سيطر مسلحو تنظيم داعش الإرهابي في عدن، أمس، على أحياء جديدة كانت تخضع لسيطرة فصائل من الحراك الجنوبي، بينما واصلت مليشيات الفار هادي، اقتحام المنازل واعتقال ناشطين بالتزامن من تواصل التظاهرات المنددة بها. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن شخصا قتل وأصيب آخران جراء شن مسلحي داعش المتمركزين في حي القاهرة بمديرية المنصورة هجوما على فصيل للحراك الجنوبي ينتشر في حي المختار بمديرية الشيخ عثمان. واستمرت المواجهات التي انتقلت إلى الأحياء السكنية لأكثر من ساعة مخلفة حالة من الرعب في أوساط ساكني المديرية. وتمكن مسلحو داعش -أحد فصائل عملاء الاحتلال- من السيطرة على حي كود بيحان وأجزاء واسعة من حي عمر المختار بعد فرار عناصر الحراك منه. وكان التنظيم قتل قبل أيام أحد أفراد الحراك بينما كان يرابط في نقطة تفصل الشيخ عثمان الخاضعة لفصيل يتبع الحراك والمنصورة الخاضعة لسيطرة فصائل من السلفيين وداعش والقاعدة. يذكر أن الفصائل المسلحة الموالية للاحتلال والمنتشرة في المنصورة أعلنت قبل أيام تشكيل "ائتلاف المقاومة الجنوبية"، حيث أشارت في بيان لها أنها تلقت توجيهات من الفار هادي باستعادة ما سمتها ب"مؤسسات الدولة". ++تطارد رياضيين.. وتعتقل ناشطين ونشر ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي، أمس، صورا لمسلحي داعش بينما كانوا يلاحقون شبابا وفتيات خلال مشاركتهم بتسلق جبال في ضواحي عدن الشمالية الغربية. وتظهر الصور عناصر التنظيم الإرهابي بزيهم التقليدي المعروف وهم يحاصرون الشباب والفتيات قبل اقتيادهم. وأفاد الناشطون بقيام تلك العناصر باقتياد المشاركين في تسلق الجبال إلى جهة مجهولة وأن "مصيرهم لا يزال غامضا"، وفق ما أفاد به ناشطون. في سياق متصل، واصلت جماعات متطرفة موالية للفار هادي في مديرية كريتر مداهمة منازل ناشطين في الحراك الجنوبي، أمس، حيث اعتقلت عددا منهم بينهم شاب اتهمته ب"التجسس". وتأتي العمليات الجديدة بينما يواصل المئات من الناشطين والأهالي في عدن التظاهر أمام القصر الرئاسي "المعاشيق" احتجاجا على حملات الاعتقالات والإخفاء القسري ومداهمة المنازل. ورفع المشاركون في التظاهرة أمس لافتات قماشية تدعو إلى "وقف إرهاب المدنيين في عدن" وأخرى تطالب ب"بالكشف عن مصير المخفيين". تسريح مجندي الحراك إلى ذلك، كشفت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" عن تسريح حكومة الفار، اليومين الماضيين، لمئات المجندين من المحسوبين على تيارات الحراك الجنوبي، مشيرة إلى أن المجندين كان تم استقطابهم إلى معسكر بدر في إطار ما تسمى ب"دمج المقاومة بالجيش" غير أن المجندين أحيلوا إلى "القوة الفائضة" تمهيدا لتسريحهم. وكان موقع عدن الغد المقرب من الحراك نقل عن مجندين قولهم "لا يعرفون أسباب القرار مع أنهم تلقوا تدريبات سابقة في المعسكر بعد تجنيدهم". الفساد يصدع حكومة الفار على صعيد متصل، غادر نائف البكري، الوزير في حكومة الفار، أمس، عدن بعد صراع مع نافذين مسنودين إماراتياً على "رواتب الموظفين". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن البكري، وهو قيادي في حزب الإصلاح والمكلف من الاحتلال بصرف رواتب "موظفي المحافظات الجنوبية وتعز، وصل الرياض، بينما أصدر رئيس حكومة الفار أحمد عبيد بن دغر بتعيين الوزيرين مراد الحالمي وأحمد الميسري كلجنة بديلة للجنة البكري. وأفادت المصادر بأن الخلاف شب إثر محاولة كل مسئول حكومي بينهم نجل الفار فرض قائمة بأسماء وهمية لاستلام حصته من مبالغ مالية مخصصة لصرف رواتب العسكريين والمتقاعدين في المحافظات الجنوبية. ومن شأن المبالغ الجديدة تفجير مواجهات مسلحة بين الفصائل المختلفة الانتماء. في إطار ذلك، قطع الفار هادي، زيارته للإمارات مع تصاعد الخلافات بين تيارات حكومته، وفشله في إقناع الإمارات بإقالة شلال شائع- المعين مديرا لأمن عدن. وأصدر مكتب شائع، أمس، بيانا قال فيه إن شائع بعث برقية تهنئة للقادة الإماراتيين بالعيد الوطني.