تتفاقم في عدن أزمة التجنيد التي بات يغلب عليها طابع المناطقية، حيث تتوافد المليشيات المسلحة من الضالع وردفان، وكذلك من أبين وشبوة، ويسعى كل طرف ضمان أكبر حصة لأصحابه في الجيش والأمن، فيما يتواصل مسلسل الاغتيالات التي كادت أن تطال أمس ضابطا برتبة (عقيد ركن) كشف عما يحويه ملف التجنيد. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مجهولين يستقلون سيارة "كورولا" اعترضوا العقيد علي الحوثري، بينما كان يمر بسيارته "هيلوكس" بالقرب من محطة اكسبرس في مديرية المنصورة، مشيرة إلى تضرر سيارة الحوثري جراء الهجوم. ويعد الحوثري قائد فصيل مسلح يعرف ب"كتيبة حزم سلمان". وكان الحوثري غرد خلال اليومين الماضيين بعدة منشورات على صفحته بالفيسبوك إحداها تشير إلى تلقيه توجيهات من قائد المنطقة العسكرية الرابعة أحمد سيف الضالعي، تطالبه بمشاركة مسلحيه في "حفظ الأمن بعدن". وأشار الحوثري في تغريدة أخرى إلى إرسال رسالة للرئيس (الفار) هادي ونائبه وقيادة "التحالف في عدن" تتضمن تقييمه للوضع. ووصف الحوثري عملية "التجنيد" في عدن ب "التجييش المناطقي". وأفاد الحوثري في رسالته بأن التعيينات الجارية تتم من قبل "قوات التحالف" مشيرا إلى تلقي تلك القوات توصيات بأشخاص، وأن تلك الإفرازات "أبطأت في عملية استيعاب المقاومة"، حسب وصفه. وأضاف "قيادات كبيرة في الدولة فتحت باب التجنيد وصرفت الاستمارات بدون آلية ومعيار، وصرفت استمارات التجنيد بشكل مفرط مما تتسبب بتجييش مناطقي" مشيرا إلى وصول المجندين إلى أرقام خيالية تعدت (150 ألف مجند مع أن الحد المتوقع كان 30 ألفاً) . وكشف الحوثري أيضا عن منح ما تسمى "مجالس المقاومة" 4500 مجند لكل مجلس "غير أن كل فصيل جنّد ضعف هذا العدد. واعتبر الحوثري الصراع القائم في عدن بأنه جراء ما وصفها ب"الممارسات سالفة الذكر، التجييش المناطقي" داعيا أبناء الجنوب إلى تحمل مسئوليتهم الوطنية، ومشيرا في هذا الصدد إلى أن "السياسة لا يمكن أن تكون ملكية مطلقة محصورة على جهة أو جماعة " مذكرا إياهم بالصراع على السلطة خلال الفترة الماضية. في سياق متصل، تدفق عشرات المسلحين من يافع، اليومين الماضيين، على مدينة عدن. وكان فصيل مسلح من يافع أعلن،أمس، حضوره في عدن ويضم نحو (5000) ألف مقاتل.. ويقود الفصيل الجديد شخص يدعى، أبو همام اليافعي، ووفقا لمصادر أمنية توقعت بانتشار الفصيل في مناطق تشهد مواجهات بين فصائل مسلحة محسوبة على "داعش" وأخرى على الحراك الجنوبي بقيادة مدير الأمن شلال شائع. وتنتشر فصائل عديدة تتبع شخصيات من يافع أبرزها ما يسمى "مجلس المقاومة الجنوبية" الذي يقوده القيادي في حزب الإصلاح نائف البكري. كما أثارت عمليات الاغتيالات الأخيرة لقادة عسكريين من "يافع" آخرهم مدير الأمن السياسي في مطار عدن، علي اليافعي، استياء ناشطين من يافع في الفيسبوك، حيث اعتبروها محاولة لتفريغ عدن "من يافع" ناهيك عن دفعها بمجلس يافع القبلي إلى عرض مغريات تصل إلى أكثر من 15 مليون ريال