الحياد غير مقبول في مثل وضع اليمن؛ دولة ذات سيادة يتم الاعتداء عليها وتدميرها من قِبَل أكبر دولة نفطية في العالم، سخرت كل ما تملك من إمكانات ومال وعلاقات، لتدمير بلد يُعتبر العمق الإستراتيجي والبشري والقوة الضامنة لأمن الخليج، والمنطقة. أشعر بالغضب والحزن والخذلان، من الأشخاص الذين كان لهم مراكز قيادية كبيرة خلال فترة حكم علي عبد الله صالح، وعندما يتحدثون لا تسمع إلى همسهم بكلمات ضعيفة، يتحدثون بكلمات مقتضبة وغير واضحة عن الوضع الإنساني في اليمن، بقولهم "الناس يعانون"!! مَنْ الذي قتل الشعب اليمني، ودمر كل ما يملكه من مطارات، ومصانع ومواني، وطرقات ومستشفيات، وجامعات ومدارس؟! مَنْ الذي يَصُبّ على رؤوس اليمنيين أحدث القنابل والصواريخ المحرمة دولياً؟! مَنْ الذي يستهدف صالات الأفراح ومجالس العزاء والأسواق؟! مَنْ الذي يحرق أجساد اليمنيين بوحشية حركت الضمير العالمي؟! بالطبع لا يملكون إجابة واضحة، إنهم يُساعدون الطغاة على قتل شعبهم وتدمير بلدهم. ما زال لديهم أمل بأن يحكموا في المرحلة القادمة، بعد أن تنتهي الحرب الظالمة؛ التي تشنها السعودية على اليمن، والتي تُمثِّل ذروة الوحشية المفرطة في نظر كل أحرار العالم. إلى أشباه المثقفين والساسة السابقين، الذين يضعون القدم الضعيفة والمهزوزة مع مظلومية الشعب اليمني، وقدمهم الأخرى وعقولهم مع المتغطرس الظالم الجلاد، الذي أدمى قلوب أهل اليمن بأمواله التي سخرها لقتل الأبرياء في اليمن والعالم العربي. يجب تشكيل لجنة من الوزراء، والمسئولين السابقين، وأعضاء مجلس النواب، والشخصيات المشهود لهم بالنزاهة والقبول من جميع أطراف الصراع؛ لكي يقوموا بدورهم بالتواصل بين الأطراف وتقريب وجهات النظر، بعيداً عن هيمنة القوى الداعمة، التي لا تُراعي الله في أرواح ملايين اليمنيين، المُعرَّضين لخطر الموت من الحرب، والجوع، والمرض. يجب وقف الحرب في أسرع وقت ممكن، ومن قِبَل جميع الأطراف. فالجميع بحاجة إلى السلام، ولكنهم يُكابرون متناسين معاناة شعب كامل، أصابه من الوجع والألم ما يكفيه لعشرات السنين. يُمكن لهذه اللجنة إطلاع الرأي العام عما يجري من نقاشات وتفاهمات، ومن هو الطرف الذي يُعَقِّد الأمور ويتلاعب بأرواح اليمنيين! المطلوب من وسائل الإعلام من الطرفين تحريك المبادرة؛ حتى تجد طريقها إلى العمل من أجل اليمن، وليس خدمةً لأي جهة؛ لأن الوضع لا يحتمل التأخير.. سوف تخرج الأمور عن سيطرة الجميع، بمن فيهم القوى الدولية المُتلاعبة في الملف اليمني! تَخَوُّف من تبقى من الطرف الثالث، وجلوسهم خلف الستار، لن يعفيهم من المسئولية الدينية والوطنية والأخلاقية.. إذا لم يتحركوا الآن؛ فمتى يتحركوا؟ هل ينتظرون انتهاء الحرب؛ ليرتدوا ملابسهم التي ملأتها الأتربة ولم تعد تصلح لوزارة ولا لسفارة! وسوف يُصبح مكانها الحقيقي حينها "أسواق الحراج"؛ ليرتديها من يحتاجها من الموظفين الجُدُد، الذين لا يملكون قيمة ربطة عنق جديدة، مثل تلك التي كان يمتلكها وزراء ومسئولين لم يُدركوا واجبهم تجاه وطنهم الذي ينزف من صمتهم المقيت، وغيابهم عن القيام بواجبهم.. اليمن يحترق أيها الجبناء. ابحثوا عن المفاتيح الحقيقية لوقف الحرب؛ قبل أن تتغير خارطة المنطقة، وحينها سوف يجرف الطوفان جميع المتخاذلين، أما الخونة فسوف يكون مكانهم السجن، أو الموت تحت أقدام الأبطال الذين قدموا أنموذجًا مُلهمًا، ودروسًا بليغة في معاني الانتماء للوطن، والدفاع عنه، والتضحية من أجله بكل غالٍ ونفيس. الأبطال الذين يعلمونكم جميعًا القيم الإنسانية النبيلة، وكيف يُصبح حب الوطن فريضة، والدفاع عنه شرفاً، وفخر وانتماء صادق لا يُغيِّره منصب ولا مال! تعلموا منهم أيها الواقفون على الحياد؟ قبل أن يفقدوا ثقتهم فيكم؛ وحينها لن تنجوا من غضبهم أبداً، ولن يرحمكم التاريخ، ولن تسامحكم الأجيال القادمة. صحيفة اليمن اليوم