على صدى عويل أسر أبلغتها قوات الاحتلال بمقتل أبنائها في نجران، مؤخرا، غادرت دفعة جديدة من المرتزقة،أمس، عدن لتلحق بركب برزخ أعده العدوان السعودي لها على الحدود مع بلادنا، في وقت بلغ الاحتقان السياسي في جنوب الوطن ذروته، منذراً بعهد جديد من الصراعات. وقالت مصادر أمنية وأخرى في الحراك الجنوبي ل "اليمن اليوم" إن مندوبين عن قوات الاحتلال زاروا،أمس، (10) أسر في مديرية كريتر وأخرى في دار سعد، وأبلغت تلك الأسر بمقتل أبنائها خلال مواجهات في منفذ البقع محافظة صعدة. وكشفت المصادر أن (3) جثث فقط وصلت،أمس، وهي لشباب من مديرية كريتر، بينما تفحمت جثث آخرين لقوا مصرعهم في المنطقة الحدودية بين محافظة خباتي بقطاع نجران ومنفذ البقع محافظة صعدة، عندما تم الزج بهم مكشوفين، وراح ضحية محاولة الاقتراب من الحدود اليمنية نحو 40 مرتزقاً وجرح العشرات وتدمير آليات مدرعة، وثقها الإعلام الحربي وبثها مساء أمس الأول. في ذات السياق، غادرت سفينة تابعة لقوات الاحتلال،أمس، ميناء عدن وعلى متنها دفعه جديدة من المجندين، في طريقهم إلى نجران للقتال هناك كمرتزقة في صفوف القوات السعودية. وأفادت المصادر بأن الدفعة الجديدة تضم أكثر من 500 شاب معظمهم من أبناء المحافظاتالجنوبية وآخرين لاجئين من القرن الإفريقي، مشيرة إلى أن الدفعة الجديدة يقودها شخص يدعى محمد مهدي سقطرو. ووفقا لذات المصادر فإن تعداد من جندتهم قوات الاحتلال منذ أغسطس الماضي تجاوزوا الستة آلاف من عدن وشبوة وأبين ولحج. الاحتقان وكذبت سلطة الاحتلال في عدن،أمس، تصريح قيادي في الحراك الجنوبي عاد لتوه من الخارج وتحدث فيه عن تعرضه لمحاولة اغتيال بينما كان يشارك في مهرجان للحراك،أمس الأول، في عدن، بينما أقام محافظ عدن،أمس، مهرجانا رسميا في قاعة بخور مكسر. وأشار بيان صادر عن إدارة شلال شائع – المعين إماراتيا- كمدير للأمن، إلى أن أحد المشاركين ويدعى، عيدروس العمري، أصيب بطلق ناري "راجع" وأن حديث القيادي في الحراك، حسين الخلاقي عن محاولة اغتياله "لا أساس له من الصحة". وكان الخلاقي قال في تصريح صحفي إنه كان في ساحة العروض، عندما حاول شخص اغتياله بمسدس "كاتم للصوت" مشيرا إلى أن الرصاصة أصابت شخصا آخر كان بجواره. والخلاقي كان يستعد لإشهار كيان جنوبي دعا له المحافظ، عيدروس الزبيدي، في وقت سابق، ورفضت اللجنة المنظمة للحفل إشهار الكيان، معتبرة إياه بأنه مشروع للاحتلال يهدد "مبدأ التصالح والتسامح " المتفق عليه بين قوى المحافظاتالجنوبية في العام 2007. ووسعت فعالية جماهيرية في عدن بذكرى أكتوبر، أمس، من فجوة الصراعات بين قوات الاحتلال وفصائله المتناحرة. فبينما اعتقلت وحدات خاصة موالية للاحتلال أعضاء اللجنة المنظمة للفعالية، لرفضهم رفع صور قادة دول الاحتلال في الفعالية، حمَّل بيان صادر عن الفعالية قوى الاحتلال، أو ما أسماه "التحالف" مسئولية الانقطاع التام للخدمات الرئيسية وتفاقم معاناة الأهالي، وكذلك أزمة الرواتب. كما حمل البيان تحذيرا شديد اللهجة للمحافظ عيدروس الزبيدي المعين من قبل الاحتلال، ومشروعه "مجلس جنوبي سني أعلى" والذي وصفه البيان ب "الساعي للمساس بقيم التصالح والتسامح". وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل "اليمن اليوم" إن قوات الاحتلال وجهت مرتزقتها باعتقال رئيس اللجنة الإعلامية في اللجنة التنظيمية للفعالية، رائد الجحافي، وكذا أعضاء اللجنة (فواز الطيري، هشام عواس، جلال سعيد) عقب قيامهم بتمزيق صور خاصة بأمراء السعودية والإمارات كانت في طريقها للتعليق على المنصة الرئيسية. كما رفضت اللجنة التنظيمية أيضا رفع صور الفار هادي، واكتفت بالأعلام الشطرية وصور قادة الحراك، الأمر الذي رفضته قوات الاحتلال وباشرت باعتقال النشطاء في الحراك -سالفي الذكر- وإيداعهم زنزانة انفرادية في معتقل عسكري بجبل حديد. وأفادت المصادر بأن عشرات الناشطين تجمعوا أمام معسكر جبل حديد، وهددوا باقتحامه في حال لم يفرج عن النشطاء، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال أجبرت الناشطين سالفي الذكر بالتوقيع على عدم اعتراض أية صور تدخل الساحة. وأضافت المصادر أن عناصر من مليشيات الفار هادي، حاولت اقتحام الساحة رافعة صوره وبجواره ملك السعودية وأمير الإمارات، إلا أن عناصر الحراك -الموالين للاحتلال- مزقتها بعد اشتباكات بالعصي مع عناصر الفار، مما خلف (6) مصابين. وهذه المرة الأولى -منذ الاحتلال في أغسطس الماضي- التي تخلو فيها ساحة العروض من صور قادة دول الاحتلال، والتي لطالما حرصت قوات تلك الدول على حضورها بصورة كبيرة في كل مناسبة تشهدها المدينة، وتراجع حضور قادة الاحتلال المسمى ب "التحالف" يعود لأسباب عدة أبرزها، وفقا لناشطين،منها ممارسته لسياسة "التركيع والتجويع" في حق أبناء المدينة. واختتمت الفعالية بعرض عسكري لمسلحي الحراك الجنوبي الموالي للاحتلال.