصائل عملاء العدوان السعودي. وفي هذا الصدد أفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية بأن مسلحين موالين للعدوان السعودي، نفذوا عمليات إعدام بحق 3 من أفراد الجيش واللجان الشعبية وقعوا في الأسر بحي الجحملية وقاموا بإلقاء جثثهم في الشارع العام بعد تعريتها بشكل كامل، فيما تم إحراق جثة الأسير الرابع جميل الجنداري بعد إعدامه وسحله خلف إحدى السيارات التابع لهم في الشارع، بالإضافة إلى صلب جثة الأسير الخامس فواز راشد، على عمود حديدي يتوسط الشارع بعد التمثيل بالجثة وسحلها أمام مرأى ومسمع الأهالي. وأكدت المصادر أن جميع الأسرى الذين تم التمثيل بجثثهم من أبناء تعز وينتمون إلى حي الجحملية، تم محاصرتهم لأكثر من 24 ساعة وبعد أن تعهد لهم المرتزقة بعدم المساس بحياتهم سلموا أنفسهم، فيما ذكرت مصادر أخرى أن الشهداء قاوموا حتى نالوا الشهادة. واعترف الناطق الإعلامي لكتائب أبو العباس "السلفية" بتلك الجرائم، ناشراً في صفحته الرسمية على "الفيسبوك" صورة للشهيد فواز راشد مصلوباً وسط الشارع، وهدد ناطق السلفيين بأن مسلحيهم سيفعلون "العجائب" بكل من يقف في طريقهم. مشاهد القتل والسحل تلك، تعيد للأذهان جرائم مشابهه نفذها ذات المرتزقة بحق مواطنين من آل الجنيد والرميمة وأسرى من الجيش واللجان الشعبية، منتصف أغسطس من العام الماضي، حيث قاموا بقتل وحرق وسحل نحو 12 شخصاً في الشارع العام وسط مدينة تعز بتهمة أن بعضهم "قناصة" والبعض موالون للحوثيين، وفي ذات التاريخ قام المرتزقة بنهب وتدمير وإحراق 26 منزلاً لأسرة آل الرميمة في مشرعة وحدنان وقتل وسحل واختطاف 30 فرداً من آل الرميمة. وبتاريخ 12 مارس 2016 الجاري قام المرتزقة من تنظيم داعش والقاعدة بسحل 6 مواطنين مناهضين للعدوان في بير باشا والحصب، غرب المدينة، بالإضافة إلى نهب 15 منزلاً في بير باشا، وبعدها بيوم واحد، تم نهب وإحراق 50 منزلاً في منطقة المطالي بمديرية المسراخ. وشهدت قرى منطقة الصراري بجبل صبر في يوليو الماضي جرائم قتل وسحل وإعدامات لعدد من المواطنين المناهضين للعدوان من آل الصراري والجنيد من قبل كتائب أبو العباس السلفية بخلاف اختطاف واعتقال قرابة 130 مواطناً بينهم 45 طفلاً ونهب وإحراق 50 منزلاً وتدمير معالم دينية وأثرية. تطورات الجبهات الأخرى في غضون ذلك واصل الجيش واللجان الشعبية يومي الخميس والجمعة تصديهم لزحوفات مرتزقة العدوان في جبهات مديرية الصلو، مكبدين المرتزقة قتلى وجرحى في صفوفهم رغم الإسناد الجوي للمرتزقة بثلاث غارات على مواقع متفرقة للجيش واللجان الشعبية. وفي جبهة المسراخ، تمكن الجيش واللجان من إعادة تأمين عدد من المواقع التي كان المرتزقة يتمركزون فيها بينها جبل "الشجر" الاستراتيجي، ووزع الإعلام الحربي مشاهد "فيديو" لانتصارات الجيش واللجان في ذات المديرية، فيما تم إعادة تأمين جبل "قرن الغراب" بمديرية الوازعية، مساء الخميس المنصرم، حيث تكبد المرتزقة أكثر من 35 قتيلاً وإصابة آخرين على أيدي أبطال الجيش واللجان في الجبل الذي يقع شمال شرق الوازعية. ونفذ الطيران المعادي غارتين استهدفت سوق الشقيراء، مركز مديرية الوازعية مساء الخميس. كما نفذ ذات الطيران غارتين مماثلتين على أطراف مديرية حيفان بمحاذاة مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج، محاولاً إسناد مرتزقته الذين جددوا أمس الزحوفات باتجاه عزلة الأحكوم بمديرية حيفان والتباب المطلة على طريق هيجة العبد الذي يعتبر خط الإمداد الرئيس للمرتزقة والرابط بين محافظتي تعزولحج.