غادر الفار هادي أمس إلى مقر إقامته في عاصمة العدوان (الرياض)، فيما عزز إعلان تصفية مليشياته اثنين من مرافقي مدير أمن عدن، شلال شائع، المسنود إماراتياً، حالة التوتر في المدينة التي شهدت توافد مليشيات قطبي الاحتلال (السعودية-الإمارات) عقب يوم واحد من مواجهات دامية شارك فيها الطيران الحربي ومروحيات الأباتشي. وسائل إعلام العدوان أعلنت مساء أمس وصول هادي إلى الرياض، فيما كان نجله ناصر عبدربه قد وصل أبو ظبي مساء أمس الأول، في ظل أنباء عن احتجازه من قبل الإمارات، على خلفية المعارك في المطار. وأعدمت مليشيات الفار هادي، أمس، اثنين من مرافقي شلال شائع – المعين من الاحتلال مديرا لأمن عدن- بينما شهدت المدينة حملة اختطافات متبادلة بين عملاء الاحتلال، وسط استمرار التوتر بشان مطار عدن الدولي، رغم توقيع قطبي الاحتلال السعودية – الإمارات اتفاقا بشأنه. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن مليشيات الفار المعروفة ب "الحماية الرئاسية" أعدمت المرافقين الشخصيين لشائع ( ماجد مانع الشعيبي، فهد فضل التتر) ورمت بجثتيهما قرب مطار عدن الدولي. وقال قائد الحراسة الشخصية لشائع – قاسم الثوباني- في منشور على صفحته، إن "عناصر إرهابية" اتصلت به من جوال أحد زملائه – القتلى- وأبلغته بمكان جثتيهما، مشيرا إلى أن تلك العناصر أبلغته أيضا بأنه سيلقى مصيره قريبا. وأوضح في منشوره أن تلك العناصر قالت له "أنت هرَّبت أبو اليمامة اليافعي - قائد الحزم الأمني في عدن- ومصيرك سيكون مصير أصحابك". وأضاف الثوباني أن من قاموا بإعدام زميليه أبلغوه بأن السبب قيامهم ب "مداهمة أعراض المسلمين" في إشارة إلى حملات تشنها مليشيات شائع في عدن وتقول بأنها تستهدف عناصر "الجماعات المتطرفة". وتوعد الثوباني بالثأر لمقتل زملائه، مؤكدا بأن القتلة معروفون. فرز وعاشت عدن خلال ساعات الفجر والمساء حملات اختطاف ب "الهوية". وقال الناشط في الحراك، أبو حمير الزايدي، إن عدة نقاط تابعة لمليشيات الفار، تنتشر في دار سعد، نفذت حملات اعتقالات لأشخاص من يافع والضالع، معتبرا ذلك بأنه يعيد للواجهة أحداث 13 يناير من العام 1986. على صعيد متصل، كشفت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" عن فشل جولة أولى من الوساطات في إبرام اتفاق بين الطرفين، يقضي بتسليم مليشيات الفار (36) عنصرا من أتباع شائع و7 أطقم، إضافة إلى قيام مليشيات شائع والفصائل الموالية له بتسليم اثنين من إفراد " الحماية الرئاسية" وطقم خاص بمليشيات هادي. واعتبرت المصادر إعدام الفصائل الموالية للفار اثنين من مرافقي شائع ينذر بمصير مماثل للبقية. في ذات السياق، قالت ذات المصادر إن مئات المسلحين قدموا من الضالع ويافع، فجراً، على متن سيارات خاصة ونزلوا في معسكر جبل حديد الخاضع لسيطرة مليشيات يقودها أبو علي الحضرمي – الموالي للزبيدي وشائع. فيما أعلن ما يسمى ب "مجلس المقاومة الجنوبية- الذي أسسه القيادي في حزب الإصلاح نائف البكري- وقوفه إلى جانب الفار. الفار يوجه بإطلاق النار على الطائرات ولا تزال عدن تشهد حالة من التوتر عقب أحداث دامية شهدتها، الأحد، إثر محاولة مليشيات مسنودة سعودياً بقيادة الفار هادي السيطرة على مطار عدن الدولي الخاضع لمليشيات مسنودة إماراتياً. وأعلن طيران اليمنية تعليق رحلاته إلى عدن بعد توجيهات الفار لمليشياته باستهداف أية طائرات تحلق في سماء المدينة، كرد على غارات لطائرات إماراتية استهدفت مليشياته، أمس الأول. