دعا العميد يحيى محمد عبدالله صالح، رئيس ملتقى الرقي والتقدم، إلى وقف العدوان على بلادنا ورفع الحصار، كشرط أولي للدخول في أي مناقشات سياسية تفضي لحلول جذرية عادلة ومنطقية. وشدد يحيى صالح على ضرورة الالتزام بإيقاف دعم الجماعات والفصائل المسلحة وعدم تدريبها وتسليحها ومدها بالمال، وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية كي يتسنى لليمن واليمنيين التصالح والعمل على بناء وطنهم، مطالباً بإعادة إعمار ما دمرته الحرب وكذلك العمل على فتح مراكز معالجة الأطفال والشباب وإعادة تأهيلهم، خصوصا بعد العقد والضغوط النفسية التي تعرضوا لها خلال فترة الحرب، الأمر الذي سينعكس سلبا على الأطفال والشباب ومسيرة نموهم في المجتمع. جاء ذلك خلال مشاركة ملتقى الرقي والتقدم ممثلاً برئيسة يحيى صالح، في مؤتمر التعاون الإنساني العالمي الذي يعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك بدعوة من جمعية بناء أجيال السلام ومنظمة الإغاثة الدولية لحقوق الإنسان. وشارك الملتقى في جميع اللجان المنبثقة عن المؤتمر، فيما استعرض رئيسة بالأرقام حجم المآسي الإنسانية الناجمة عن استمرار العدوان السعودي والضربات الجوية والحصار المفروض منذ أواخر مارس 2015م، في ظل الصمت الدولي الذي شجع حلف العدوان على الاستمرار في ارتكاب المجازر البشعة والإبادة الممنهجة بحق شعبنا اليمني. وأكد يحيى صالح عدم قانونية العدوان على بلادنا، قائلاً: "يعرف الجميع وخصوصا خبراء القانون أنه لا يوجد مسوغ قانوني لهذا العدوان الذي استعان بالإرهابيين والمرتزقة من شتى بقاع الأرض، الأمر الذي يشكل عائقا مستقبليا أمام الدولة اليمنية ومؤسساتها، خصوصا في ظل تفشي ظاهرة الإرهاب، وبالذات في المناطق التي سيطرت عليها قوات التحالف السعودي، وما يجري في عدن خير دليل على ذلك". وأضاف: "لو راجعنا القوانين الدولية والمبادئ والأعراف المعمول بها في الحروب لوجدنا أن الضربات الجوية قد تجاوزت كل المحاذير وتعدت كل القيم والقوانين، الأمر الذي يتطلب من الأممالمتحدة ومجلس الأمن تطبيق القانون على مرتكبي الجرائم وإصدار مذكرات الاعتقال الدولية بحق قادة الحرب ومرتكبي جرائم الحرب التي حدثت في بلادنا"، لافتاً إلى أن: (العالم وكل العقلاء يعرفون بأن الإرهاب ينمو ويترعرع في ظل المجتمعات الفقيرة وحالات العوز وهذا ما قامت به السعودية في بلادنا وكأنما تريد دفع الناس دفعا للانخراط في مجاميع التطرف الإرهابية، نظرا لامتلاكهم المال والسلاح، بل والأرض والموارد، خصوصا بعد تسليم قوات التدخل الخارجي المناطق الجنوبية من اليمن للقوى الإرهابية المتطرفة). وتحدث رئيس ملتقى الرقي والتقدم عن بعض الصعاب التي يعانيها شعبنا اليمني في ظل الحرب، والتي من أبرزها القتل والإبادة الممنهجة واستهداف البنى التحية والاقتصادية، مما خلق فاقة ومجاعات لا حصر لها، وكذلك الحصار البري والبحري والجوي والمفروض منذ بداية الحرب، الأمر الذي ترتب عليه نقص دخول الأغذية والعلاجات، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع والعلاجات، وصولا لحالات الموت جوعا ومرضا. إضافة إلى ذلك انتشار السلاح في يد الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمناطقية بالتزامن مع تدفق المال الخارجي المعروف مصدره، وما نتج عن ذلك من استقطاب للشباب العاطلين والفقراء، في ظل ضرب مصادر دخلهم، مما يشكل تهديدا حقيقيا على حياة الأبرياء وضغطا كبيرا على الدولة مستقبلا، لتظل رهينة الصراعات والاقتتال الداخلي. وكذلك إعاقة التعليم من خلال ضرب المدارس والجامعات وحرمان الطلاب المبتعثين من السفر بسبب إغلاق وضرب معظم المطارات لكي يظل اليمن تحت وطأة الجهل، وأيضاً القيام بسحب العملة النقدية وإتلافها واستهداف المصانع والمؤسسات الاقتصادية الخاصة والعامة بضربات جوية، في تعمد واضح للإضرار بالاقتصاد الوطني، بخلاف الاستهداف الممنهج للمراكز العسكرية والأمنية كرغبة جامحة كي يظل اليمن ضعيفا تعصف به الأزمات ولا يستطيع حماية نفسه والحفاظ على وحدته وسيادته.