بعد انتكاساته المتتالية في الجبهات، وفشله في إخضاع اليمنيين اقتصاديا وسياسيا، يعجز نظام آل سعود، اليوم، مجددا في اختراق الصمود اليمني داخل المدن الآمنة، لتضيف إلى سجلات هزائمها اليومية معارك خاسرة أخرى تمثلت بتصدير الإرهاب ونشر الفوضى. خلال الأيام الماضية تبنى أكاديميون يقيمون في فنادق الرياض وقطر وتركيا -عبر وسائل قنوات العدوان - دعوات لاحتجاجات في صنعاء على ما وصفوه ب"تأخر الراتب" خصوصا في جامعة صنعاء، لكن تلك الدعوات تحطمت على صخرة وعي الأكاديميين وصمود الشعب. قابل بعض الأكاديميين دعوات المرتزقة للاحتجاجات بالسخرية والغالبية تجاهلوها، بينما تفاعل القليل مع تلك الدعوات لكن- استمرار العدوان - بنظرهم كان دافعا آخر للاستمرار في أعمالهم اليومية. يقول الدكتور محمد علي نعيم – كلية الهندسة، جامعة صنعاء، صحيح أن ثمة من الزملاء من وصل به الوضع إلى حالة العوز لكن أي احتجاجات ينبغي أن تكون بهدف إيصال مدى معاناة الشعب اليمني بسبب العدوان إلى المجتمع الدولي. يقول الدكتور علي العسلي كلية الزراعة - قسم اقتصاد زراعي " بن دغر أعلن أنه سيصرف الرواتب لكل موظفي الدولة اليمنية وشهد على ذلك كل العالم وكنا إلى يوم أمس نحمل سلطة الأمر الواقع، ومادام وبن دغر قد أعلن ذلك فإنا ندين ونستنكر تأخير صرف الرواتب واستخدامها كسلاح في حروبهم القذارة". وأضاف "نحمل حكومة هادي برئاسة بن دغر المسئولية الكاملة على تأخير صرف الرواتب " مقترحا في الوقت ذاته تنظيم مسيرة لأعضاء نقابات التدريس إلى مدينة عدن. الدكتورة ابتسام المتوكل – جامعة صنعاء- قالت إنها مع الحق المكفول للموظف في الراتب لكنها لن تكون مع العدوان ولن يملي عليها العدو الجهر بحقها القانوني. الصحفي المعروف، ناصر الربيعي قال إنه لا فرق بين من يدعو للاحتجاجات في هذا الوقت وبين من يقاتل في صفوف العدوان في جبهات نجران وجيزان وعسير وحتى تعز ومأرب ونهم، أما الكاتب والمحلل السياسي المعروف أحمد الحبيشي فقد أبدى استغرابه ممن كانوا يتحدثون بفخر عن صمود الشعب اليمني "وعندما مسهم الضر أخرجوا ما في قلوبهم من ضعف ووهن". وأشار إلى أنه ليس مندهشا من موقف "الإخوان المسلمين" بسبب تأخر صرف رواتبهم "بينما تصل عيال العاصفة ومن ضمنهم أساتذة الجامعات حوالات شهرية بمليارات الدولارات". في ذات السياق، نشر ناشطون جامعيون في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لتوجيهات من مدير مكتب الفار هادي لقيادات أحزاب موالية للعدوان يطالبها بتحريك قواعدها في صنعاء للضغط على صنعاء "استكمال نقل البنك المركزي". وتطالب الوثيقة الصادرة بتاريخ 6 نوفمبر قادة تلك الأحزاب ب"تصعيد الخطاب الإعلامي لزعزعة الانقلابيين في صنعاء" حد وصف الوثيقة. كما توجه ب"تصعيد الاحتجاجات داخل المؤسسات والدوائر الحكومية بحجة "صرف الراتب" ووصولا إلى ما اعتبرته الوثيقة ب"العصيان المدني الشامل". وطالبت الوثيقة الأحزاب بإعطاء "النقابات الأولوية للتصعيد ورفض أية حلول مقترحة من قبل "الحوثيين وحزب المؤتمر" حد قولها. يذكر أن "اليمن اليوم" كانت حصلت قبل أشهر على كشوفات خاصة بمبالغ مالية يصرفها العدوان السعودي لمرتزقته و بعضهم أكاديميون يتواجدون حاليا في صنعاء وكانوا أبرز المحرضين على الإضرابات. إحباط مخططات الإرهاب المخطط الجديد للعدوان ومرتزقته ليس الأول من نوعه فقد سبق للعدوان وأن حاول عبر أحزاب وتنظيمات أخرى محاولة التسلل إلى شوارع صنعاء لنشر الفوضى مجددا لكن "دون جدوى". ففي السادس عشر من نوفمبر الماضي، أحبطت الأجهزة الأمنية في صنعاء مخططا كان يتضمن تنفيذ عمليات اغتيالات لشخصيات سياسية ودينية وتنفيذ هجمات على مواقع ومراكز حيوية في البلاد بواسطة العمليات الإرهابية وكلف بها العدوان، وفقا لمصدر أمني، عناصر حزب سياسي تخدم العدوان السعودي. كما سبق لتلك العناصر وأن تورطت بأنشطة تمس أمن واستقرار الوطن وسلامة المواطنين. تلك العملية ليست الوحيدة إذ أعقبها نجاحات للأجهزة الأمنية مسنودة باللجان الشعبية خلال العام الماضي تكللت بإحباط مخططات للعدوان في محافظات عدة ونالت العاصمة نصيبا كبيرا منها. وبحسب وزير الداخلية اللواء محمد القوسي، فإن الأجهزة الأمنية ضبطت خلال الفترة الماضية نحو 1492 إرهابيا وأحبطت أكثر من 1719 هجوما قبل وقوعها. مصادر في وزارة الداخلية قالت ل"اليمن اليوم" إن دعوات الاحتجاجات والإضرابات جزء من مخططات أعد لها العدوان السعودي وسبق أن فشلت، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تراقب تلك التحركات المشبوهة لكل عناصر المرتزقة. وكشفت المصادر إلى أن عملية نشر الفوضى لم تقتصر على "الاحتجاجات والإضرابات فقط"، مشيرا إلى أن العدوان نشط خلايا إرهابية سقطت جميعها بيد الأمن واللجان حتى اللحظة. ووفقا للمصادر فقد ضبطت الأجهزة الأمنية واللجان منذ مطلع العام الجاري أكثر من (90) عنصرا من المشتبه بهم في محافظات خاضعة لسيطرة الجيش واللجان، مشيرة إلى أن تلك العناصر كانت مخصصة لرصد تحركات الجيش واللجان وإرسال إحداثيات وتنفيذ عمليات إرهابية إضافة إلى مهمات تتعلق بتجنيد المرتزقة. وحازت صنعاء على نصيب أوفر من الاستهداف وفقا لذات المصادر، تلتها محافظات عجز العدوان عن اختراقها عسكريا كمحافظتي حجةوالبيضاء إضافة إلى أخرى كمحافظتي إبوذمار. وأفادت المصادر بأن محافظات "الأمانة حجة، البيضاء، ذمارإب، سجلت أكثر من 12 عملية إرهابية تم إحباط معظمها في حين اضطرت العناصر الإرهابية لتنفيذ العمليات في مناطق نائية أو خطوط عامة بهدف التأكيد للعدوان بنجاح المهمة.