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن إطلاق نار من مضادات أرضية سمع في عدة مناطق من عدن مع استمرار طائرات بدون طيار في التحليق فوق سماء المدينة. كما انحسرت الحركة في شوارع المدينة مع انتشار نقاط تفتيش ومسلحين من مختلف الفصائل في أحياء ومديريات المحافظة، إضافة إلى إغلاق محلات تجارية لأبوابها وسط ترقب حذر. صفعة إماراتية للفار ونفى صالح العميري – المكلف إماراتيا بقيادة حماية المطار- أمس، تسريبات لمكتب الفار بتسليم المطار، مشيرا في بيان صحفي إلى أن قواته لا تزال في متاريسها بمحيط المطار، وبإسناد القوات الإماراتية. كما نفى من جهته صالح كردة أن يكون قد استلم المطار بالرغم من توجيهات الفار بذلك. وكان وفدان سعودي – إماراتي وصلا، أمس، إلى عدن واتفقا على بقاء الوضع في المطار على حاله. في ذات السياق، إعادة مليشيات الحزم الأمني- المدعومة إماراتيا- أمس، خارطة انتشارها في محيط مطار عدن، بعد تسلمها دفعة أسلحة ثقيلة من الإمارات. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن مليشيات الحزم الأمني استحدث نقاطا في مدخل الخط البحري المؤدي إلى مطار عدن، مشيرة إلى أن نقاط الحزم المستحدثة قريبة من نقاط أخرى لمليشيات الفار في المنصورة. وتوقعت المصادر مواجهات جديدة في المنطقة التي شهدت، أمس الأول، كميناً للحزم الأمني وخلفت قتلى وجرحى. انتشار الحزم يأتي بعد ساعات على إرسال الفار نجله ناصر منصور ومدير مكتبه إلى الإمارات للاعتذار، غير أن الإمارات كما يبدو رفضت الاعتذار، حيث شن الخبير المقرب من صنع القرار الإماراتي الدكتور خالد القاسمي، أمس، هجوما على الفار وحكومته متهما إياهما باحتضان القاعدة في قصر المعاشيق. وقال القاسمي إن القوات الإماراتية في مطار عدن ستبقى كما كانت وستظل "طائراتنا تحوم فوق رؤوسكم ورؤؤس المجموعات الإرهابية التي جلبتموها". واعتبر القاسمي وقف الإمارات تقديم المساعدات لأبين بسبب رفض الفار وأبنائه تغيير محافظ أبين الذي وصفه ب "الإرهابي" مشيرا إلى تقديم الإمارات لدلائل على علاقته بالقاعدة "دون جدوى" مضيفا " كل فريق حماية الرئيس وقصر المعاشيق قاعدة أبين". وأضاف في تغريدة أخرى "نحن حررنا لكم الجنوب كنت أشاهد دباباتنا ومدرعاتنا في خور مكسر لا يعيقها أي تقدم، وفي الأخير جاء من يستلمها على طبق من ذهب يريد طردنا من عدن". واعتبر القاسمي وجود الإمارات في الجنوب "لمنع القتال بين أطيافه كما حدث في العام 1986" حد قوله. "داعش" يهاجم مهرجاناً بداعي "الاختلاط" التنظيمات المتطرفة واصلت حضورها العلني في عدن،أمس، حيث هاجم عناصر تنظيم "داعش" مهرجانا في كريتر – مقر إقامة حكومة الفار، لمنع الاختلاط". وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن مسلحين على سيارات ترفع الرايات السوداء أطلقوا النار بعشوائية في محيط مهرجان جماهيري كان يقام في منطقة الصهاريج. ودفعت العملية بالمشاركين في المهرجان إلى الفرار، بينما غادر المسلحون عقب إفشال المهرجان. وأفادت المصادر بأن التنظيم كان قد هدد القائمين على المهرجان، وسبق له وأن ألقى قنابل صوتية، أمس الأول، في مقر إقامته.