تصاعدت وتيرة الخلافات بين فصائل عملاء ومرتزقة الاحتلال في عدن،أمس، بالتزامن مع استعدادات مكثفة لاقتحام أبين من قبل قوات مسنودة من الإمارات، ويتم التمهيد لها بغارات جوية. ويوم أمس نشرت مليشيات (الحزم الأمني) في عدن عشرات الجنود وشنت حملة اعتقالات ضد قيادات سلفية محسوبة على الرياض، كرد على قرار إخضاع تصرفاتها لإدارة الأمن في المدينة بقيادة وزير داخلية الفار هادي، حسين عرب، وإلحاقها بسلطات الداخلية. كما أعلنت تلك المليشيات رفع الجاهزية القصوى تحسبا لعمليات إرهابية". وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن عناصر ما تسمى وحدات "الحزم الأمني"، وهي مليشيات سلفية بقيادة الوزير في حكومة الفار هاني بن بريك، استحدثت نقاطا أمنية في مديرية الشيخ عثمان ودار سعد، كما داهمت منزل قائد فصيل سلفي محسوب على الرياض يدعى "محمد عبده سلام" ويعمل خطيب وإمام جامع معاذ بن جبل، في منطقة السيلة واقتادته إلى سجن المنصورة. ويعد سلام ثاني قيادي محسوب على الرياض يتم مداهمة منزله خلال يومين، بعد اقتحام منزل القيادي عبد الله المرفدي واعتقال نجله. وتأتي حملة الاعتقالات بعد مقتل (7) قيادات لفصائل سلفية خلال الأيام القليلة الماضية، بعضها محسوب على الرياض وأخرى على الإمارات. وأفادت المصادر بأن مليشيات (الحزم) دفعت بعدد من مقاتليها إلى منطقة العلم على مدخل عدن من اتجاه أبين، وشددت إجراءات الدخول إلى المدينة، إضافة إلى قيامها بطرد مسلحين من مؤسسات ومنشآت عامة في عدن أبرزها مستشفى الصداقة. وتأتي تلك التطورات بعد يوم على توعد وزير داخلية الفار هادي، حسين عرب، بحل ما أسماها وحدات الحزم الأمني في حال لم تخضع عناصرها لسلطته، مشيرا في اجتماع سابق بأن وزارته ستتعامل مع تصرفات الحزم ك "جماعات إرهابية". إلى ذلك، استهدف قائد لجان الفار هادي (سابقاً) عبد اللطيف السيد، بعبوة ناسفة زرعت في طريقه، بعد أن عاد إلى الواجهة مع الحديث عن استعدادات لاقتحام أبين من قبل قوات مسنودة إماراتياً. وقال مصدر أمني إن السيد غادر مقر اللواء الخامس في دار سعد باتجاه محافظة لحج، عندما انفجرت العبوة في طريقه "دون ضحايا". وبحسب المصدر فإنه تم استدعاء القيادي عبداللطيف السيد، قائد لجان أبين "سابقاً" إلى اللواء المتمركز في منطقة الفتح بعدن، للمشاركة في العمليات العسكرية المرتقبة. وفي سياق الاستعدادات الميدانية جدد الطيران الحربي الإماراتي التابع لتحالف الاحتلال غاراته في أبين. وقال مصدر مسؤول في محلي المحافظة ل "اليمن اليوم" إن غارة استهدفت في وقت متأخر من مساء أمس الأول تجمعا لمسلحي داعش بالقرب من مصنع 7 أكتوبر في منطقة (باتيس) بمدينة جعار، مركز مديرية خنفر. ولم يتسنَ للمصدر معرفة عدد القتلى والجرحى، حيث منع مسلحو التنظيم المواطنين الاقتراب من الموقع المستهدف، إلا أنه أشار إلى أن ألسنة اللهب ظلت تتصاعد لساعات، ما يرجح تدمير آليات عسكرية. وتأتي هذه الغارة بعد 48 ساعة من غارة مماثلة استهدفت منزل مواطن وقتلت 3 أطفال وأصابت آخرين، بينما كانت 9 أطقم مسلحة تابعة لداعش تشق طريقها في موكب جماعي إلى لودر على متنها عشرات المسلحين. يذكر أن داعش والقاعدة تسلما السلطة كلياً في أبين من قبل تحالف الاحتلال، نظير دورهم في القتال ضد الجيش واللجان الشعبية، وبموجب اتفاق مع حكومة الفار وقيادة قوات الاحتلال بالانسحاب من المرافق الحيوية في عدن.