وجّه عدد من القيادات السياسية والعسكرية والقبلية والناشطين السياسيين رسائل ثلاث لمن يهمه أمر مجريات الأحداث والتطورات الدراماتيكية المأساوية التي يشهدها الوطن.. وبالذات ما يتعلق بتنفيذ مخطط الانفصال والتشطير والتمزيق الذي يقوده وينفذه الفار عبدربه منصور هادي، بدفع وتخطيط وتمويل من قبل نظام آل سعود وحكَّام دولة الإمارات وفق أجندة استخباراتية بريطانية استعمارية مرسومة مسبقاً، الأمر الذي يفرض على كل يمني حر التصدي لهذا المخطط التدميري الانفصالي كما يفرض على المنخرطين في هذا المشروع وعلى رأسهم حزب الإصلاح مراجعة مواقفهم، حيث لا يزال في الوقت متسع. الرسالة الأولى إلى اللواء علي محسن صالح الأحمر (اللواء وليس الفريق، كونه منح رتبة اللواء من شرعية الدولة التي كانت قائمة على أرض الوطن وتستمد شرعيتها من الدستور ومن الإرادة الشعبية التي عبّر عنها اليمنيون من خلال صناديق الاقتراع عام 2006م، وليس الفريق علي محسن الذي منح هذه الرتبة من الرياض) كونه (من حيث إنه يدري أو لا يدري) رأس الحربة في تمزيق الوطن وقيادة الأعمال القتالية في المناطق الشمالية بين أبناء الشمال أنفسهم انطلاقاً من مأرب، في حين يجري الترتيب لاستكمال كيان الدولة الانفصالية في الجنوب بمعزل عن من يدّعون أنهم جزءاً من دولة الوحدة التي يقوم هادي بتفكيك أوصالها في غفلة منهم، وليس أدل على ذلك من التعيينات والقرارات التي يصدرها هادي بتعيين الجنوبيين في المناطق الجنوبية، وتعيين الشماليين في الشمال، وتغذية وتمويل التناحرات والصراعات فيما بين الشماليين، في الوقت الذي يتخيل له –هادي- أو يتوهم بأنه سيضمن الحماية الكاملة لدولة الجنوب من قبل السعودية والإمارات، التي فشل مخططها عام 1994م، والتي تعيد الكرّة منذ العام 2014، ولكنها بالتأكيد ستفشل. والرسالة الثانية لحزب الإصلاح، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين في بلادنا، وعلى رأسهم (قياداته العسكرية والسياسية والدينية والقبلية) وعلي محسن، وإلى جانبه الزنداني واليدومي والآنسي وحميد الأحمر والعرادة والعكيمي والحنق وجباري والحميري، الذين جعلوا من أنفسهم ومن حزبهم مطية لتنفيذ مخطط تمزيق وتشطير الوطن والعودة به إلى ما قبل عام 1990م وليس ذلك فقط، وإنما إشعال الحروب والصراعات في شمال الوطن وبين أبناء وقبائل ومناطق الشمال، والدفع بهم لقتال إخوانهم بتخطيط وتمويل سعودي، تنفيذاً لمخطط سعودي قديم- جديد هدفه إشاعة الفوضى وإقلاق الأمن وتفكيك المجتمع وتخريب وتدمير مؤسسات الدولة، وإشعال الحروب في المحافظات الشمالية باعتبارها (في اعتقادهم) منبع الخطر والإيذاء للسعودية، وهو ما يفرض على حزب الإصلاح وأقطابه التنبه لذلك والتوقف فوراً عن الخوض في أعمال القتل والتدمير لإخوانهم ومقدرات وطنهم، والعودة إلى الحوار مع القوى الوطنية المناهضة للعدوان ولمخططات تمزيق وتفتيت اليمن، وفي مقدمتهم شركاؤهم في المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، الذين وقّعوا معهم اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وأن يعملوا معاً على إفشال مخطط تمزيق اليمن، والحفاظ على الوحدة اليمنية، والوفاء لأرواح ولدماء الشهداء والجرحى الذين أُزهقت أرواحهم وسفكت دماؤهم في جبهات وخنادق الدفاع عن الوحدة، وأن لا يكونوا المطية التي يسعى أعداء الوطن والوحدة عبرها إلى تنفيذ تجزئة اليمن وإشغال أبنائه بالاقتتال فيما بينهم، وأن لا يتنكروا لما قدموه من تضحيات من أجل الوحدة. والرسالة الثالثة والأخيرة تخص نظام آل سعود وفحواها بأن اليمنيين سيظلون حريصين على أن تكون علاقتهم بإخوانهم وجيرانهم في السعودية قائمة على حُسن الجوار ووحدة المصير والهدف الواحد، ولن تكون اليمن ولا يمكن أن تكون مصدر خطر عليهم من منطلق أن أمن اليمن من أمن السعودية والعكس صحيح، وأن الأفضل للنظام السعودي أن يكون سنداً وعوناً لإخوانهم اليمنيين والوحدة اليمنية بدلاً من التآمر عليهم وعلى وحدتهم، وأن تحرص قيادة المملكة على عدم تسخير ثرواتها وإمكاناتها للتآمر على جيرانهم وعلى الآخرين، والكف عن السعي لشراء الذمم والمواقف سواء في أوساط المؤسسات والمنظمات الدولية أو بعض أنظمة الحكم في العالم لتمرير أجندتها التآمرية ضد اليمن والآخرين، وإصرارهم على إشعال الحروب في المنطقة، والكف عن دعم التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة التي ستنقض عليهم قبل غيرهم، وهي كالعقارب، وستقوم بلدغهم مهما طال الزمن، وأن تعي قيادة المملكة والأمراء الشرفاء بأن السعودية هي المستهدف الأول من مخطط تفكيك وتجزئة المنطقة خدمة للمصالح الاستعمارية الدولية التي تهدف إلى إضعاف الأمة العربية والإسلامية من خلال إذكاء الصراعات والحروب فيما بينها، وبالتالي الاستحواذ على مقدرات الأمة وثرواتها لصالح قوى الاستعمار والاستكبار العالمي، وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وكل القوى الطامعة.