يبدأ التحالف الدولي – الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا-، خلال أيام التحقيق مع قادة فصائل في عدن متورطة مع الجماعات الإرهابية كان الفار هادي قد عينها في مناصب أمنية وعسكرية رفيعة. وكشفت مصادر استخباراتية في عدن ل "اليمن اليوم" أن التحالف الدولي – الذي يتخذ من البحرين مقرا له- طلب من السعودية إرسال عدد من قادة الفصائل المسلحة في عدن إلى مقره لاستجوابهم وهم قيادات سلفية متطرفة – عينها الفار على رأس مؤسسات أمنية وعسكرية وبتوجيهات سعودية، وتتبعها مليشيات مسلحة تحت مسمى "المقاومة الجنوبية". كما أشارت المصادر إلى أن من بين المطلوبين للتحقيق خالد القملي – المعين من الفار هادي كرئيس لمصلحة خفر السواحل. وقالت المصادر إن التحقيق مع القملي سيكون حول شحنات أسلحة وعناصر نقلها تنظيم داعش –أحد فصائل عملاء الاحتلال- خلال الفترة الماضية عبر سواحل المحافظات الجنوبية، وتم ضبط عدد منها في ردفان ويافع، وحاول إعلام العدوان السعودي الترويج بأنها كانت في طريقها إلى الحوثيين. وكان القملي أكد في مقابلة مع موقع الأمناء – أمس الأول- أنه بصدد استكمال إجراءات السفر إلى مقر التحالف، مشيراً إلى أنه سيقصد السعودية قبل التوجه إلى البحرين. وفي خطوة استباقية، قال القملي إن الإمارات رفضت التعاون معه بالرغم من إنشائها (4) مراكز لمراقبة الملاحة البحرية في شبوة وحضرموت وسقطرى والمهرة، كما اتهم شلال شائع – الموالي للإمارات والمعين من الاحتلال مديرا لأمن عدن – برفض تسليمه مقر المصلحة في عدن، إضافة إلى سيطرة جماعات مسلحة على زوارق حربية تنتشر في سواحل أبينوعدن ولحج، في إشارة منه إلى قائد فصيل مسلح رفض تسليم 12 زورقا حربيا حديثا إلى سلطات هادي بحجة أنه يتلقي أوامره من الإمارات. تخبط سعودي- إماراتي وقالت المصادر إن الاستدعاء الأمريكي لقادة الفصائل، مطلع الأسبوع الماضي، أحدث حالة من التخبط في صفوف قوات الاحتلال (الإماراتي – السعودي) التي تتخذ من تلك المليشيات أيادي لتنفيذ أجندتها في المدينة، مشيرة إلى دفع الإمارات بمرتزقتها إلى أبين، الثلاثاء، تحت مسمى "حملة على القاعدة"، بينما تسعى السعودية للدفع بفصائل أخرى إلى باب المندب وكرش. وتوقعت المصادر أن تشهد الأيام القادمة في الجبهات تصفية عدد من القادة المطلوبين للتحالف الدولي والمحسوبين على التنظيمات المتطرفة، مستشهدة بما يدور في أبين منذ أيام، حيث تشهد مناطق متفرقة من المحافظة اغتيالات وكمائن وحصار كتائب يتهم كل فصيل مشارك في الحملة المزعومة بالوقوف وراءها وتسريب خطة الحملة ل "القاعدة". غير أن المصادر أكدت أن الحملة في أبين لم تستهدف أيا من الجماعات المتطرفة بقدر ما كانت تسعى لتأخير الاستجواب الدولي، وإيجاد مبرر لقادة الفصائل المتطرفة، مشيرة إلى أن تنظيم "داعش" في أبين أدخل، أمس الأول، قرابة 10 آلاف استمارة تجنيد جديدة وملازم التنظيم إلى عدن بواسطة حافلة ركاب عادية، وتم احتجازها من قبل مليشيات "الحزم الأمني" الموالية للإمارات في عدن. كما كشفت عن انسحاب النقاط الأمنية على خط أبين – عدن قبيل مرور موكب لقادة في القاعدة كانوا في طريقهم إلى عدن، مساء الجمعة، للقاء قادة عسكريين من الاحتلال. وكان موقع (عدن الغد) حذر مساء أمس الأول من خطورة هذا الانسحاب المفاجئ. خطوة لحصار سلطة الحراك وبدأت حكومة الفار في عدن التضييق على سلطة الحراك، وسط تحذيرات من إقصائها، حيث أصدر أحمد عبيد بن دغر، أمس، قرارا بتعين مستشار أمني لعيدروس الزبيدي – المعين من الاحتلال محافظا لعدن. خلفا ل "أبو علي الحضرمي" – المعين من الزبيدي والمقال أيضا كونه محسوبا على الحراك. وقضى القرار بتعين سند محمد سعد في منصب مستشار أمني للزبيدي وإحالة الملف الأمني في المحافظة إليه، في تقليص واضح لصلاحيات شلال شائع، المعين من قبل الإمارات مديراً لأمن عدن. من جانبه حذر ياسر اليافعي – رئيس تحرير يافع نيوز- من إقصاء سلطة الحراك في المدينة، مشيرا إلى وجود "قوى في الشرعية" –حسب توصيفه- تتعامل مع القيادات الجنوبية كأدوات تم استخدامها لمرحلة معينة للمساهمة فقط في تمكين قوى نفوذ عادت مؤخرا إلى عدن. في سياق متصل، أعلن الحراك الجنوبي، أمس، بدء مرحلة التصعيد ضد ما وصفها "مشاريع الاحتلال لتقسيم الجنوب". وأشار بيان عن قوى الحراك إلى أن الفعاليات ستبدأ اليوم بتظاهرات في الشيخ عثمان. وتشهد عدن منذ احتلالها يوليو 2015م صراعاً مناطقياً بين الضالع ولحج، أو ما يعرف ب "الطغمة" ممثلة بسلطات الحراك، وأبينوشبوة، أو ما يعرف ب "الزمرة" ممثلة بالفار هادي ووزير داخليته حسين عرب، فضلاً عن الانهيار الأمني الشامل جراء تغلغل تنظيمي القاعدة وداعش، وتمركزهما في معسكرات رسمية تحت مسمى المقاومة والجيش والوطني.