دخلت عدنالمحتلة أمس مرحلة جديدة بعودة الغلبة الإماراتية على السعودية، في انقلاب واضح على حكومة الفار هادي الذي منعت السلطات الإماراتية عودته إلى عدن إثر زيارته القصيرة إلى قطر، ما دفعه إلى العودة مجدداً إلى مقر إقامته في الرياض. المنتدب الإماراتي في عدن، وكذا الحاكم العسكري للمدينة نظما،أمس، لقاء تشاوريا في عدن، ضم المعينين من مثليهم محافظي محافظات "عدن، لحج الضالع" فقط، كما أعلن الإماراتيون خلال اللقاء صراحة، باستثناء أبين من المرحلة الجديدة. وقالت مصادر في الحراك الجنوبي ل "اليمن اليوم" إن الإمارات تسعى عبر مرتزقتها لفرض شركاتها لتشغيل المطار والميناء وقطاعات أخرى كالكهرباء، بعيدا عن حكومة الفار التي اتجهت مؤخراً صوب قطر-تركيا، مشيرة إلى أن المنتدب الإماراتي أبلغ محافظي المحافظات الثلاث المشار إليها بوضع خطة متكاملة للبدء بتشغيل القطاعات الحيوية في محافظاتهم. كما تمخض اللقاء عن توقيع اتفاق شراكة بين الإماراتيين ومحافظي المحافظات السابقة. وأعلن الإماراتيون خلال اللقاء أيضا عن تدشين العمل بشركة اتصالات إماراتية في المحافظات المشار إليها، كانت حكومة الفار رفضتها في وقت سابق، إضافة إلى تشغيل قطاع الكهرباء في تلك المحافظات، كرد على بدء فريق تركي تركيب مولدات قطرية. تفعيل ملجئ الفار في ذات السياق، عاد الفار هادي، أمس، إلى ملجئه في الرياض بعد زيارة قصيرة وفاشلة لقطر. وقالت مصادر مطلعة ل "اليمن اليوم" إن الإماراتيين رفضوا السماح بعودة طائرة الفار بحجة "مخاوف أمنية" مشيرة إلى أن الفار هادي الذي وصل أمس إلى الرياض طلب من السعوديين الضغط على الإماراتيين للسماح بعودته إلى عدن. وكان الفار قصد قطر أمس الأول وطالبها بمليار دولار، وذلك في إطار مساعيه منحها ميناء عدن وقطاع الكهرباء كمشغل بديل للشركات الإماراتية، إضافة إلى إعلان حكومته مساعيها لسحب مطار عدن من تحت المشغل الإماراتي. إلى ذلك لا يزال مصير وزير داخلية الفار، حسين عرب، مجهولا منذ استدعائه إلى الإمارات قبل أيام، على خلفية هجوم لعناصره على مطار عدن الدولي. بارجات تقترب من سواحل أبين من جهة أخرى كشفت مصادر أمنية في عدنوأبين ل "اليمن اليوم" اقتراب بوارج حربية أمريكية من سواحل محافظة أبين، وسط مخاوف الأهالي من عملية عسكرية في أبين التي يتقاسم السيطرة عليها تنظيما داعش والقاعدة، وبمدرعات وأسلحة تحالف الاحتلال.. وأشارت المصادر إلى تحليق مكثف لطائرات بدون طيار على طول الشريط الساحلي لمحافظة أبين، وصولا إلى المحفد ولودر وزنجبار. وقالت المصادر إن العملية المرتقبة تتزامن مع حشد الإماراتيين في عدن،أمس، شيوخ قبائل من أبين وقيادات في الحراك من لحج والضالع وعدن، في لقاء تشاوري تمخض عن بيان يدعو لتظاهرات تطالب بمنع سقوط أبين في أيادي الجماعات المتطرفة. وتوقعت المصادر أن تخرج المظاهرة خلال اليومين المقبلين في ساحة العروض بمديرية خور مكسر. وتأتي التحركات الأخيرة