شهدت عدن خلال الساعات الماضية تصفية قياديين اثنين- أحدهما مدير الإصدار الآلي في المدينة، بينما واصلت عناصر الفار هادي تقاطرها على المدينة قادمة من الجبهات بما فيها نجران، في ظل تصعيد متواصل من قبل تيار (الطغمة) المسنود إماراتياً، فيما أغلق مسلحون مطار عدن الدولي، ورفض خطيب جامع محاولات إزاحته بتهمة كشفه عمليات تجنيد للقاعدة وداعش. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين كانا على متن دراجة نارية اعترضا أمس قائد مجاميع مسلحة يدعى سمير طارش لحظة عودته إلى منزله في حي السي كلاس وباشرا بإطلاق النار عليه ولاذا بالفرار. وكان مجهولون اغتالوا، الخميس، مدير الإصدار الآلي في عدن العقيد مختار محمد حسن . وقالت ذات المصادر إن مجهولين نصبوا كمينا لمختار حسن لدى عودته إلى منزله في حي المطافي بمديرية صيرة وأردوه قتيلا. وأشارت وسائل إعلام مقربة من الحراك الجنوبي إلى أن دوافع القتل "سياسية" والمتهم بالوقوف وراءها قائد فصيل من أبين يدعى (الوحيشي)، مشيرة إلى أن قوات أمنية لم تتمكن من القبض على الجاني، لكن مجاميع مسلحة من يافع توعدت بالانتقام للعقيد مختار حسن. وفي سياق الوضع الأمني المنهار أغلق مسلحون،أمس، مطار عدن الدولي بذريعة أنهم لم يتسلموا مرتباتهم منذ 4 أشهر. ومنع المحتجون موظفي المطار ومسافرين من الدخول إلى المطار، ما تسبب بإلغاء رحلتين حرمت عشرات المسافرين بينهم مرضى من الوصول والمغادرة، ولا يزال مطار عدن الدولي مغلق، حتى ساعة كتابة الخبر، التاسعة مساءً. يذكر أن المطار كان شهد مواجهات قبل أسبوعين بين موالين للفار وآخرين من الحراك مكلفين إماراتيا بحماية المطار، لكن تلك المواجهات انتهت باستدعاء الإمارات لوزير داخلية الفار، حسين عرب، والذي لا يزال مصيره مجهولا. فيما نصب مسلحون في كريتر، أمس، كمينا لسيارة شركة العروي للصرافة ونهبوا مبالغ مالية كبيرة منها. وقال مصدر في الشركة ل"اليمن اليوم" إن تحقيقات تجرى لحصر المبالغ المنهوبة. على صعيد متصل، كشف مسئول الأمن في شركة المصافي، محمد سعيد جبير، أمس، عن مخطط ل"تفكيك المصافي". وقال جبير في مقابلة نشرها موقع الأمناء إن هادي يطوق الشركة بلواء كامل عينه مؤخرا ويقوده محمد علي امذوري – من أبين. وأشار جبير إلى نهب هادي لأكثر من 70 مليار ريال من المصافي كمجهود حربي إضافة إلى شاحنات ومركبات الشركة، أن الهدف هو "تصفية هذا المرفق الهام من قبل متنفذين في حكومة الشرعية –حسب توصيفه- لصالح تاجر يسعى للاستحواذ على السوق في الجنوب في إشارة منه لرجل الأعمال العيسي المقرب من الفار،. وأضاف جبير أن المقاومة الجنوبية في البريقة –حسب توصيفه- تحمي المصافي بأكثر من 200 مقاتل بالرغم من تطويقها من قبل مليشيات هادي المعروفة ب(اللواء الرابع حماية منشآت). هذه التطورات تأتي في ظل أزمات تتفاقم يوماً بعد يوم ولاسيما أزمة المشتقات النفطية، بينما ينقطع التيار الكهربائي بصورة وصلت إلى (4) ساعات لكل نصف ساعة تشغيل ناهيك عن مواصلة موظفين ومتقاعدين قطع الشوارع وإشعال الإطارات احتجاجا على عدم صرف رواتبهم من قبل حكومة الفار التي وعدتهم أكثر من مرة بذلك وإقصاء آخرين من وظائفهم. انتقاد تجنيد "داعش " والقاعدة وأقالت حكومة الفار، أمس، إمام وخطيب جامع في كريتر بعد كشفه عمليات تجنيد لتنظيمي "داعش" والقاعدة في مديرية كريتر. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن مكتب أوقاف الفار أصدر قراراً قضى بتعيين خالد محمد عوض، إماما وخطيبا لجامع سلمان الفارسي خلفا ل(أحمد غازي باخريبة) إلَّا أن الأخير رفض القرار واستعان بمسلحين لاستعادة منبره. وفي وقت لاحق أصدر مكتب أوقاف عدن بيانا يوضح فيه ملابسات إقالة باخريبة، مشيرا إلى أنه تلقى شكاوى من أهالي كريتر تتهم باخريبة بنشر أخبار في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بالتجنيد ل"داعش" والقاعدة. في أوساط شباب المدينة الأمر الذي عده المكتب "اتهاماً". وكانت عدة جوامع أخرى شهدت أحداث مماثلة في إطار الصراع على الجوامع بين التيارات المتطرفة والتي تهدف للاستيلاء على مساجد الأقليات المذهبية في المدينة. الفار يواصل حشد مليشياته ووصل إلى عدن،أمس، نحو 1500 عنصر من مليشيات الفار التابعة لما يسمى (كتائب المحضار) التي كانت تقاتل في صفوف الجيش السعودي بقطاع نجران