أدانت وثيقة رسمية، أمس، وزير داخلية الفار هادي، حسين عرب، بتوزيع شحنات أسلحة للجماعات المتطرفة المنتشرة خارج عدن، بينما واصلت طائرات بدون طيار "أمريكية" تحليقها في سماء مدن جنوبية عدة". وتتضمن الوثيقة المسربة توجيهات من بن عرب لمدير ميناء عدن تطالبه بالإفراج عن شحنة أسلحة تضم صواريخ حرارية وأسلحة متطورة. ونشرت الوثيقة،أمس، عقب احتجاز مليشيات في لحج لشحنة أسلحة متطورة كانت قادمة من ميناء عدن، بينما أعلنت "النخبة الحضرمية" الممولة إماراتيا أيضا احتجاز أخرى في حضرموت. وتزامن تسريب الوثيقة مع اجتماع عيدروس الزبيدي بما يسمى ب "المجلس الاقتصادي في عدن" خصص لمناقشة تطوير أداء ميناء عدن و"مكافحة التهريب" بعد أيام على سيطرة مليشيات مدعومة من شائع والزبيدي على ميناء المنطقة الحرة في المدينة. كما دعا الزبيدي "مفوضية مكافحة الفساد للنزول الميداني للمرافق العامة ومكافحة الفاسدين" حد قوله. استعادة شحنة في لحج وكانت مجاميع مسلحة تطلق على نفسها "المقاومة" تنتشر في منطقة "حبيل الريدة" – مديرية ردفان- قالت إنها احتجزت قاطرة تقل كمية كبيرة من الأسلحة المتوسطة بينها صواريخ حرارية. وقالت مصادر أمنية في لحج إن الشحنة خرجت من عدن، وكانت في طريقها إلى مديرية يافع حيث تنتشر (4) معسكرات لتنظيم "داعش". وأفادت المصادر بأن مجاميع من "الحزم الأمني" وهي مليشيات مسنودة إماراتياً وصلت المنطقة وأخذت الشحنة إلى جهة مجهولة، مشيرة إلى تلقي تلك المجاميع توجيهات من حسين عرب بإطلاق الشحنة. وأثارت الشحنة موجة غضب في الشارع الجنوبي، غير أن مكتب عرب حاول امتصاصها تارة ببيان لمكتبه ينفي صلته بالشحنة، وأخرى لقائد مليشيات الحزم في لحج ينفي وجود شحنة أصلا، غير أن ناشطين هاجموا سلطة الفار، هادي على خلفية ذلك، واتهموها باستخدام الجماعات المتطرفة لتصفية حسابات مناطقية، وكذا نشرها في معسكرات على "الحدود مع الشمال". كما دعا آخرون إلى اقتحام قصر المعاشيق في عدن – مقر إقامة هادي وحكومته- مشيرين إلى أن القص يأوي "رؤوس الجماعات المتطرفة في الجنوب". احتجاز أخرى في حضرموت في سياق متصل، قال أحمد بن بريك – المعين من الاحتلال محافظا لحضرموت- إن "النخبة الحضرمية " – مليشيات ممولة إماراتيا- احتجزت قاطرة تقل شحنة أسلحة بينها "قاذفات صواريخ " مشيرا إلى أن الشاحنة كانت في طريقها إلى مديرية الريدة – المعروفة بحاضنة الجماعات المتطرفة. وأشار بن بريك إلى أن الأسلحة المضبوطة تشبه أخرى في مأرب في إشارة منه كما يبدو إلى تبعيتها ل "التحالف". يذكر أن الإمارات – المحتلةلحضرموت عبر مليشياتها- وجهت في وقت سابق بإيقاف التعاقد مع شركة نفطية تتبع حسين عرب وتعرف باسم "masarco". تحليق مكثف الشحنات السابقة ليست الأولى التي تنقلها الجماعات المتطرفة من عدن خلال الفترة الأخيرة، إذ سبق وأن احتجزت ما تسمى ب "النخبة الحضرمية" في شبوة قبل أيام قاطرة تقل على متنها دبابة ومدرعة كانت في طريقها لمعسكر "داعش" في بيحان بمحافظة شبوة، لكن تكثيف طائرات بدون طيار، لطلعاتها الجوية مؤخرا في سماء المحافظات الجنوبية يكشف مدى تصاعد نفوذ ونشاطات التنظيمات المتطرفة. وأفادت مصادر أمنية في عدن،أمس، بتحليق ل "الدورنز" في سماء عدنولحج وأبين لعدة ساعات خلال النهار، مشيرة إلى أن التحليق في سماء عدن يعد للمرة الثانية في غضون أيام حيث سبق لطائرات وأن حلقت فجر الجمعة في سماء المدينة، وتعرضت لإطلاق نار من مضادات أرضية في المدينة. علاقة عميقة بين التنظيم و"الشرعية" في سياق متصل، كشف محمد الوالي – المعين من الاحتلال مديرا لأوقاف عدن- أمس، عن ارتباط وثيق لمسئولين في حكومة الفار بالجماعات المتطرفة. وقال الوالي في مقابلة نشرها موقع "عدن تايم" "بعض الجهات العليا في الدولة ترفض مطلقا تغيير أيٍّ من خطباء المساجد" وذلك في رده على سؤال عن موقف الأوقاف من الخطباء المتورطين بدعم وتفريخ الشباب المتطرف في المدينة". واعتبر الوالي رفض تغيير خطباء الجماعات المتطرفة "مدعاة للاستغراب، ويطرح كثيرا من التساؤلات". وكشف الوالي عن تحذير "داعش" لخطباء بعض المساجد قائلا "بعض أئمة المساجد وخطبائها خائفون أيضا على أنفسهم، لاسيما في ظل عدم توفير حماية شخصية لهم لمكافحة التطرف، وكذا تعرض آخرين للتصفية عقب جهرهم بالحق ومحاربتهم للتطرف" حد قوله.