بعد أسابيع فقط على فشل الإمارات عبر مرتزقتها، والذين تطلق عليهم اسم (الحزم الأمني) في مجابهة داعش والقاعدة في أبين إذ دفعت الإمارات قبل نحو شهر بمجاميع من "الحزم الأمني" بمعية 65 مدرعة حديثة بمدافع ذاتية الحركة، تحت مسمى "حملة لمكافحة الإرهاب" غير أن الحملة ذابت لصالح تنظيم القاعدة، حيث أصدر الفار قرارا بمنح رتبة عميد ركن للقيادي في التنظيم الإرهابي (عبدالله الفضلي) وتعيينه مديرا لأمن أبين. وفي وقت لاحق تبادلت الفصائل المسلحة في أبين الاتهامات بشأن تسليم المدرعات لتنظيم القاعدة، أعقبها عمليات تصفيات طالت قيادات فيما يسمى ب "الحزم الأمني" وآخرهم قائد ذلك الفصيل في لودر الذي قتل بكمين لعناصر داعش قبل يومين في ذات المديرية. قص أجنحة الفار في لحج وفي محافظة لحج، لقي قيادي في تنظيم القاعدة،أمس، مصرعه خلال مواجهات مع فصيل "الحزم الأمني" المدعوم إماراتيا. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن مليشيات الحزم حاصرت منزل المدعو، عمار قائد المكنى ب "أبو علي اللحجي" في منطقة الدباء، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات بين حراسة اللحجي وعناصر الحزم الأمني، استمرت لساعات قبل أن تتوقف بعد مقتل اللحجي. وكان تنظيم القاعدة شن خلال الأيام الماضية هجمات على مقرات "الحزم الأمني" في لحج عقب مقتل أحد قادة التنظيم خلال التحقيق قبل أسبوع. ووفقا للمصادر فإن اللحجي كان ضمن قائمة مرشحين لنيل منصب أمني في المحافظة بناء على توجيهات من الفار هادي، قضت بمنح قيادات فيما تسمى ب "المقاومة" رتبا عسكرية ومناصب. إصابة قيادي في عدن وأصيب قيادي في مليشيات "الحزم الأمني" أمس، في عدن بهجوم استهدف دوريته، بينما تدفق مئات المسلحين من شبوة إلى عدن كرد على اقتحام تلك المليشيات قبل يومين منزل عدنان رزيق- المعين من الفار قائد لعمليات محور تعز - خلال وجود مسلحين من تعز بداخله، كانوا يستعدون لاستقبال حمود المخلافي. وقالت ذات المصادر الأمنية ل "اليمن اليوم" إن مجهولا فجر عبوة ناسفة عن بعد أثناء مرور طقم يستقله فضل الراعي- المسنود إماراتياً والمعين نائبا لمدير أمن عدن وقائدا ميدانيا في الحزم الأمني. وأشارت المصادر إلى تعرض الراعي لإصابات متوسطة، إضافة إلى اثنين من مرافقيه. إلى ذلك، وصل المئات من مسلحي قبائل لقموش في شبوة، أمس، إلى منزل عدنان رزيق قائد مليشيات في تعز تعبيرا عن تضامنهم معه. وأفادت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" بأن توجيهات عليا قضت بعدم اعتراض الموكب القبلي والسماح له للدخول إلى مديرية البريقة، مشيرة إلى أن شيوخ القبائل لا يزالون مجتمعين في بيت رزيق حتى لحظة كتابة الخبر- مساء. وكانت مجاميع من مرتزقة الإمارات حاصرت، الأحد منزل رزيق بينما كان يستعد لاستقبال حمود المخلافي- قائد فصيل في تعز- غير أن مداهمة منزل رزيق أجبرت المخلافي على التوجه إلى مأرب، وإلغاء عودته إلى عدن.