بث تنظيم القاعدة -أحد فصائل عملاء الاحتلال- مقطع فيديو لتدريبات عناصره في عدن وبما يدحض مزاعم تحالف الاحتلال وحكومة الفار هادي عن انسحابه والسيطرة على مواقع تمركزه في عدن. وتضمن المقطع الذي نشره موقع التنظيم المعروف ب "ملاحم" عروضا عسكرية لمسلحي التنظيم ودوريات تجوب شوارع عدن، إضافة إلى تدريبات بالذخيرة الحية والأسلحة المتوسطة لعناصره في سلسلة جبلية بمديرية البريقة، إضافة إلى صور لانتحاريين يعدون لهجمات قال التنظيم بأنها ستكون ضد معسكرات إماراتية والموالين لها في عدن. ويتزامن عرض هذه المشاهد مع زيارة يقوم بها عيدروس الزبيدي المعين من قبل الاحتلال محافظاً لعدن إلى الإمارات لبحث التطورات الأخيرة في عدن. وتتقاسم المليشيات (18 فصيلا) بما فيها القاعدة وداعش السيطرة على عدن، وتنقسم هذه الفصائل في ولاءاتها وتبعيتها بين الإمارات والسعودية. وقال التنظيم الإرهابي في المقطع إن "الإمارات" استهدفتهم ب "حرب غير أخلاقية". وتأتي التدريبات بعد أيام فقط على إعلان شيوخ قبائل في عدن تلقيهم دعوات من التنظيمات المتطرفة للانضمام لما يسمى ب "المجلس التشريعي العدني" الذي أسسه "داعش" قبل أشهر وأعاد تشكيله مؤخرا ويضم قادة فصائل منتشرة في عدن وموالية للتنظيم وتنظيمات أخرى كالقاعدة والإخوان والفار هادي ويتلقى دعما من الرياض. يذكر أن تنظيمي (القاعدة وداعش) نشرا مقاطع فيديو لتدريبات مسلحيهما في معسكرات مدعومة من قبل (التحالف) في عدن عقب احتلالها منتصف أغسطس العام الماضي، وقبل أشهر والتفافاً على ضغوط دولية، زعم تحالف الاحتلال وحكومة الفار انسحاب داعش والقاعدة من عدن، وأجريت اشتباكات خفيفة هي أشبه بالمسرحية الهزلية وفق ناشطين من أبناء المحافظات الجنوبية. من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية في عدن ل "اليمن اليوم" تأجيل عودة كانت مرتقبة لرئيس حكومة الفار،أحمد عبيد بن دغر، إلى المدينة، مع تصاعد تظاهرات أنصار الحراك الجنوبي. وقالت إن رحلة بن دغر كان يتوقع وصولها مطار عدن،مساء أمس، وفقا لجدول رحلات المطار، غير أن المطار تلقى تأكيدات من الرياض بتأجيل رحلة بن دغر حتى الثلاثاء. من جانبها، اعتبرت مصادر في الحراك الجنوبي تأجيل عودة بن دغر إلى عدن بأنه ناتج عن التظاهرات التي تشهدها المدينة تنديداً بانقطاع الخدمات الأساسية (الكهرباء، والمياه والصحة)، مشيرة إلى أن بن دغر تعرض اليومين الماضيين لضغوط سعودية بضرورة العودة إلى اليمن ل "تحقيق مكاسب سياسية" لكنه عاجز" وفقا لذات المصادر. وكانت عدن شهدت،أمس، تظاهرات وقطع للشوارع احتجاجا على انهيار الخدمات في المدينة. وتجمع العشرات من نشطاء وإعلاميي الحراك الجنوبي في ساحة العروض بمديرية خورمكسر مرددين هتافات مناوئة لحكومة الفار وما وصفوه ب "فساد الشرعية". كما توعد المشاركون في التظاهرة ببيان صادر عنهم بالتصعيد لإسقاط "الشرعية" معتبرين ما يجرى في عدن "حصار وتعذيب" هدفه "نهب مؤسساتها الإيرادية". وأعقب التظاهر مسيرة راجلة في شوارع خورمكسر. وشهدت مديريات أخرى في عدن أيضا قطعا للشوارع وإحراق الإطارات وأشجار الزينة من قبل محتجين على انقطاع الكهرباء والمياه وانعدام الوقود. وفي محاولة لامتصاص غضب الشارع في عدن أعاد مسئولون مقربون من الفار،أمس، الكهرباء ل7 ساعات، إضافة إلى فتح جزئي لبعض محطات الوقود. في ذات السياق اقتحمت أطقم مسلحة تابعة لجماعات سلفية موالية للفار هادي، أمس، شركة المصافي، بعد رفض عمال موالين لسلطة الحراك في المدينة قبول شحنة وقود اشترتها حكومة الفار من رجل الأعمال المقرب منه،أحمد العيسي. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن 10 أطقم تابعة لما تسمى ب "كتائب المحضار السلفية" اقتحمت المصافي وفرضت عملية إفراغ الوقود إلى خزانات الشركة بالقوة. من جانبه،أعلن، عبدالسلام الزبيدي، مدير شركة النفط المقرب من "محافظ عدن" عيدروس الزبيدي، رفضه تسليم الشركة، واصفا عملية اقتحامها،أمس الأول من قبل جماعات متطرفة ب "غير الشرعية". وتوعد الزبيدي في تصريح صحفي بالتصدي لتلك الحملة التي يقودها قائد فصيل سلفي محسوب على الجماعات المتطرفة، تم تعيينه مؤخراً من قبل الفار هادي مديراً للشركة.