إسرائيل تسيطر على المياه والممرات والجسور وكذلك الجزر التي لها أهمية إستراتيجية في المنطقة والعالم؛ ومن هذه الجزر (تيران، صنافير) بسب موقعهما المهم للغاية بالنسبة لإسرائيل لأنها تحرس منفذها الوحيد إلى البحر الأحمر.. ولو قامت أي دولة بالسيطرة على (تيران، وصنافير) وتركت فيها قوة عسكرية بسيطة فسوف تؤثر على حركة السفن الإسرائيلية عبر ميناء إيلات وخليج العقبة. عندما يصدر القضاء المصري حكمه في ملكية جزر (تيران، وصنافير) حينها سوف تُصبح الدولة المالكة للجزر في مواجهة مباشرة مع إسرائيل التي فخخت الجزر ووضعت فيها قوات دولية للحماية.. فهل تستطيع السعودية بالقيام بواجبها في حال ذهب الحكم القضائي لصالحها؟ وما هو رد الفعل المصري المتوقع في حال ذهبت ملكية الجُزر إلى مصر؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف ذلك. اعتراض الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك على الجسر الذي يربط السعودية مع مصر ويمر من جزيرة (تيران، وصنافير) ورفض مبارك المشروع بشكل كامل لأنه أدرك بأن إسرائيل سوف تتحكم بالجسر بحكم تواجدها في الجزر وعبر وكلاء آخرين؟ أغلقت اليمن مضيق باب المندب أمام إسرائيل في حرب 1973 لمساندة مصر حينما كان العرب يساندون بعضهم من أجل مواجهة العدوان الصهيوني حينها! إلّا أن اليمن مهد العروبة؛ أصبحت اليوم تنزف من سهام بعض العرب، وقد لا تكون قادرة على غلقه أمام إسرائيل مرة أخرى من الجهة العسكرية كما يقول خبراء السياسة؟ بسبب معركة النفوذ على "مضيق هرمز" تسعى الدول المجاورة بسط نفوذها على باب المندب كبديل فإسرائيل لديها نفوذ في باب المندب بالتنسيق مع جيبوتي وأثيوبيا واليمن خسر بعض نفوذه بسبب التدخل الأمريكي. تكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضانا للسفن، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز. لليمن أفضلية إستراتيجية على باب المندب وأهمية قومية تتعلق بالأمن القومي اليمني والعربي!! حيث تمتلك اليمن الأحقية التاريخية والقانونية على المضيق الذي يقع في الأراضي اليمنية بحسب "قانون البحار" تبلغ المسافة بين ضفتي المضيق (30 كم) تقريباً من رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي. جزيرة بريم (مَيّون) التابعة لليمن، تفصل المضيق إلى قناتين الشرقية منها تعرف باسم باب اسكندر عرضها 3 كم وعمقها 30م؛ أما القناة الغربية واسمها "دقة المايون" فعرضها 25 كم وعمقها يصل إلى 310 م. بالقرب من الساحل الإفريقي توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها "الأشقاء السبعة". القوى الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قرب باب المندب وحوله وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل وزاد الصراع في "باب المندب" بين القوى الدولية مع الأحداث الأخيرة بسبب تهديدات إيران في "مضيق هرمز". وصلت الرسالة إلى إسرائيل سريعاً التي وجدت ضالتها في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي قام بتأجير جزيرة" ميون بريم" اليمنية لتصبح عبر وكلاء آخرين تحت سيطرة إسرائيل.. حيث تفيد المعلومات التي تم نشرها أن المعسكرات التي تم تشييدها في الجزيرة، تتبع القوات السعودية؛ لافتة إلى وجود اتفاقية سرية بين حكومة هادي والحكومة السعودية بتأجير الجزيرة للسعودية لمدة تصل إلى 50 عاما، وقد طُلب من الأهالي الساكنين في الجزيرة مغادرتها وسوف يتم تعويضهم إلى أنهم رفضوا المغادرة ويناشدوا الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بحمايتهم من التهجير القسري الذي يمارس ضدّهم. سباق الجسور المعلقة لمصلحة من؟ مدينة النور AL-Noor City " تتسع لخمسة ملايين نسمة" مدينة تقع بين الدولتين اليمن وجيبوتي يربطهما الجسر المعلق! الجسر سوف يُحدث ثورة كبيرة في ربط القارتين الأسيوية من ناحية اليمن والأفريقية من جهة جيبوتي وينقل المنطقة نقلة حضارية واقتصادية يصعب تخيل حدودها. طلب الشيخ طارق بن لادن رجل الأعمال السعودي من الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عام 2007 الموافقة على مشروع الجسر المعلق ومدينة النور وإعلان ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة التي سوف تأتي إلى اليمن لحضور الإعلان عن المشروع.. رحب صالح بالمشروع وأحاله إلى مجلس لنواب الذي عُرض عليه إقرار المشروع بعد دراسة أبعاده من جميع النواحي القانونية والإقليمية والقومية والاقتصادية ولم يحصل حينها على الموافقة الكاملة بسب بعض الغموض، كذلك القانون الخاص بالمشروع الذي لا يتبع القانون اليمني بحسب طلب صاحب المشروع الذي يشارك معه كبار رجال الأعمال الأجانب والبنوك الدولية. حالياً بدأت المرحلة الأولى من مشروع الجسر المعلق عبر جمهورية جيبوتي لسهولة المعاملة والتعاون من قبل الحكومة الجيبوتية وموافقة الرئيس هادي حسب ما نشر. السؤال المهم الذي يضع علامة استفهام كبيرة لماذا لم يوافق حسني مبارك على الجسر الذي يربط مصر بالسعودية ويمر عبر جزر (تيران، وصنافير)، ولماذا لم يوافق علي عبدالله صالح على الجسر الذي يربط اليمن بجيبوتي ويمر بباب المندب؟ والسؤال الأكثر أهمية لماذا السعودية تطالب (بتيران، وصنافير) التي تسيطر عليها في حقيقة الأمر إسرائيل للأسباب التي ذكرنها في بداية المقال.. ولماذا تقوم السعودية بوضع قوات سعودية على جزيرة (ميون بريم) اليمنية التي تقع في ممر باب المندب الذي أغلقته اليمن أمام إسرائيل عام 73 في حرب أكتوبر مع مصر.. وكيف يتفق الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي سراً على الجسر المعلق الذي يربط بين اليمن وجيبوتي والذي يمر من جزيرة (ميون بريم) اليمنية التي يتواجد فيها قوات سعودية.. وسبق أن رُفض المشروع من قبل الرئيس صالح إلّا بشروط تحفظ لليمن أمنها القومي في السيطرة على ممراتها وجزرها.. خلاصة المقال السعودية موجودة في كل ما يتعلق بأمن ومصالح إسرائيل في المنطقة؟ لم يوافق حسني مبارك على الجسر بين مصر والسعودية بسبب مرور الجسر من جزر ليست تحت السيطرة المصرية! الرئيس علي عبد الله صالح كان يُدرك بأن هناك شي غير واضح! الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي سلَّم الجمل بما حمل؟ والحكم الأخير للتاريخ والأجيال القادمة.