أفاد "اليمن اليوم" مصدر قيادي في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بتغييرات تعتزم حكومة الفار هادي الإقدام عليها في محافظاتعدن–لحجوأبين، واصفاً إياها ب"الكارثية" لصالح التيارات المتطرفة. وقال المصدر، وهو موالٍ لتحالف الاحتلال –يشترط عدم ذكر اسمه خشية على حياته- يبدو أن هناك توافقا بين عبدربه منصور هادي وقيادة التحالف على تعيين هاني بن بريك محافظاً لعدن بديلاً عن عيدروس الزبيدي المحسوب على الحراك الجنوبي. كما سيتم إقالة محافظ لحج القيادي في الحراك الدكتور ناصر الخبجي، ومحافظ أبين الخضر السعيدي. المصدر وصف هذه الخطوة بالكارثية، مشيراً إلى أن تعيين هاني بن بريك -قائد مليشيات سلفية مسنودة إماراتياً- يعني تسليم دفة السلطة في عدن للتنظيمات المتطرفة مرة أخرى، في إشارة إلى أن بن بريك القادم من يافع متهم بموالاته لتنظيم القاعدة. وفي السياق قال أنيس منصور -أحد كوادر حزب الإصلاح الإعلامية ومقرب من الفار هادي- في لقاء مع تلفزيون الكويت أمس إن هادي اتفق مع الإماراتيين على استبدال المحافظ عيدروس الزبيدي بقائد مليشياتهم في المدينة، هاني بن بريك. والتقى الفار هادي قبل يومين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في نيويورك. وكان محافظ عدن غادر المدينة عقب ساعات على وصول رئيس حكومة الفار هادي، أحمد عبيد بن دغر، و5 من وزرائه إلى عدن. واتسمت علاقة بن دغر بمحافظ عدن خلال يونيو الماضي بالتوتر إثر تصاعد الخلافات بينهما بسب مساعي كل منهما لتولي مهام الإشراف على صفقات فساد في مجالات الكهرباء ومشاريع البنى التحتية، الأمر الذي دفع برئيس حكومة الفار إلى مغادرة عدن بعد شهر فقط من عودتها إلى المدينة بعدما استحواذ الزبيدي بدعم إماراتي على مشاريع الكهرباء في المدينة والتي لا تزال أبرز مشكلة في عدن اليوم. في سياق متصل، كشفت مصادر أمنية في عدن ل"اليمن اليوم" بأن مليشيات الحزم الأمني التي يقودها هاني بن بريك -مليشيات سلفية مسنودة إماراتياً- أبلغت وزراء حكومة الفار من أصول شمالية بأنها غير مسئولة على حمايتهم في المدينة. وأشارت المصادر إلى أن بن دغر طلب من وزراء الثقافة (مروان دماج)، والإدارة المحلية (عبدالرقيب فتح)، والإعلام (معمر مطهر الإرياني) وثلاثتهم من أبناء المحافظات الشمالية البقاء لأيام في عدن قبيل تدبير نقلهم إلى مأرب. شرخ مناطقي في سياق متصل، كشف وزير النقل السابق في حكومة الفار، بدر باسلمة، عن عجز بن دغر في جمع جميع أعضاء حكومته في مدينة واحدة. وكشف باسلمة في منشور على صفحته في الفيسبوك أن الحكومة تعاني من شرخ نفسي ومناطقي عميق جعل اجتماع كامل وزرائها في مكان واحد مستحيلا. وقال باسلمة "وزراء الشمال سيذهبون إلى مأرب والجنوب إلى عدن ومستحيل التئامهم في صنعاء أو عدن وحتى مزاولة عملهم بعد اتفاق سلام، إن وقع". وكتب باسلمة "الشرخ النفسي تعمق كثيرا حتى تحول إلى اجتماعي وجغرافي". مبالغ ضخمة تصل عدن وكشفت ذات المصادر عن وصول مبالغ مالية ضخمة من الرياض إلى عدن ك"موازنة تشغيلية لحكومة الفار"، مشيراً إلى أن أغلب تلك الأموال مخصصة لأعضاء الحكومة وتوفير السكن والسيارات والحماية لهم. وأفادت المصادر بأن تلك المبالغ نقلت من المطار على متن عربات مدرعة "سعودية" وبإجراءات أمنية مشددة. الحراك يصف معونات "التحالف ب"الإذلال الممنهج والتفقير" إلى ذلك، أعلن المجلس الأعلى للحراك الجنوبي في عدن – أكبر المكونات الجنوبية- رفضه المشاركة في توزيع مساعدات "غذائية" مقدمة من قوات الاحتلال. واعتبر الحراك في بيان له أن المساعدات المقدمة من الجمعيات التابعة لدول التحالف في إشارة منه إلى مركز سلمان بأنها استغلال لحالة "أبناء عدن من خلال الظروف التي أفرزتها الحرب لتنفيذ أجندة مستقبلية". وطالب الحراك من وصفها ب"الجهات ذات العلاقة" إلى معالجة الحالة المعيشية للجماهير، معبرا عن رفضه لما وصفها ب"سياسة الهيمنة والإذلال الممنهج الذي يمارس على جماهير شعبنا من خلال التفقير الممنهج"، حد قوله.