من واقع معرفتي كمستشار لشركات عالمية لحماية الشخصيات المهمة، أجزم بأن الحادث لم يكن عملا فرديا! الخطاب الديني المتطرف كان أقوى من سعي أردوغان للتصالح والسلام مع روسيا. القيصر بوتين الحرب على الإرهاب لن تكون كما سبق!! اختراق أمني كبير يضع علامة استفهام ستكشفها الأيام القادمة؟ روى برهان أوزبليسي، مصور وكالة أسوشيتد برس "أن المسلح شرطي وقد قتل في تبادل لإطلاق النار بعد أن أطلق ما لا يقل عن 8 رصاصات باتجاه السفير وكان يسير حول جسم السفير الملقى على الأرض، وقد عمد إلى تحطيم بعض الصور المعلقة على الحائط"؟!.. أيّ دراما هذه التي حدثت في مسرح الحادثة المؤسفة التي تعرض لها سفير السلام والمحبة الذي ذوب الجليد بين الروس والأتراك وكانت له البصمة الواضحة في حل مشكلة حلب. هوية القاتل يبلغ من العمر 22 عاماً، ويدعى "مولود الطنطاش" تخرج من كلية الشرطة في إزمير، وعمل ضابطا في الشرطة بأنقرة، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام التركية (يعني شخص مدرب تدريبا عاليا). النقطة الأولى: كل سفراء الدول العظمى والمحورية في المنطقة لديهم حراسات شخصية مدربة تدريبا عاليا النقطة الثانية: حفل مثل هذا يهدف إلى تفعيل العلاقة بين تركياوروسيا يحضره سفير دولة عظمى مثل روسيا لابد من القيام بإجراءات أمنية مشددة وعالية الدقة وتخضع لجهازي المخابرات والأمن القومي ورئاسة الدولة بمعنى إذا كان الضابط التركي يتبع جهاز الأمن المكلف بحماية المكان فكيف قام بتنفيذ الجريمة بدمٍ بارد وقام بالاستعراض أمام الحضور وكأنه يقوم بدور مسرحي.. لماذا لم يصدر أي رد فعل من قبل بقية فريق الحراسة المكلفة بالحماية وهناك أكثر من جهاز كما ذكرنا متواجد في المكان؟ النقطة الثالثة: إذا لم يكن من رجال الأمن المكلفين بالحماية كيف دخل المكان بسلاحه، والمعروف أن مكان الاحتفال يصعب إدخال لفافة سيجارة دون أن تخضع للفحص،وهناك أجهزة عالية الدقة تكشف كل شيء إضافة إلى أن كل شخص مدعو للحضور تمت مراجعة سجله الشخصي وتاريخيه ومعرفة كل شيء عنه. النقطة الرابعة: والمهمة في حادثة الاغتيال الفارق الزمني الكبير بين إطلاق النار على السفير الروسي وإطلاق النار على منفذ الجريمة تقريباً تم إطلاق النار على المجرم في الدقيقة الثانية بعد أن صوب ثماني طلقات على السفير الروسي وقام بالتكبير والعرض الذي شاهدناه في الفيديو الذي تم نشره. خلاصة الموضوع يتم تدريب عناصر الحماية الرئاسية وحماية الشخصيات المهمة على رد الفعل السريع أثناء الهجوم المفاجئ خلال "ثانية إلى ثلاث ثواني" لأن العنصر المكلف بحماية الشخصيات لا يجب أن يتأخر في ردة فعله تجاه مصدر الخطر أكثر من ذلك وإلا يصبح شخصا عاديا غير مؤهل للقيام بمثل هذه المهام الصعبة التي تتطلب شخصا محترفا مدربا تدريبا عاليا. مقطع الفيديو الذي نشر لحظة إطلاق النار على السفير الروسي في تركيا "أندريه كارلوف"، يظهر في الفيديو المسلح الذي أطلق النار على السفير وهو يهتف باللغة التركية: "الله أكبر.. لا تنسوا حلب.. لا تنسوا سوريا" رسالة واضحة من رعاة الإرهاب الذين عجزوا في ميدان القتال عن تحقيق أهدافهم بسب الدعم الروسي لسوريا في مكافحة الإرهاب وتطهير سوريا منهم!. المؤسسة العسكرية التركية مخترقة تماماً ويصعب السيطرة على الأمور في تركيا إلا بتغيير الخطاب الديني المتطرف، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل وأقصر الطرق رفع يد تركيا عن دعم الإرهابيين في مختلف المناطق وأولها سوريا. أخيراً مثلما قال القيصر الروسي بوتين العلاقة الروسية التركية لن تتأثر، والحرب على الإرهاب لن تكون كما سبق!!