سجلت التنظيمات الإرهابية في عدن، أمس، أعلى معدل نشاط في المدينة، وتنوع بين حشد المجندين ونقل الأسلحة وحتى التفاوض المباشر مع ممثلي حكومات أجنبية، بالتزامن مع صراع متواصل بين بقية الفصائل. ووفقا لمصادر "اليمن اليوم" قام تنظيم "داعش" –أحد فصائل عملاء الاحتلال- بنقل عنصر مصاب من أحد مشافي المدينة إلى جهة مجهولة خشية أن يقع في أيادي جماعة معادية له. العنصر أصيب بانفجار شاحنة في محافظة أبين أمس كانت قادمة من مأرب وتقل على متنها كمية كبيرة من الأسلحة المتوسطة والذخائر للتنظيم، وانفجرت في حادث سير في إحدى السلاسل الجبلية بمديرية لودر. وقالت المصادر إن اثنين من عناصر التنظيم قتلا في الحادثة بينما نقل مواطنون الثالث إلى عيادة خاصة في مديرية خورمكسر، قبل قيام التنظيم باقتحام العيادة وبنقل المصاب إلى مديرية المنصورة – المعقل الرئيسي له في المدينة. وفي السياق، كشفت المصادر عن تقديم مشايخ قبائل في محافظة لحج ملفا لقيادة الاحتلال في عدن يتضمن أسماء أطفال وشباب من مديريات المحافظة التحقوا مؤخرا بصفوف التنظيم بمدينة عدن. وبحسب المصادر فإن الملف انبثق عن لقاء جمع شيوخ قبائل في محافظة لحج بأهالي في مناطق ردفان والمضاربة ومبين وطور الباحة قبل يومين. ويتضمن الملف توقيعات أهالي تعلن فيها عن تخليها عن أبنائها المنضوين تحت راية "الجماعات المتطرفة". واعتبرت المصادر أن ذلك الملف جاء تحت ضغوط إماراتية وخشية أن يتعرض أهالي ووجهاء مناطق في لحج للاعتقالات عقب تسمية "داعش" الردفاني منفذ عملية الصولبان الأخيرة والتي أسفرت عن سقوط 83 قتيلا وجريحا. وكان عدد من سكان عدن نشروا قبل أيام صور أبنائهم المرجح انضمامهم ل"داعش". وآخر تلك الأسر مواطن من أهالي ردفان يدعى، محمد سالم عوض إذ قال في بلاغ صحفي أن ابنه "حسن" اختفى منذ فترة لكنه "انضم مؤخرا إلى صفوف الجماعات المتطرفة" حد قوله. وأفاد "اختفى ولدي مع عدد من زملائه من أبناء قرية القشعة في منطقة الملاح واتصل بي مؤخرا من عدن وأبلغني بأنه يجاهد في سبيل الله فعرفت حينها أنهم وقعوا في المحظور وارتموا في أحضان داعش". وأضاف عوض "حاولت إقناعه بالعدول دون جدوى لذا تبرأت منه". وقال عوض "وقعت مؤخرا على محضر تقدم به شيوخ قبائل في المنطقة وأبلغنا به الحزم الأمني"، مليشيات مدعومة من الإمارات. من جهة أخرى كشفت مصادر أمنية عن تفاوض مباشر بين مندوبين من التنظيم وآخرين ممثلين للحكومة الهندية في سبيل إطلاق سراح راهب هندي مختطف منذ أشهر. وكان التنظيم بث، أمس، مقطع فيديو جديدا على مواقع التواصل الاجتماعي للقس الهندي المختطف، توماس اوزوناليل، يهاجم فيه حكومة بلاده ورفضها الانصياع لمطالب الخاطفين. وقال القس الكاثوليكي توماس في المقطع "أجرى الخاطفون العديد من الاتصالات مع الحكومة الهندية في سبيل الإفراج عني وأنا حزين لأنه لم يتم بذل جهود حثيثة بهذا الخصوص". وهاجم القس الحكومات الغربية لعدم تعاطفها معه، مشيرا إلى "أن ذلك يعود لكونه هندي الجنسية، ولو كنت أوربيا لكنت حرا الآن". واختطف القس توماس في مارس من العام الماضي إثر هجوم شنه عناصر التنظيم في عدن على دار للمسنين في الشيخ عثمان وقتل خلاله أكثر من 40 شخصا بينهم 3 راهبات هنديات. يشار إلى أن عيدروس الزبيدي المعين من قبل الاحتلال محافظاً لعدن أكد في حوار سابق مع صحيفة الوطن المصرية أن داعش والقاعدة يدربان يومياً شبابا جددا في عدن، فضلاً عن معسكرات التنظيمين في لحجوأبين. وكشفت وكالة سبوتنك الروسية مؤخراً خارطة أهم 5 معسكرات لداعش في عدن. اعتقالات واستعراضات في إطار الوضع اليومي في عدن شهدت المدينة، أمس، اعتقالات متبادلة بين مليشيات الطغمة والزمرة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن عناصر من مليشيات الفار في المعلا اعتقلت القيادي في الحراك الجنوبي، فرج بازهير، بينما اعتقلت مليشيات أخرى مجموعة مسلحة من الضالع في منطقة البساتين. وأشارت المصادر إلى أن اعتقال بازهير يأتي على خلفية إعلان تكتلات في الحراك الجنوبي التصعيد "رفضا لمشروع أقاليم هادي". وكان اجتماع لقادة أكثر من 11 تكتلا جنوبيا في عدن، مساء أمس الأول، أقر إحياء ذكرى اغتيال القيادي الميداني في مليشيات الحراك أحمد الإدريسي في الثلاثين من ديسمبر إضافة إلى "كشف ما يدور في الجنوب ورفض ما وصفه بمشاريع الاحتلال في عدن". الإدريسي اغتيل في ديسمبر من العام الماضي في إطار الصراعات بين مرتزقة الاحتلال في عدن. وفي مديرية دارسعد، أفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" باعتقال مليشيات يقودها أبو مشعل الكازمي، أمس، لقرابة 20 مسلحا أثناء ما كانوا يمرون في منطقة البساتين قادمين من الضالع. وسبق للكازمي وأن اتهم شلال شائع بالإفراج عن عناصر "داعش" قبل أيام من تفجير انتحاري استهدف مجندين من قبيلته في الصولبان وخلف أكثر من 100 قتيل وجريح في العاشر من ديسمبر الجاري. إلى ذلك، شهد معسكر جبل حديد، الذي تسيطر عليه مليشيات تتبع شلال شائع ويقودها أبو علي الحضرمي- مستشار عيدروس الزبيدي، أمس، عرضا عسكريا بمناسبة تخرج الدفعة ال11 من المعسكر. ويأتي العرض بعد أيام على تبادل اتهامات بين شائع ووزير داخلية الفار، حسين عرب، بالتجنيد المناطقي عقب رفض بن عرب اعتماد 6000 مجند من الضالع.