أحدث إعلان المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، عودة مرتقبة إلى عدن، أمس، حالة من الإرباك في أوساط المليشيات والقوى المسيطرة على مدينة عدن على وجه خاص، والمشهد الجنوبي بشكل عام، فعلى صعيد الجماعات المتطرفة وزع تنظيم "داعش" نشرة ورقية حول ما وصفها التنظيم ب"الإنجازات"، بينما اتخذ الفار هادي الذي بات يتبوأ تيار (الزمرة) سلسلة إجراءات لإبقاء الجنوب تحت خاصرة مواليه، وبعيدا عن خصومه في حراك "الطغمة" المدعوم إماراتياً. داعش يستعرض إنجازاته واستعرض تنظيم داعش الإرهابي –أحد فصائل عملاء الاحتلال- أمس ما أسماها إنجازاته في عدن خلال الفترة الماضية. وأورد التنظيم في إصدار جديد حمل اسم "العمليات العسكرية لجنود الخلافة" أبرز عملياته كالتالي: "عمليتان انغماسيتان، 16 عملية انتحارية، 7 عمليات اغتيال طالت كبار ضباط المخابرات، 3 سيارات مركونة، 9 عبوات ناسفة، إضافة إلى 6 عمليات وصفها بالنوعية ومنها استهداف مقر حكومة بحاح ومن وصفه بالنخبة الإماراتية". ناشطو التنظيم تبادلوا أيضا التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة ما وصفوها ب"ترسيخ دولة الخلافة – ولاية عدنأبين". خطوات يائسة إلى ذلك، يواصل الفار هادي محاولاته اليائسة لفرض سيطرته في المحافظات الجنوبية، وإعادة خلط الأوراق حيث أصدر قرارا بإقالة ناصر النوبة الذي عينه قبل أشهر قليلة قائدا لما يُسمى ب"محور عتق" وتضمن القرار تعيين المقرب من الفار، عزيز العتيقي". كما نفذت مليشيات له في الضالع عملية انتشار على امتداد الخط الواصل إلى مدينة عدن بحجة "محاربة التقطع"، حيث أفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" بأن وزير داخلية الفار وجه بنشر عناصر موالية له في النقاط البديلة والتي كانت تتمركز فيه مليشيات يقودها القيادي في الحراك الجنوبي، خالد مسعد، وتحظى بدعم عيدروس الزبيدي، المعين من قبل الاحتلال محافظاً لعدن، وشلال شائع المعين مديراً للأمن. وتلك الخطوة تأتي بعد أيام على تبادل شائع وحسين عرب الاتهامات بتهريب شحنات أسلحة إلى يافع والضالع. في السياق، أصدر منصر القعيطي – المعين من الفار كمحافظ للبنك المركزي- أمس، تعميما للبنوك الخاصة يحذرها من ما وصفها ب"المساس بأرصدة وحسابات الأشخاص الاعتباريين" المفتوحة طرف جميع البنوك أو تجميدها. وتضمن التعميم توجيها بعدم التعامل مع أية توجيهات بما فيها الأحكام القضائية. مصادر في الحراك الجنوبي اعتبرت التوجيه بأن الهدف منه الحفاظ على أرصدة للفار وأبنائه ومقربين منه، مشيرا إلى أن ذلك التوجيه يستبق تحركات لسحب تلك الأرصدة خشية اتفاق السلام. حراك "الطغمة" يُحيي ذكرى يناير من جانبه، كلف عيدروس الزبيدي – المعين محافظا لعدن- فريقا لاسترجاع بث قناة عدن من الفار، مشيرة إلى أن فريقا فنيا يقوم حاليا بتجهيز قاعات البث في عدن تمهيدا لنقل القناة من الرياض. وكانت مليشيات موالية للفار اقتحمت قبل أشهر القناة ونهبت أجهزة بث بقيمة أكثر من مليوني دولار. كما أحيت شخصيات من الحراك الجنوبي من الضالع، اليومين الماضيين، ذكرى أحداث ال13 يناير المؤلمة من العام 1986، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف جراء اقتتال طرفي الحكم في الشطر الجنوبي حينها. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن فعاليات كثيرة فشلت بسبب مساعي ما يسمى تيار "الزمرة" رفع صور الفار هادي، مشيرة إلى أن فعالية كان من المفترض إقامتها بكلية الآداب – جامعة عدن بحضور مسئولين موالين للفار تيار (الزمرة) وآخرين من أتباع الزبيدي تيار (الطغمة) تحت مسمى "التصالح والتسامح"، قبل أن تتحول الفعالية إلى عراك بين أتباع الطرفين عقب قيام أحد مستشاري عيدروس الزبيدي بتمزيق صورة الفار من الخلفية. ويشكل ذلك التاريخ -13 يناير- يوماً مأساوياً في تاريخ الوطن، ورغم مضي 31 عاماً إلا أن تداعيات تلك المجازر لا تزال أكبر من أن يتجاوزها طرفا الصراع والمتمثلين بتيار (الزمرة) القادم من أبين وتيار (الطغمة) القادم من لحج والضالع. التصفيات تتواصل وقتل مسلحون "ملثمون" الخميس شابا كان يمر في مدينة إنماء ب"كاتم صوت". وبحسب مصادر أمنية فإن جثة الشاب ملقاة في ثلاجة المستشفى، مشيرة إلى أنه لم يتم العثور على أية أوراق شخصية بحوزة القتيل. وفي مدينة البريقة، أفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" باقتحام مليشيات مسلحة، الخميس، مجمعا سكنيا يتبع شركة "المرسي" واستوطنوه بعد طرد ساكنيه من الشقق السكنية. في مديرية المنصورة- اقتحم مدير مدرسة معززا بأطقم وعناصر سلفية، الخميس، مكتب المعين مديرا لأمن المديرية وهدده بالقتل. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن محمد عمر البري – المعين من شائع مديرا لأمن المنصورة- استعان، أمس، بشخصيات اجتماعية وقيادات فصائل موالية للحراك في عدن وأصدر بيانا يتوعد فيه مدير مدرسة خليفة، مشيرا إلى أن وزير تربية هادي أبلغ البري بأنه اتخذ إجراءات بحق مدير المدرسة "لكنه رفض تنفيذها"، حد قوله. وكانت مدينة عدن شهدت يومي الأربعاء والخميس، انعداما للوقود وانقطاعا للكهرباء عقب إعلان اللجنة العمالية بشركة المصافي استئناف الإضراب احتجاجا على عدم صرف مرتبات الموظفين وإبلاغها من البنك المركزي في عدن بعدم توفر سيولة، وفقا لبيان عن النقابة بالرغم من إعلان حكومة بن دغر قبل أيام وصول 200 مليار وانتهاء أزمة السيولة.
