قتل (4) أشخاص وأصيب (9) آخرون خلال المعارك التي تشهدها عدن منذ الخميس بين فصيلين من فصائل عملاء تحالف الاحتلال، رافقتها عمليات اعتقالات ومحاولات اغتيال وتعذيب. وقالت مصادر طبية ل "اليمن اليوم" إن بين القتلى مدنيان إضافة إلى (7) مصابين. وتجددت المواجهات، أمس، مع استمرار انتشار مسلحي فصيلين يحاول كل منهما السيطرة على معسكر الدفاع الجوي المعروف ب "معسكر عشرين"، والواقع على بعد بضعة كيلومترات من القصر الرئاسي (المعاشيق). وفي التفاصيل، شن فصيل محسوب على الفار هادي، الخميس، هجوماً كبيراً على المعسكر الخاضع لسيطرة فصيل مسلح يتبع الحراك الجنوبي بقيادة، مالك هرهرة اليافعي. وتوسعت الاشتباكات بين الطرفين وصولا إلى أحياء وسط المديرية محيطة بالبنك المركزي وسقطت عدد من قذائف ال "آر.بي.جي" وسط أحياء مكتظة بالسكان، الأمر الذي تسبب بشل الحركة في المديرية. يذكر أن اشتباكات عنيفة كانت اندلعت بين قوات يقودها نجل الفار هادي (ناصر منصور) والفصيل الذي يقوده مالك هرهرة اليافعي في مارس من العام الجاري إثر محاولة نجل الفار طرد "مسلحي الحراك" من منزل علي سالم البيض المطل على المعاشيق ولا يزال بقبضة الحراك، انتهت تلك الاشتباكات باتفاق رعاه عيدروس الزبيدي، المعين من قبل الاحتلال محافظاً لعدن، وقضى بضم "عناصر الحراك" إلى ما تسمى ب "الحماية الرئاسية" لكن أيا من تلك البنود لم تنفذ، وفقا لمصادر في الحراك. وعدت المصادر، المواجهات الجديدة بأنها امتداد لما وصفتها بحملة "تهجير" من كريتر بدأتها "مليشيات هادي" في الثاني عشر من الشهر الجاري تحت مسمى "إزالة العشوائيات" وهدفت إلى عادة "توطين حماية هادي". اتهامات بين شائع وعرب من جهة أخرى غادر شلال شائع- المعين من الاحتلال مديرا لأمن عدن،أمس، المدينة عقب تصاعد الخلافات مع وزير داخلية الفار هادي، حسين عرب. ووفق مصادر في الحراك فإن عرب يحاول تقليص صلاحيات شائع، وهو ما يرفضه الأخير. وكان شاب قتل وأصيب شقيقه برصاص جنود موكب عسكري كان يمر في منطقة الحسوة متجها إلى معسكر لقوات الاحتلال في البريقة. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن الموكب كان يضم وزير داخلية الفار هادي وشائع وكانا في طريقهما للقاء قادة قوات الاحتلال لحل خلافاتهما عندما صادفا موكبهما وقوف سيارة بجانب الطريق حيث باشر أفراد الموكب بإطلاق النار على السيارة، مما أسفر عن مقتل السائق ويدعى، صبري طه عمر الكعولي، وإصابة شقيقه، وهما من أبناء الصبيحة. وتبادل أتباع شائع وعرب الاتهامات بالوقوف وراء الجريمة، بينما تقاطر عشرات المسلحين من الصبيحة للمطالبة ب "الجناة". وأصدر المسلحون بيانا عقب لقائهم بوزير داخلية الفار هادي، حملوا شائع مسئولية القتل، وفقا لذات المصادر. وكان شائع غادر، مساء الخميس، بحرا إلى قاعدة عصب في أريتريا - حيث تدرب الإمارات المئات من مقاتلي الحراك الجنوبي -قبل انتقاله إلى الإمارات. محاولات اغتيالات ومقابر جماعية وتعرض شاب يلقب ب "شاعر الحراك"، مساء الخميس لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين. وقالت ذات المصادر الأمنية إن مسلحين اعترضوا المدعو "محسن اليافعي" بينما كان يقود سيارته، مشيرة إلى قيام المسلحين بإنزال اليافعي من سيارته وحاولوا اختطافه، لكن تجمع العشرات من المواطنين دفع