حذرت مصادر عسكرية وسياسية متطابقة من توجه للفار هادي لتأجير جزيرة ميون في باب المندب قاعدة عسكرية سعودية. وأشارت المصادر إلى أن اتفاقاً بين الفار هادي وبين العدوان السعودي، يقضي بتأجير جزيرة ميون للمملكة لقرابة نصف قرن، كقاعدة عسكرية تابعة للسعودية، موضحة بأن المملكة بدأت منذ نحو شهرين بالتمهيد لبناء القاعدة العسكرية في الجزيرة من خلال الدفع بخبراء أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين لاستطلاع الجزيرة ووضع مخطط متكامل للمنشآت العسكرية المقرر إنشاؤها فيها. وطبقاً لذات المصادر فقد تم إبلاغ أهالي الجزيرة بوجوب مغادرتها والانتقال إلى أي محافظة أخرى يختارونها مقابل تعويضات مالية ستدفعها قوات الاحتلال. وقال مواطنون يقطنون بجزيرة ميون: إن قيادات عسكرية موالية للفار هادي طلبت منهم مغادرة الجزيرة والحصول على تعويضات . ونقل موقع "عدن الغد" الموالي للعدوان عن المواطنين بأنهم يقطنون الجزيرة على عوائلهم منذ عشرات السنين دون أن يتعرض لهم أحد، موضحين بأنهم فوجئوا قبل أشهر بوصول قوات عسكرية إلى الجزيرة ومباشرتها بتنفيذ تشييد معسكرات تابعة لقوات "التحالف". وأفاد الأهالي، بأن قيادات عسكرية التقت بالمواطنين وطلبت منهم استلام تعويضات والانتقال للسكن في أي مدينة يريدونها، لافتين إلى أن تلك القيادات قالت إنه يجب عليهم سرعة ترتيب أمورهم ومغادرة الجزيرة، كونها ستتحول إلى قاعدة عسكرية تتبع، ما وصفوها ب"قوات التحالف". وقال الأهالي إنهم لا يرغبون بمغادرة جزيرتهم مناشدين منظمات حقوق الإنسان التدخل لوقف عملية تهجيرهم منها . وأكدت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" أن مساعي السعودية لإنشاء قاعدة عسكرية في مضيق باب المندب، يأتي ضمن خلافاتها مع مصر من جهة والتنافس –من جهة أخرى- مع دولة الإمارات المشاركة معها في العدوان على بلادنا، للسيطرة على الممر البحري الهام "باب المندب" والمياه الإقليمية في البحر الأحمر، خصوصاً بعد قيام الإمارات بإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في إحدى الجزر الاريترية المحاذية لباب المندب وسواحل مديرية ذوباب التابعة لمحافظة تعز، بالإضافة إلى أن الإمارات قامت في الأشهر الأخيرة بإرسال زوارق حربية عسكرية إلى باب المندب وجزيرة ميون، الأمر الذي دفع السعودية لعقد صفقة مع الفار هادي تقضي بإيجار جزيرة ميون من المملكة وإنشاء قاعدة عسكرية عليها. وكان الجيش واللجان قد استهدفوا مطلع أكتوبر المنصرم، الزوارق الحربية التابعة لدولة الإمارات والتي وصلت حينها إلى جزيرة ميون، بصاروخي اورغان، وتم تدمير 3 زوارق وسحب الأخرى إلى شواطئ عدن. وتقع جزيرة ميون (بريم) في مدخل مضيق باب المندب، وتتبع إداريا مديرية ذوباب بمحافظة تعز وتبلغ مساحتها 13 كم2 وتعداد سكانها 221 نسمة حسب التعداد السكاني في اليمن لعام 2004. وتبعد الجزيرة عن ميناء عدن بمسافة تقدر ب100 ميل بحري وعن جزيرة كمران في البحر الأحمر بمسافة 200 ميل بحري، وتقع على بعد ميل ونصف من الساحل اليمني و11 ميلا من الساحل الأفريقي، وتفصل باب المندب إلى قسمين، الأول المضيق الصغير الذي يفصل الجزيرة عن الشاطئ العربي، ويتكون عرضه قرابة ال3كم ،والثاني المضيق الكبير وعرضه نحو 21 كم، ويستخدم المضيق الصغير لمرور السفن نظرا لوجود مجموعة من الجزر البركانية الصغيرة والمعروفة باسم (الأخوات السبع) في المضيق الكبير. وكان حلف العدوان قد تمكن من السيطرة على الجزيرة مطلع أكتوبر 2015م بعد عدة هجمات كلفتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري.