في أسابيعها الأولى، نبه الرئيس علي عبدالله صالح إلى أن بوصلة أحداث ما يسمى (الربيع العربي) تسير بالبلاد نحو كارثة، وعرض حلولاً من ضمنها التنازل عن ما تبقى من ولايته الرئاسية. لم يكن قادة (إخوان الأزمة) وتوابعهم في أحزاب المشترك أحراراً بما يكفي للتفكير في الفروق بين أطواق النجاة التي ألقاها الرئيس صالح وبين الأحزمة الثورية الناسفة.. احتزموا مخطط البيت الأبيض، الراعي الرسمي لمجانين الساحات، وخربوا بيتهم على إيقاعات زائفة رددوها وحدهم (الشعب يريد إسقاط النظام) والشعب منهم براء. الرئيس صالح كان يعي تماما حجم المؤامرة وأهدافها وروافدها، فجنَّب السفينة الخرق والغرق، ولكن ما أن تسلموها سرعان ما فعلوا فيها كل شيء من الدمار بأيديهم وأيدي أسيادهم بالأصالة عن حقدهم وجشعهم وقذارة نفوسهم وبالنيابة عن سادتهم في البيت الأبيض والقصور الملكية والأميرية في دول الخليج. تملكهم حينها شعور بالتمكين والاستحواذ والنصر، لا حدود له حتى أنهم تسابقوا فيما بينهم "حميد وعلي محسن والأمانة العامة للإصلاح وهيئة الإخوان" في من هو الرجل الأول وصانع الرؤساء في اليمن. ولكن اليوم وحميد تحديدا يدعو من منفاه على استحياء للاحتفال بالذكرى السادسة ل(11) فبراير، لا يختلف اثنان حتى من أقرب أقربائه أنه في حقيقة الأمر لا ينافسه أحد في كرهه ذكرى ذلك اليوم المشئوم الذي شكل اللبنة الأولى لسقوطه المدوي ومعه كل ما بناه والده من فاحش الثراء ورفيع المقام. اليوم.. لا سلطة ولا نفوذ من وراء ستار ولا جاه ولا مشيخة ولا حاشد القبيلة التي تبجح–حميد- ذات يوم بأنها في معطفه قبل أن يجدها تتدافع لطي صفحته إلى مزبلة التاريخ كأبرز ضحايا 2011.