غادر رئيس حكومة الفار، أحمد عبيد بن دغر، أمس، محافظة عدن، بعد تلويح المحافظ ب"اعتقاله" في ثالث فرار من المدينة، خلال أقل من شهر. وقالت مصادر أمنية وأخرى من الحراك الجنوبي ل "اليمن اليوم" إن بن دغر أبلغ قيادة قوات الاحتلال في عدن اضطراره للعودة إلى المملكة، لكنه تلقى معلومات من الرياض تفيد بتوجهه إلى العاصمة الأردنية عمّان والبقاء فيها إلى إشعار آخر وهو ما تم، حيث وصل بن دغر وعدد من وزرائه إلى عمان عصر أمس. وكان بن دغر وصل، أمس الأول، إلى عدن قادما من سقطرى، إثر اعتقال مليشيات الحراك مسئولين معينين من قبله في شركة المصافي. وأفادت المصادر بأن الحراك الجنوبي كان يعد لتظاهرة أمام القصر الرئاسي– مقر إقامة بن دغر- للمطالبة بترحيله، لكن بن دغر استبقها بالفرار. وكان محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، المعين من قبل الاحتلال والمحسوب على الحراك الجنوبي، قال في مؤتمر صحفي عقب وصول بن دغر عدن، أمس الأول، إنه سوف يقدم وثائق فساد "تطيح برؤوس كبيرة"، مشيرا إلى أنه سوف يكلف "الحزم الأمني" باعتقال "المتورطين"، وتضم "الحزم الأمني" مليشيات سلفية وأخرى من الحراك بدعم إماراتي. ونفى الزبيدي وجود خلاف مع حكومة هادي، لكنه قال إن مسئولين كبارا فيها- زعم بأنهم محسوبون على "صالح" -يمارسون عبثا بالخدمات وفسادا كبيرا، في إشارة إلى بن دغر. وتصاعدت حدة الخلافات بين بن دغر والزبيدي إثر مساعي الأخير للسيطرة على شركة المصافي، فيما يسعى الأول للإطاحة به وتعيين محافظ جديد. وبعد ساعات على مغادرة بن دغر دعا نائبه، حسين عرب، إلى اجتماع في قصر المعاشيق بحضور الزبيدي. المصافي تهدد.. والزبيدي يفرض مديرا للنفط وتعقيبا على اتهام محافظ عدن لمسئوليها ب "الخيانة العظمي" وتهديدهم بالاعتقال مجددا، قالت شركة المصافي بأنها ستلتزم بالاتفاق مع محافظ عدن الذي ينتهي الخميس المقبل، مشيرة إلى أن الاتفاق يلزم "السلطة المحلية" بدفع مليار ريال للشركة مقابل عودتها للعمل. وأشارت المصافي في بيان لها بأنها ستستأنف الإضراب في حال لم تُطبق بنود الاتفاق المتوصل إليه مع "محافظ عدن". وكانت مليشيات تابعة للمحافظ المعين من قوات الاحتلال اقتحمت قبل يومين مقر الشركة وفرضت الحراسة المشددة عليها بعد اعتقال عدد من مسئوليها، وذلك عقب نهب قرابة 37 مليار من الاحتياطي النقدي لشركة النفط. في ذات السياق، كشف المعين من الفار هادي مديرا لشركة النفط، نجيب العوج، أمس، فرض المحافظ الزبيدي مديرا جديدا لفرع الشركة في عدن يدعى، عبد السلام الزبيدي. وأفاد العوج في مذكرة بعثها للفار هادي بأن الزبيدي مارس عمله كمدير جديد لفرع الشركة وأنه أبلغ إدارة شركة النفط المعينة من هادي بأنه يتلقى التوجيهات من محافظ عدن فقط "ولا يعترف بهادي". اشتباكات في الشيخ عثمان وقتل (3) أشخاص بينما أصيب (5) آخرون جراء اندلاع مواجهات بين اثنين من كبرى الفصائل المسلحة في المدينة. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن المواجهات دارت في أحياء مديرية الشيخ عثمان، حيث حاولت عناصر من مليشيات "الحزم الأمني" اقتحام حي عمر المختار لضبط من تصفهم ب "عناصر داعش" غير أن عناصر من مليشيات "كتائب المحضار" تصدت لما وصفته ب "التوغل داخل مربعها الأمني. واستمرت المواجهات لأكثر من (4) ساعات، كما امتدت إلى عدة أحياء في المديرية الخاضعة لسيطرة "كتائب المحضار". وأفادت المصادر باستخدام الطرفين لأسلحة متوسطة، بينها قذائف آر بي جي، مما خلق حالة من الذعر في أوساط الأهالي، وفرض حالة من الشلل التام في الحياة العامة، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل والمنشآت الخاصة. والفصيلان يخضعان لقيادات سلفية، ويضمان عناصر من التنظيمات المتطرفة، خصوصا "القاعدة وداعش" إضافة إلى القليل من مجندي الحراك الجنوبي. وتتقاسم الفصائل المسلحة مديريات عدن وأحياءها كمربعات أمنية.