تعرضت طائرات حربية، أمس، لإطلاق نار كثيف من مضادات أرضية في عدن، عقب تنفيذها طلعات جوية في سماء المدينة، تزامنت مع وصول طائرة تركية يعتقد أنها نقلت عائدين من سوريا، وأعقبت إعلان تنظيم "داعش" الإرهابي ضم شيوخ قبائل من محافظات جنوبية إلى مجلسه المعروف ب "المجلس الأهلي". وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن طائرات حربية جابت سماء المدينة بصورة متكررة عند الفجر، مشيرة إلى فتح فصائل مسلحة أحدها موالٍ للفار هادي (الحماية الرئاسية) نيران المضادات الأرضية باتجاهها. وأفادت المصادر بأن التحليق كان فوق مطار عدن ومنطقة كريتر والمنصورة، مرجحة أن تكون الطائرة "أمريكية" وتتعقب "عناصر إرهابية". وتناقل ناشطون صور قنابل ضوئية تلقيها تلك الطائرات "للتمويه" من علو مرتفع فوق البحر إضافة إلى طلقات نارية من "مضادات طائرات". وكان مطار عدن استقبل في الساعات الأولى من فجر أمس، طائرة تركية يعتقد أن على متنها عدد من عناصر "تنظيم داعش" الفارين من سوريا، كما قامت الطائرة بنقل "جرحى المرتزقة في تعز". وصعدت المقاتلات الأمريكية خلال اليومين الماضين من استهدافها للعناصر الإرهابية آخرها، أمس، في البيضاءوأبين، مما يؤكد اتساع نشاط التنظيمات الإرهابية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الفار هادي، خصوصاً الجنوبية. "داعش" ينشئ مكتباً للدفاع وآخر للمظالم وكان تنظيم "داعش" –أحد فصائل عملاء الاحتلال- أعلن الخميس ضم عدد من شيوخ القبائل في المحافظات الجنوبية إلى مجلسه في عدن والمعروف ب "المجلس الأهلي". وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن قيادات في التنظيم، عقدت اللقاء في المنصورة بحضور أكثر من 300 شيخ قبلي وناشطين دعاهم التنظيم لحضور الاجتماع الذي عقد تحت مسمى "نصرة المظلوم وإيجاد حامل للجنوب". وهدف الاجتماع وفقا للمصادر لمناقشة سبل إطلاق سراح المحتجزين من عناصر التنظيم لدى مليشيات مدعومة إماراتيا، مشيرة إلى أن الاجتماع أقر رفع قائمة بأسماء المحتجزين لدى "الحزم الأمني" إلى هادي لإطلاق سراحهم أسوة بمن تم إطلاق سراحهم من قيادات التنظيم في حضرموت قبل أيام. وأقر الاجتماع تحديد منصب الأمين العام لشيخ من قبائل آل الوحيشي – التي ينتمي إليها أمير القاعدة (السابق) في جزيرة العرب (ناصر الوحيشي)، و(6) نواب من شبوةوحضرموت والمهرة ولحج. كما انبثق عن الاجتماع تشكيل مكتب للمظالم والشكاوي وآخر للدفاع، وفقا لذات المصادر. يذكر أن التنظيم أنشأ المجلس في المنصورة في أغسطس من العام 2015، لكن عمل المجلس اقتصر على السرية عقب اتفاقية رعتها قوات الاحتلال بين التنظيمات المتناحرة في المدينة. مجلس عدن وكان وزير داخلية الفار، حسين عرب، التقى مساء الأربعاء قيادات ما يسمى ب "المجلس التشريعي" بعدن، والذي يضم عددا من القيادات السلفية المحسوبة على الجماعات المتطرفة وأخرى موالية. وطالب قيادة المجلس، وفقاً لبيان تناقلته مواقع إلكترونية مقربة من الحراك الجنوبي "بدمج أبناء عدن في الأمن" وذلك في إشارة منهم إلى التجنيد المناطقي المتصاعد في المدينة من قبل