مقابل الكشف عن هوية قاتل اليافعي. في غضون ذلك، بدأت الفصائل المسلحة المنتشرة في عدن،أمس، انخراطها في العمليات الأمنية التي يقودها "حراك الضالع وردفان" تحاشيا لمصادمات متوقعة. وأعلنت ما تعرف ب"كتائب المحضار" أمس عن ضبط خلايا "إرهابية" في منطقة بئر فضل، مشيرة في بيان لها أنها كلفت أفراد نقطة في المنطقة بتعقب شخصا قام ببناء عشوائي على إحدى الأراضي قبل أن يتم ضبط آخرين برفقته كانوا في منزل مهجور بالمنطقة. وأشار البيان إلى أن قائد الكتائب أحمد المحضار أشرف على العملية. كما أعلنت فصائل أخرى تنتشر في الشيخ عثمان عن ضبطها "عشرات الخلايا النائمة" في المديرية. وتأتي إعلانات الفصائل المسلحة هذه في وقت تتواصل فيه مفاوضات بين الفصائل المسلحة المنتشرة بمديرية كريتر بإشراف مباشر من هادي، بينما تشن قوات الحراك مداهمات مخازن الأسلحة التابعة للقاعدة في التواهي. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن فصيلا مسلحا يطالب بمزيد من المزايا في اتفاقيات تسليم المرافق الحكومية في كريتر، نشر العشرات من مقاتليه وسيطر على مراكز تجارية في المديرية أبرزها مركز الحاشدي في شارع السيل حيث دارت مواجهات بفعل سيطرة سابقة لفصيل مسلح آخر على المركز. وأفادت المصادر بسقوط (4) مصابين خلال المواجهات منذ أمس الأول. وفي مديرية التواهي نشرت مواقع مقربة للحراك،أمس، صورا لأسلحة ثقيلة وذخائر مختلفة قالت بأن قوات "الأمن" بقيادة شلال علي شائع عثرت عليها في مخزن بميناء التواهي خلال مداهمته،أمس. وكانت قوات الحراك أعلنت قبل يومين مداهمة منزل في البنجسار حيث عثرت على معمل لتصنيع وتجهيز السيارات المفخخة والعبوات الناسفة. وتشن قوات الحراك منذ الأسبوع الماضي عملية تفتيش ومداهمة لمنازل مواطنين في التواهي حيث سبق للقاعدة وأن أعلنت المديرية مركزا لولاية التنظيم في المدينة. من جانبها وصفت القيادية في الحراك الجنوبي، هدى العطاس، "الاغتيالات" في عدن بأنها محاولة لإفراغ المدينة من "رجالاتها". وقالت العطاس في منشور على صفحتها بالفيسبوك "الاغتيالات التي نفذت ليست عشوائية وتأتي ضمن خطة مدروسة ومن يقوم بها لديه هدف استراتيجي يقضي بإفراغ عدن من القادة المعروفين بالشجاعة والنزاهة والصدق حتى يتسنى للفاعل السيطرة على عدن في ظل أي وضع سياسي سيكون فيدرالياً أو أقلمة أو استقلالاً". وأضافت " أن فاعلها يسير على خطى ممنهجة يذكرنا بزمن اغتيالات شبيهة قد مضى". في سياق متصل، أعلن القيادي في الحراك الجنوبي، علي هيثم الغريب،أمس، رفضه القبول بقرار تعيين أصدره الرئيس الفار، عبدربه هادي،أمس الأول، وقضى بتعيينه وكيلا لمحافظة عدن. وتناقلت مواقع إلكترونية مقربة من الحراك عن الغريب اعتذاره عن المنصب. وهذا ثاني قيادي في الحراك يرفض قرارات التعيين من هادي إذ سبق وأن رفض القيادي صلاح الشنفرة حقيبة وزارة النقل. ويأتي رفض الغريب على الرغم من إقرار قيادات منظمات الحراك السماح لأعضائها بشغل مناصب في حكومة هادي.