كشفت مصادر أمنية رفيعة في عدن ل"اليمن اليوم"، أمس، أسرار "صفقة الأسلحة" المثيرة للجدل في المدينة، بينما كشفت اتهامات متبادلة بين مسئولين مقربين من الفار هادي جانبا من التحشيد العسكري لصراع مناطقي واسع في الجنوب. وقالت المصادر إن شحنة الأسلحة التي وصلت ميناء عدن مؤخرا، وتم نقلها إلى مديرية يافع، تتبع القيادي في حزب الإصلاح، نائف البكري، الذي تسلم الشحنة من السودان في الحادي عشر من ديسمبر الماضي خلال زيارة له على رأس وفد رسمي "وتم نقل الشحنة بحرا خلال الأيام القليلة الماضية". وأفادت المصادر بأن الصفقة وقع على شرائها علي محسن الأحمر – نائب الفار هادي- خلال زيارته للسودان في نوفمبر الماضي حيث لعب ذلك البلد المشارك في تحالف العدوان السعودي دور الوسيط بين المرتزقة وعدة شركات تصنيع أسلحة عالمية وسجلت الصفقة باسم السعودية. وتضم الصفقة، وفقا للمصادر، أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة إضافة إلى صواريخ حرارية وغيرها من الذخائر. ورجحت المصادر بأن يكون البكري قرر نقل جزء من تلك الشحنة إلى معسكرات تابعة للجماعات المتطرفة المقربة من حزبه في يافع أو أخرى إلى معسكرات لذات الجماعات في البيضاءوحضرموت ومأرب وإبقاء جزء منها في عدن. وأكدت المصادر حصول الشحنة التي مولتها السعودية على تصريحات رسمية موقعة من وزير داخلية الفار، حسين عرب، وعند انكشافها من قبل المليشيات المسنودة إماراتياً، روجت السعودية عبر وسائل إعلامها بأن الشحنة كانت مهربة للحوثيين. وكانت نقطة لمليشيات ما تسمى (الحزم الأمني) مرابطة في منطقة العند بمحافظة لحج اعترضت، أمس، للمرة الثانية شاحنة تحمل كمية كبيرة من الأسلحة غير أن السائق أفاد بأنه كان في طريقه إلى معسكر ل"المقاومة" في محافظة البيضاء. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن "توجيهات عليا" قضت بسرعة إطلاقها كما سبق لتلك التوجيهات وأن أفرجت قبل يومين على شحنة مماثلة احتجزتها نقطة للمليشيات في منطقة حبيل الريدة وكانت في طريقها إلى مديرية يافع وأخرى محتجزة لدى مليشيات "النخبة الحضرمية" الموالية للإمارات في حضرموت. قلق إماراتي في ذات السياق، كشفت مصادر أمنية عن تكثيف مندوبين عسكريين من الاحتلال الإماراتي، اليومين الماضيين، للقاءاتهم بقادة مليشيات موالية لهم في عدن بشأن شحنة الأسلحة المضبوطة. وكشفت المصادر عن توجيه إماراتي لمليشياتها المعروفة ب"الحزم الأمني" بتنفيذ حملات مداهمة لكل الأماكن المشتبه تواجد "الإخوان" فيها، مشيرة إلى أن عمليات التفتيش بدأت في بئر فضل – مديرية البريقة- حيث يوجد معسكر القوات الإماراتية. وعثر في أحد المستودعات التي كان يسيطر عليها فصيل موالٍ للبكري على صواريخ بالستية وأخرى مضادة للبارجات كانت موجهه صوب المعسكر التابع للإمارات والشريط الساحلي لعدن. واعتبرت المصادر تلك التحركات بأنها تعكس حالة من القلق المتزايد لدى الإماراتيين على مصالحهم في المدينة. يذكر أن وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش اتهم في العام المنصرم 2016 نائف البكري بإخفاء 57 عربة إماراتية حديثة في مزارع ومعسكرات للتنظيمات المتطرفة في يافع، وذلك عقب أيام على ضغوط إماراتية قضت بإقالة البكري – المعين لتوه محافظا لعدن- وتعيين جعفر سعد بديل عنه، لكن سعد لقي مصرعه بعملية إرهابية بعد أشهر من تعيينه. وتمتلك الجماعات المتطرفة 4 معسكرات في مناطق متفرقة من مديرية يافع – مسقط رأس نائف البكري إضافة إلى انتشار معسكرات لمليشياته المنضوية تحت ما يسمى ب"مجلس المقاومة الجنوبية" بعدة مناطق في عدن. وسبق اعتراض شحنة من تلك الصفقة في لحج قبل يومين حيث فجر سيلا من الاتهامات المتبادلة بين مليشيات قوى مناطقية تعرف ب"الطغمة" و"الزمرة"، لكن تلك الاتهامات كشفت في مجملها جانبا من التحشيد العسكري "المناطقي" في سبيل الصراع مستقبلا في الجنوب عموما. ورغم توجيه وزير داخلية الفار، حسين عرب، بتشكيل لجنة تحقيق تضم في عضويتها شلال شائع - المعين من الاحتلال مديرا لأمن عدن- إلا أن بيانا عن مكتب عرب سبق وأن اتهم شائع والزبيدي علانية بنقل شحنات الأسلحة إلى مناطقهم في الضالع. وقال عبدالقوي باعش- سكرتير الوزير عرب- في البيان: " نعلم جيدا من يخرج قاطرات الأسلحة ويرافقها بحماية أطقم عسكرية إلى الضالع ومن قام بإبعاد نقاط الأمن واستبدالها تابعة له "على خط عدن- الضالع". وذيل البيان بالتذكير برفض حسين عرب ترقيم 6 آلاف مجند من الضالع. الاتهامات ذاتها وردت، أمس، على لسان فضل حسن- المعين من الفار قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية- لكن حسن قال إن إيران تقف وراء الشحنة، في اتهام مباشر للزبيدي وشائع المنضوين تحت ما تعرف ب"الطغمة" بقيادة علي سالم البيض والمتهمة أساسا من قبل السعودية ومرتزقتها بتلقي دعم من إيران. وقال حسن في تصريح ل"الشرق الأوسط": "السعودية ترصد تلك العمليات"، في إشارة منه كما يبدو إلى موافقتها عليها. وتلك الاتهامات تأتي ردا على تسريب وثيقة من ميناء عدن – الخاضع لمليشيات تابعة للزبيدي وشائع- تؤكد وقوف وزير داخلية هادي وراء شحنات الأسلحة الأخيرة.