نافذي الضالع "الطغمة"، وأبين "الزمرة". وأفادت المصادر بأن عرب طلب من تلك القيادات تقديم "النصح والإرشاد للمواطنين". وتحتضن تلك القيادات منذ أيام ما يسمى ب "معرض الحضارة الإسلامية في مجلسها بمديرية كريتر". وأفادت مصادر أمنية وناشطون بأن المعرض يسوّق لكتب وملازم ألفتها قيادات "سلفية متطرفة"، مشيرة إلى أن المعرض حظي ب "دعم رسمي من قبل حكومة الفار وسلطة الحراك أيضاً". ويأتي المعرض بعد أيام على إعلان وزير داخلية الفار عن مساعيهم لتغيير "مناهج التعليم في عدن". الاستعراضات العسكرية وكان مسلحون "مجهولون" هاجموا، أمس، معسكر الصولبان الخاضع لمليشيات الفار المعروفة ب "القوات الخاصة" بعد ساعات على عرض لمليشيات بحضور وزير داخليته، حسين عرب. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" أإن مجهولين على متن سيارتين أطلقوا وابلا من الرصاص على إحدى بوابات المعسكر في محاولة لاقتحامه لكن حراسته تصدت للهجوم. وكان المعسكر شهد عرضا عسكريا لما باتت تُعرف ب "مليشيات الزمرة"، باعتبار أن معظم منتسبيها من محافظة أبين وآخرين موالين للفار هادي. فيما نفذت مليشيات تعرف ب "النجدة" أمس، عرضا مماثلا، لكن بدون حضور لأيٍّ من مسئولي حكومة الفار. وكانت مليشيات تابعة لما تُعرف ب "الطغمة" المحسوبة على الضالع ولحج أقامت الأربعاء عرضا مماثلاً في جبل حديد الذي يضم مجندين من الضالع بقيادة أبو علي الحضرمي. من جانبه كشف عادل الحالمي - قائد فصيل في عدن- كان الفار هادي أطاح به من إدارة أمن لحج قبل أسابيع عن إجراءات لتشكيل ما وصفه ب "جيش جنوبي حقيقي". واعتبر الحالمي- العائد من زيارته لحضرموت- "وجود ذلك الجيش يعني فرضا حقيقيا لدولة الجنوب والاستغناء عن الجميع". صراعات الثروة وحذر "مجلس تنسيق اللجان النقابية لعمال وموظفي شركة النفط، أمس، من المساس بأصول وممتلكات الشركة، وذلك في أول رد على تأجير حكومة الفار، منشأة جحيف لشركة تابعة لنجل هادي. واعتبر بيان صادر عن المجلس تلك الاتفاقيات ستضر بالشركة . كما طالب المجلس بسرعة تحديد أسعار المشتقات النفطية المباعة للشركة من قبل رجل أعمال مقرب من الفار. وكان ناصر حدور- المعين من الفار مديرا لنفط عدن- برر خلال اجتماعه مع قيادات نقابية، الخميس، تأجير المنشأة بإعلانه إفلاس الشركة مع بلوغ مديونيتها مليارا و700 مليون، حد قوله. يذكر أن مليشيات تابعة لشلال شائع استولت على منشأة جحيف – المؤجرة أصلا لرجل أعمال من تعز- قبل عدة أسابيع، وذلك تزامنا مع فرض عيدروس الزبيدي أحد مقربيه مديرا لشركة النفط، غير أن هادي أطاح بالزبيدي من النفط. في سياق متصل، وجه الفار شركة المصافي بمنع بيع المشتقات النفطية للتجار، وذلك بعد أيام فقط على سيطرة مليشياته على الشركة التي ينفذ موظفوها وعمالها إضرابا منذ أيام، احتجاجا على تلك التطورات، وسط مخاوف من "خصخصتها". كما تداول ناشطون وثيقة موقعة من وزير سياحة هادي تمنح شركة سعودية امتياز تشغيل فندق حكومي يعرف ب "فندق عدن". وتلك التطورات بعد يومين فقط على سيطرة مليشيات الزبيدي وشائع على المنطقة الحرة والأراضي المحيطة بها.