تحت مسمى "اللواء الرابع حماية رئاسية" وتعد الدفعة الثانية خلال شهر. وقال بيان صادر عن مهران القباطي – المعين من الفار قائداً للواء وتتهمه الإمارات بالانتماء للجماعات المتطرفة- إن انسحابه كان بناء على توجيهات من هادي، فيما زعمت تسريبات من مكتب الفار هادي تداولتها مواقع مقربة من الحراك بأن الانسحاب ناتج عن خلاف بين هادي ونائبه علي محسن، متطرقة للقاء الذي جمع الفار بنجل الملك السعودي ومدير الاستخبارات عقب عودته –الفار- من قطر، وكذا أخبار عن مطالبة قطر للفار بتوضيح مصير نصف مليار دولار منحتها كوديعة سابقة، نفى قيادي في الحراك الجنوبي أن تكون عودة المليشيات إلى عدن بسبب خلافات بقدر ما هي في سياق استعدادات لضرب قوى الحراك وعلى أسس مناطقية. وقال القيادي في الحراك الجنوبي فيصل حلبوب في تصريح صحفي أمس إن ما يجري هذه الأيام "ترتيبات وإعادة تموضع لبعض القوات والإفراد وسحب بعض الكتائب والألوية من أماكن بعيدة وإعادتها إلى عدن استعدادا لساعة الصفر للانقضاض على الحراك". مشيراً إلى "إعادة سحب ألوية والكتائب التي كانت في البقع صعدة بقيادة مهران القباطي وهاشم السيد والمحضار إلى عدن لتلتحم بألوية الحماية الرئاسية، كما شوهدت بعض الكتائب في عدن التابعة لبعض القيادات تجري فيها عملية تهيئة واستعداد"، حد قوله. وقال: "و? تصدقوا من يقول إن الكتائب والوحدات الجنوبية التي كانت في البقع عادت إلى عدن بسبب خلاف مع الجنرال علي محسن، فهذه حركات مفتعلة للتمويه فقط، كونوا أكثر يقظة واستعدادا، وأعيدوا فتح قنوات التواصل مع الشعب، زحزحوا قليلاً الهالة البشرية التي تحيطكم كالسوار عناصر هذه الهالة التي فوضت عليكم لتعزلكم بعيدا ولم تكن برغبتكم". وحذر حلبوب مما وصفها ب"مساعي ابتلاع الحراك الجنوبي"، مشيرا في رسالة بعثها لعيدروس الزبيدي - المعين من الاحتلال محافظ لعدن- إلى أن الحراك الجنوبي كان يعول عليه لقيادته وتضييق الخناق على حكومة معاشيق، مضيفاً: "لكن للأسف عملت حكومة الشرعية على تقزيمكم ومحاصرتكم وعزلكم بعيدا عن الشعب". وكانت الدفعة الأولى قد انسحبت مطلع الشهر الجاري من معسكر المرتزقة في أطراف صحراء البقع، جهة الخضراء نجران، حيث كانت تتخذهم قوات العدوان السعودي دروعا بشرية لحماية جبهتها شرق نجران. إلى ذلك كشفت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" مساعي الفار، عبدربه منصور هادي "الزمرة" لشق تيار علي سالم البيض "الطغمة" بعد استدعائه من قبل العدوان السعودي إلى الرياض، مشيرة إلى أن الفار خصص 50 مليون ريال لعقد مؤتمر "الحراك الجنوبي الجامع". وكان الفار التقى قبل أسبوع عددا من قيادات الحراك –المحسوبة على تيار البيض- أبرزهم رئيس ما يسمى بمجلس الحراك الثوري للتحرير والاستقلال، الدكتور يحيى صالح سعيد، وكذا أمين سر الحراك، فؤاد راشد، لكن بيانا صادرا عن المجلس عقب اللقاء أعلن تخليه عن قيادته سالفة الذكر. "الطغمة تواصل التصعيد لطرد الفار" وفي المقابل، دشنت ما تسمى "لجنة التصعيد الثوري في الحراك الجنوبي"، أمس، تظاهرات في كريتر – مقر إقامة حكومة الفار. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل الفار وحكومته وتطالب بإطلاق سراح المحتجزين لدى مليشياته. وأعلن القائمون على اللجنة عن أن التظاهرة تأتي في إطار "التصعيد الثوري" الأسبوعي، مشيرين في بيان لهم إلى إقرارهم بتنفيذ تظاهرات أسبوعية باسم "يوم الأسير الجنوبي". ودعا الرئيس الدوري للجنة، مدرام سراج، أنصار الحراك الجنوبي إلى ما وصفها ب"شحذ الهمم" مثنيا على من وصفهم بالشهداء و"أن دمائهم لن تذهب رخيصة". وجابت التظاهرة، وفقا لمصادر أمنية، عدة أحياء محيطة بقصر المعاشيق رافعين لافتات تطالب برحيل من يصفونهم ب"المحتلين" في إشارة إلى حكومة الفار. وهذا التصعيد الثاني خلال أسبوع للحراك الجنوبي – تيار الطغمة. في سياق متصل، نقلت قناة "صوت الجنوب" الانفصالية عن مصدر في مكتب علي سالم البيض قوله إنه "لا يمكن التفاوض مع علي محسن وزمرته" وذلك في تعليق على أخبار تداولتها مواقع الكترونية تابعة لحزب الإصلاح قبل أيام تفيد باتصال بين محسن والبيض . ومصطلحي الزمرة والطغمة عرفا خلال مجازر 13 يناير 86م بين قطبي الحكم في الشطر الجنوبي حينها، ف(الطغمة) هم القادمون من الضالع ولحج، و(الزمرة) القادمون من أبين وشبوة.