لوح عيدروس الزبيدي، المعين من الاحتلال محافظاً لعدن، أمس، بكشف ما وصفها بملفات "فساد". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس في عدن، لكنه تراجع عن الخوض في تلك العمليات التي وعد بفضحها في وقت سابق بعد تلقيه اتصالات من الفار هادي قبيل انطلاق المؤتمر الصحفي، وإعلان المصافي استئناف العمل من المساء. وكان محافظ عدن، المعين من قبل الاحتلال، دعا صباحا إلى مؤتمر صحفي عقب التقائه برئيس حكومة الفار، أحمد عبيد بن دغر، الواصل لتوه إلى عدن بعد اعتقال سلطات الحراك في المدينة لمسئولين مقربين منه في شركة المصافي. وقال بيان لمكتبه إن المؤتمر سوف يتضمن "مكاشفات تقال لأول مرة وأن الزبيدي سوف يقول الحقيقة التي تقف وراء تدهور الوضع في المدينة". وقالت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن لقاء المحافظ ببن دغر شابه أجواء من التوتر، مشيرة إلى أن بن دغر "وبخ المحافظ" وقال له إن المصافي لا تخضع لصلاحيات السلطة المحلية وإن عليه "سرعة إطلاق المحتجزين" وسحب "قواته" من الشركة. وكانت مليشيات تابعة للمحافظ المعين من قبل الاحتلال، عيدروس الزبيدي، اقتحمت شركة المصافي، أمس الأول، التي عينت إدارتها من قبل بن دغر، وذلك بعد نهب قرابة (37) مليارا من شركة النفط التي تتبع إدارتها نجل الفار، هادي، لكن حكومة بن دغر قابلت تلك التحركات بتوجيه يقضي بتوريد إيرادات المشتقات النفطية إلى مأرب. وفر بن دغر ووزراؤه مطلع الشهر الجاري إلى حضرموت بعد تصاعد احتجاجات لناشطي الحراك الجنوبي تطالب بخدمات، لكنه اضطر لمغادرة حضرموت قبل أسبوع ليستقر في سقطرى بعد تظاهرات للحراك في حضرموت رفضا لإعلانه "إقليم حضرموت". تظاهرات في عدن بمشاركة شائع وشهدت عدن، أمس، موجة احتجاجات جديدة لموظفين يطالبون بالرواتب ومواطنين يبحثون عن خدمات كهرباء ومياه وشفط المجاري. ونفذ المئات وقفة احتجاجية في ساحة العروض بمديرية خورمكسر رافعين لافتات قماشية عليها شعارات " قطع الرأس ولا قطع المعاش". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن المحتجين من قادة السلك الأمني والعسكري وآخرين متقاعدين عسكريين إضافة إلى موظفي قطاعات عامة مدنية. كما رددوا هتافات تتوعد بالتصعيد في حال لم يستجب لمطالب صرف الرواتب. كما رفع آخرون لافتات تطالب بتوفير الكهرباء والمياه ومعالجة طفح المجاري في أحياء عدة في المدينة إضافة إلى وقف ما يصفونه ب"القتل العشوائي"، في إشارة إلى إطلاق النار الواسع في عدن. وفي الوقفة الاحتجاجية ألقى شلال شائع، المعين من الاحتلال كمدير لأمن عدن كلمة قال فيها "إن على الحكومة تلبية مطالب الناس"، مشيرا إلى أن رسالة المحتجين سوف تصل وأن مطالبهم سوف تنفذ". من جانبه اتهم القيادي في الحراك الجنوبي العميد السابق، محمود الردفاني، الرئيس الفار بالعمل على تدمير الجنوب ومقوماته. ناطق مليشيات الحراك في ذات السياق، اتهم -ناطق ما تسمى بالمقاومة الجنوبية التابعة للحراك- علي شائف الحريري، رئيس حكومة الفار بقيادة "لوبي حرب الخدمات". وأشار الحريري في منشور على موقع "المركز الإعلامي" لما تسمى "المقاومة الجنوبية" إلى أن "حرب الخدمات" جاءت في أعقاب فشلهم في "قتل شائع والزبيدي"، معتبرا ذلك بمثابة "عقاب جماعي ضد السكان لخلق غضب شعبي يفضي إلى الاستسلام للأمر الواقع". كما اعتبر ما وصفها ب"حرب الخدمات" بمثابة مساعٍ لتمرير ما وصفها ب"صفقات فساد"، داعيا في الوقت ذاته إلى "ترتيب الصفوف وإعادة قيادة الجنوب"، حد وصفه. وثائق فساد ب"400 مليار" من جانبه قال، عدنان الأعجم، رئيس تحرير صحيفة "الأمناء" المقربة من سلطة الحراك الجنوبي إنه حصل على وثائق تكشف عن عمليات فساد في شركة المصافي تجاوزت ال"400" مليار ريال، مشيرا في منشور على صفحته إلى أن تلك الوثائق سوف تنشر اليوم. وتشير الوثائق إلى أن عمليات "النهب" تمت خلال الفترة الأخيرة، في إشارة إلى إدارة المصافي المعينة من قبل بن دغر. في ذات السياق، أطلق ناشطون من الحراك الجنوبي، أمس، هشتاق على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل شعار "فوضناك بالقوة"، لدعم ومساندة الزبيدي. وتتضمن التغريدات مطالبة للزبيدي بالتصدي ل"الفاسدين" حسب قولهم، إضافة إلى انتقادات للرئيس الفار وحكومته.