أصيب اثنان من المرتزقة الأجانب في عدن،أمس، جراء استهداف مجهولين لمدرعتين كانتا تقلان وفدا عسكريا إلى المطار، بعبوة ناسفة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن المدرعتين غادرتا صباحاً معسكر القوات الإماراتية في خورمكسر وأثناء مرورها بجوار مدرسة عبدالله خليفة انفجرت عبوة "شديدة الانفجار"، مما تسبب بأضرار في المدرعتين وإصابة اثنين ممن كانوا يشاركون في حراسة الوفد. وغادر أعضاء الوفد – بينهم خبراء أمريكيون- عدن بعد وضعهم خطة أمنية تهدف لاحتواء الجماعات المتطرفة في مديرية المنصورة. وأشارت المصادر إلى أن الوفد وصل مساء الجمعة برفقة محافظ عدن ومدير الأمن، اللذين زارا الإمارات، اليومين الماضيين، بصورة سرية، وذلك في أعقاب فشل حملة اقتحام البريقة إضافة إلى تسليم مسئول أمني لمعدات عسكرية إماراتية بينها أطقم ومدرعات لجماعة محسوبة على داعش في الشيخ عثمان،الأسبوع الماضي. من جانبها كشفت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" عن أن سلطة الحراك في عدن تلقت توجيهات بالسيطرة على الوضع في مديرية المنصورة حيث تتخذ جماعتا "داعش" والقاعدة مسنودة بسلفيين متشددين وإخوان، المديرية مقرا لإدارة العمليات "الإرهابية" في عدن، وتشهد المديرية اغتيالات بصورة يومية. وأشارت المصادر إلى بدء وحدات "الأمن" بتنفيذ الخطة، والتي تقضي بتجنيد كافة العناصر المسلحة المنتشرة في المديرية، إضافة إلى مزايا أخرى تتضمن تعويضات مالية وأخرى تعيينات لقادة تلك الفصائل إلى جانب شن عمليات محدودة في المديرية ضد الفصائل المعارضة لعملية حملة تفتيش المنازل والمنشآت. وأكدت المصادر قبول العشرات من مسلحي المنصورة بفكرة التجنيد بينما لا يزال آخرون متمترسين خلف قادة فصائل سبق وأن رفضت اتفاقيات أشرف عليها الفار عبدربه منصور هادي ونجحت في بعض مديريات عدن. وقتل مسلحون يعتقد انتماؤهم ل"داعش"،أمس، "مجنداً" كان يقوم باستقطاب المسلحين في المنصورة، وفقا لمصادر أمنية، بينما انتشر عناصر التنظيم بصورة كبيرة في أحياء المديرية وشوارعها، وسط مخاوف الأهالي من تفجر مواجهات. وسبق للقيادي فيما تسمى "المقاومة الجنوبية" حلمي الزنجي والمحسوب على "داعش" وأن توعد بالتصدي لأي عملية أمنية في المنصورة. وكان مدير أمن عدن استدعى اليومين الماضيين وحدات من الضالع تعرف ب"كتائب الموت" تزامنا مع عودة جهاز الاستخبارات لدولة الجنوب سابقا إلى العمل إلى جانب تعيينه لأحد أقاربه يدعى عدلان الحتس، نائبا لقائد الأمن الخاصة في عدنولحج وأبين. وتتزامن الخطة الأمنية الجديدة في عدن مع تأدية هاني بن بريك اليمين الدستورية وزيرا في حكومة بحاح لشئون مجلس التعاون الخليجي. ويعد بن بريك قياديا في الجماعات السلفية الجنوبية، وسبق أن نفى تهما بالانتماء إلى القاعدة، كما أعلن في وقت سابق حلّ ما يعرف "بمجلس المقاومة الجنوبية" في عدن رغم اعتراض القيادي في حزب الإصلاح نائف البكري. بخصوص الوضع في البريقة، أفادت المصادر بتلقي قيادات السلطة في عدن توجيهات بالشروع في تأهيل معسكر اللواء (31 مدرع) بمنطقة بئر أحمد ليصبح مقرا لقيادة مجندي الفصائل المسلحة في البريقة والمنصورة ممن تم تجنيدهم مؤخرا، خصوصا المحسوبون على تنظيمي "داعش" والقاعدة، إضافة إلى نشر تلك العناصر في الحزام الأمني لعدن ونقاط بمحافظات لحج وأبين. وكان مدير عام مديرية البريقة والقيادي في الجماعات السلفية،هاني اليزيدي، أشرف، أمس الأول، على عملية تجنيد في المديرية استهدفت نحو (250) مسلحا كدفعة أولى. وقال اليزيدي في كلمته أمام المجندين إن المجندين سيكونون ضمن قوائم منتسبي الأمن العام في المدينة وأنهم سيتلقون تدريبات في أحد المعسكرات بالبريقة. واليزيدي عين مديرا للبريقة قبل أيام، بناء على اتفاقية بين المليشيات المسلحة في عدن أشرف عليها الرئيس الفار وقضت بوقف حملة عسكرية كان قد جهز لها الحراك الجنوبي بمساندة طائرات أباتشي "إماراتية" لتطهير البريقة من العناصر "الإرهابية".