أعلنت الجماعات المتطرفة في عدن، أمس، حملتها للاستيلاء على مؤسسات حكومية في المدينة "بناء على توجيهات الفار هادي" الذي غادر الخميس إلى مقر إقامته في الرياض، بينما أصدر مكتب الأوقاف في المدينة تعميما بالتحذير من مغبة "رذيلة الاختلاط" في دعوة رسمية كان تنظيما "داعش" والقاعدة تبنياها قبل أشهر واقتصرت على الجامعات والمدارس. وأصدر ما يسمى ب"ائتلاف القيادة العامة للمقاومة الجنوبية" -يرأسه القيادي السلفي الموالي للرياض أديب العيسي ويضم فصائل من تنظيمي "داعش" والقاعدة وعناصر سلفية متطرفة- أمس، بيانا أشار فيه إلى تلقيهم توجيهات من هادي بتنفيذ حملة لما وصفها ب"استعادة المؤسسات الحكومية" مسميا إحداها "مركز التأهيل والتدريب للقوات المسلحة والأمن" الذي يعد أبرز معسكرات الحراك الجنوبي. وكشف رئيس الائتلاف عن تنسيق بينهم مع الفار هادي لاستعادة القاعدة المادية والبشرية والتعليمية لمؤسسات الجيش والأمن كمرحلة أولى تليها كلية القيادة والأركان وكلية الشرطة الخاضعتان لفصائل الحراك أيضا. وتشهد مديريات في عدن منذ أسابيع مواجهات مسلحة بين الفينة والأخرى كان آخرها محاولة أتباع الفار الاستيلاء على معسكر للدفاع الجوي في كريتر يتخذه مقاتلو الحراك كمقر قيادة لهم. في سياق متصل، وجه علي هيثم الغريب، وكيل محافظة عدن وقيادي في الحراك الجنوبي بإعادة نشر مسلحين في مؤسسات عامة وخاصة بينها مقر نقابة الصحفيين في التواهي، الأمر الذي أثار حفيظة الصحفيين وعبرت عن استنكارها في بيان صادر عنها. دعم رسمي ل"داعش" في منع الاختلاط وآثار تعميم لمكتب الأوقاف والإرشاد في عدن، أمس، موجة غضب في الأوساط السياسية والشعبية. ويطالب التعميم خطباء المساجد بما وصفه ب"توجيه الآباء بتربية أبنائهم وحثهم على عدم الاختلاط في الأسواق العامة". وعد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي التعميم بأنه يعزز ثقافة "التطرف"، مشيرين إلى أنه كان الأجدر التحذير من التطرف بدلا من تغذيته. وأشار الناشطون إلى أن التعميم لا يختلف عن عمليات اقتحام لكليات ومدارس نفذتها قبل أشهر عناصر "داعش" بحجة "منع الاختلاط". تعذيب ومداهمات وواصلت المليشيات المنضوية تحت قيادة شلال شائع -المعين من الاحتلال مديراً لأمن عدن- أمس، حملات مداهمة واعتقالات، بينما أصيب (3) أشخاص خلال مواجهات بين حراسة منزل عيدروس الزبيدي -المعين محافظا لعدن- ومحتجين على تعذيب شاب في حادثة تعد الثانية خلال أيام. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن عناصر "ملثمة اقتحمت منزلين في المنصورة، الأول في حي إنما والثاني في حي ريمي ويتبع عجوزا تدعى أم مرام، مشيرة إلى قيام تلك العناصر بالاعتداء على النساء واعتقال شقيق العجوز. وأصدر مكتب شائع في وقت لاحق بيانا يقول فيه إن العملية استهدفت ما وصفها ب"معمل تفخيخ السيارات يتبع تنظيم داعش"، غير أن ناشطين قالوا بأن العملية تعد امتدادا لعمليات سابقة إحداها طالت مدير الصحة السابق في أبين، الخضر الوليدي. في سياق متصل، قالت ذات المصادر الأمنية إن حراسة منزل عيدروس الزبيدي أطلقت النار على متظاهرين قطعوا الطرقات والأحياء المحيطة بالمنزل احتجاجا على "تعذيب شاب". وأشارت المصادر إلى قيام عشرات الشبان برمي المنزل في منطقة جولدمور بالحجارة أعقبه إطلاق نار. وكانت مليشيات تطلق على نفسها "قوات الأمن" أفرجت الأربعاء عن شاب بعد إخضاعه للتعذيب في حادثة عدتها المصادر الثانية في غضون أيام. الجدير ذكره أن الفار هادي غادر الخميس عدن بعد أيام قلائل من وصوله إليها في زيارة وصفها الإعلام السعودي ب"الرسمية".