المسلحين "يرتدون زي المقاومة الجنوبية" إلى ضربه بالبنادق والفرار. وفي مديرية الشيخ عثمان، قال فصيل مسلح "سلفي" يعرف ب "كتائب المحضار" إنه اعتقل (6) أشخاص ضمن خلية تخطط لتنفيذ عمليات اغتيالات في المديرية تطال "محامين وناشطين". وأشار إلى أن عملية الاعتقال تمت خلال محاولة تلك المجموعة تنفيذ عملية اغتيال "محامي". إلى ذلك، كشفت مصادر طبية في عدن ل "اليمن اليوم" عن إبلاغ مستشفى الجمهورية الصليب الأحمر في المدينة ب "مقبرة جماعية " في ساحته تضم قرابة (68) شخصا، مشيرة إلى أن بعض الجثث تعرضت للدفن خلال فترة قريبة جدا ومصابة بطلقات نارية. وأشارت المصادر إلى أن حراسة المستشفى أبلغت الصليب الأحمر بأن الضحايا من مخلفات الحرب الأخيرة، لكن "بعض الجثث تبين أنه لم يمر على دفنها أسابيع" وفقا لذات المصادر. ورجحت المصادر أن تكون الجثث لضحايا الصراعات الأخيرة وإعمال التعذيب ومحتجزين في سجون فصائل للمرتزقة. تعذيب واختطاف وشهدت عدن، أمس، موجة غضب عقب خروج شاب من أحد معتقلات الاحتلال تعرض للتعذيب "بطريقة وحشية" مما دفع بعيدروس الزبيدي – المعين من الاحتلال محافظا لعدن- إلى الإعلان عبر مكتبه بأنه وجه بالتحقيق. وقالت مصادر أمنية إن الشاب علي باسل عمر، كان اعتقل قبل أيام من قبل عناصر محسوبة على شلال شائع، مدير الأمن، وأنه تعرض للضرب المبرح والصعق بالكهرباء "ومختلف أنواع التعذيب" بهدف إجباره على الاعتراف بأنه "إرهابي". وتداول ناشطون صورا للشاب وهو في حالة صحية "مريعة"، فيما عبر مكتب الزبيدي عن "استنكاره للجريمة". على صعيد متصل، دعا ناشطون في عدن،أمس، إلى الكشف عن مصير مدير الصحة السابق في أبين، عقب يوم على اعتقاله وابنه من عدن. وأشار مجموعة ناشطين في بيان لهم إلى قيام "عناصر مسلحة" باقتحام منزل الدكتور ، الخضر مشرف الوليدي ونجله منصور، واقتيادهما إلى جهة مجهولة، أمس الأول. كما اختطف مجهولون شابا في الحراك يدعى، نائف القهبي. وعبر الناشطون عن مخاوفهم من حملات اقتحام المنازل واختطاف المواطنين، التي تصاعدت مؤخرا في عدن، مطالبين الزبيدي بتوضيح تلك العمليات ومن يقف وراءها. الرياض تعيد البكري وكثف قادة فصائل منضوية في ما يسمى ب "مجلس المقاومة الجنوبية"، اليومين الماضيين، من نشاطهم في المدينة مع إعلان حكومة الفار عودة نائف البكري – مؤسس المجلس والقيادي في حزب الإصلاح- إلى عدن على رأس لجنة لصرف مرتبات المليشيات. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن رئيس المجلس الحالي – أبو همام اليافعي - والمعروف بقربة من الجماعات المتطرفة، زار أحياء عدة والتقى أهالي تلك الأحياء للتعريف بالمجلس وتقديم "مساعدات". والمجلس يضم في عضويته قيادات من "داعش" والقاعدة أبرزهم "أنيس العولي" وحلمي الزنجي وأمير تنظيم داعش في المنصورة، أبو سالم العدني. وكانت وسائل إعلام مقربة من سلطة الحراك نقلت عن مصادر حكومية قولها إن البكري يستعد هذا الأسبوع للعودة إلى عدن على رأس لجنة "كلفتها السعودية بصرف مرتبات عناصر المليشيات المسلحة في المدينة". وتعليقا على هذه التطورات قال الناشط الجنوبي ورئيس تحرير موقع عدن الغد المقرب من الحراك، فتحي بن لزرق إن التطورات الجديدة تشير إلى أن السعودية تعمل على استلام ملف المدينة مع "تراجع الدور الإماراتي وصولا إلى التلاشي".