نشرت وكالة أنباء "سبونتك "الروسية، أمس، خريطة لمعسكرات تنظيم داعش السرية حول العالم أحدها في مدينة عدن، تم تأسيسه بدعم تحالف العدوان السعودي تحت مسمى "المقاومة". وقالت الوكالة إن مراسلتها في العراق عثرت على الخريطة عقب اقتحام قوات "مسيحية" منزل يتخذه التنظيم كمعسكر تدريب بمنطقة قضاء الحمدانية -جنوب مدينة الموصل، مشيرة إلى أن تلك المعسكرات خصصها التنظيم للتدريب والاستقطاب. وتضم الخريطة معلومات عامة عن داعش تتضمن فرع المعسكرات، فرع التحصين والمتابعة إضافة إلى الفرع الثالث والخاص بالذاتية والدواري والمالية والتجهيزات والبريد. وتنتشر معسكرات التنظيم، وفقا للخريطة، أولها في مدينة الرقة السورية – العاصمة المزعومة للخلافة، المعسكر الثاني في القوقاز بين قارتي أوربا واسيا، أما المعسكر الثالث فيقع في مدينة عدن، إضافة إلى معسكر بين العراق وسوريا يطلق عليه "ولاية الفرات" وينتشر في منطقة صحراوية، ويقع المعسكر الخامس أيضا في مدينة الطبقة السورية على بحيرة الفرات. وكان "داعش" أعلن حضوره في عدن يونيو من العام الماضي عقب احتلال عدن بمقطع فيديو يظهر فيه مشاركته مع قوات تحالف الاحتلال السعودي –الإماراتي في ما وصفها بعملية "تحرير عدن"، كما تضمن المقطع صوراً لإعدام أسرى من الجيش واللجان الشعبية بطريقة بشعة إحداها بإحراق قاربهم وسط البحر وأخرى بتفجير عبوات بهم وثالثة باستهداف تجمع لهم بالصواريخ، أعقبها بأيام قليلة إعلان القيادي في القاعدة حينها، جلال بلعيدي مبايعته لأمير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أبوبكر البغدادي، وتأسيس فرع التنظيم في اليمن. وفي نوفمبر من ذات العام نشر التنظيم مقطع فيديو يظهر فيه تخريج الدفعة الرابعة من مقاتليه في معسكر بمديرية البريقة يطلق عليه التنظيم "معسكر الشيخين"، وهو معسكر تابع للجيش سابقاً يسمى (معسكر الجبلين) تسلمه التنظيم من تحالف الاحتلال وحكومة الفار هادي. وكان عيدروس الزبيدي – المعين من الاحتلال – محافظا لعدن والمسنود إماراتياً أكد خلال مقابلته مع صحيفة الوطن المصرية في ديسمبر من العام الماضي تواجد داعش، فضلاً عن القاعدة في معسكرات بعدن محذراً من سيطرتهما على السلطة. وقال إن التنظيمين استفادا من مشاركتهما في صفوف ما أسماها (المقاومة لدحر الحوثيين وقوات صالح) –حسب توصيفه-، وأنهما يدربان عناصر جديدة يومياً في معسكرات معروفة بعدن فضلاً عن معسكراتهما خارج عدن وتحديداً في أبين. وأكد المبعوث ألأممي إلى بلادنا، إسماعيل ولد الشيخ، في تقرير سابق لمجلس الأمن استفادة الجماعات المتطرفة من انهيار "الدولة" اليمنية والتغلغل في المحافظاتالجنوبية لاسيما عدنوأبين، كما أكد سيطرة القاعدة على الملاحة الدولية وتجارة النفط غير المشروعة من خلال سيطرته –آنذاك- على ميناء المكلا. يذكر أن مؤسس داعش في بلادنا، جلال بلعيدي -المنشق عن القاعدة- شارك قوات الاحتلال عملية اقتحام أبين مسنودا بغطاء جوي "سعودي" وتمكن من السيطرة على مدينة زنجبار –مركز المحافظة- وظهر في مقاطع فيديو يقف أمام مدرعة تابعة للتحالف، متوعداً باقتحام محافظة البيضاء وقال "حررنا أبين والآن سنحرر البيضاء"، حسب توصيفه، لكنه لقي مصرعه في فبراير من العام الجاري بقصف من طائرة أمريكية بدون طيار. وبالرغم من مقتل بلعيدي واصل داعش نشاطه بقوة في المحافظاتالجنوبية خصوصا عدن وحضرموت وأبين، بتبني عمليات اغتيالات متواصلة مع تصوير دقيق لها. وأجرت حكومة الفار هادي بواسطة علي محسن الأحمر مفاوضات مع داعش والقاعدة للانسحاب من المنشآت الحيوية في عدن "الميناء والمطار" إلى معسكرات في أبين ولحج. وحصل التنظيمان بموجب ذلك على امتيازات ضخمة مكنتهما من التواجد في عدن وفي المحافظاتالجنوبية بشكل عام بكامل العتاد العسكري التابع لتحالف الاحتلال. إلى ذلك دشن تنظيم "داعش" في عدن،أمس، مرحلة جديدة من الاغتيالات بتبنيه عمليتين. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين يستقلون سيارة اغتالوا ضابطا برتبة عقيد يدعى عبدالرحيم الصماطي ويكنى ب"الضالعي" يعمل في مطار عدن. وبحسب المصادر فإن المسلحين اعترضوا الضالعي لحظة خروجه من منزله في حي عبد العزيز بمديرية المنصورة في طريقه إلى عمله وباشروا بإطلاق النار عليه فقتلوه على الفور. وتبنى داعش –أحد فصائل عملاء الاحتلال- في خبر نشرته وكالة أعماق التابعة له العملية "دون ذكر تفاصيلها". وفي مدير خور مكسر، أصيب الحارس الشخصي لأحد قادة المليشيات الموالية للإمارات بمحاولة اغتيال. وأفادت المصادر بأن سيارة قيادي في ما تسمى "الحزم الأمني" ويدعى الجوهري كانت تمر في مديرية خور مكسر عندما تعرضت لإطلاق نار كثيف أصيب خلالها المرافق الشخصي له ويدعى عبد الله عبد اللطيف سعد. وتأتي تلك العمليات بعد يوم على عودة عيدروس الزبيدي- المعين من الاحتلال كمحافظ لعدن- إلى المدينة بعد أسابيع على فراره منها إلى الإمارات إثر تصاعد الخلافات مع سلطات الفار هادي. في سياق متصل، قالت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن شلال شائع – المعين من الاحتلال مديرا لأمن عدن – والمسنود إماراتياً رفض ضغوط "سعودية" لإطلاق سراح عناصر وقيادات في الجماعات المتطرفة. وكان شائع ظهر،أمس، في مقابلة تلفزيونية قال خلالها "لن أقبل الوساطة التي تطالب الإفراج عن العناصر الإرهابية التي ثبت تورطها " مشيرا إلى أن حملته على تلك العناصر "مستمرة". كما أصدر شائع قرارا بتعيين مدير جديد للشرطة في مديرية البريقة التي تحتفظ فيها الجماعات المتطرفة بعدد من المعسكرات. وكانت المليشيات التابعة لشائع بدأت،أمس الأول، نشر صور قادة فصائل موالية للرياض تتهمهم بقيادة "الجماعات المتطرفة وتحذر من الانخراط في صفوفهم".