يستعر صراع قطبي الاحتلال في عدن -السعودية والإمارات- وتتنامى معها المخاوف من حرب أهلية شاملة بين أدوات القطبين. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن القوات الإماراتية حولت الرحلات المدنية من مطار عدن إلى مطار سيئون محافظة حضرموت كما أغلقت كامل المنافذ البرية والبحرية في مدينة عدن، وأجبرت حكومة الفار على إعادة 700 مليون دولار، ونفذت مليشياتها عرضاً عسكرياً في الضالع، وفي المقابل سربت السعودية أخباراً عن موافقة المملكة إيداع مبلغ (مليار دولار) في البنك المركزي فرع عدن وتوعدت مليشياتها بالتصدي لمن يحاول الخروج عن هادي. وفي التفاصيل أصيب (4) من عناصر الفار هادي في عدن، أمس، بهجوم استهدف قصر المعاشيق -مقر إقامة حكومته- بينما وضع الاحتلال المدينة منطقة عمليات عسكرية بإغلاقه المنافذ البرية والبحري والجوية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين مجهولين استهدفوا نقطة ل"الحماية الرئاسية" في منطقة صيرة -مديرية كريتر"- بقذيفة (آر. بي.جي)، مشيرة إلى سقوط القذيفة فوق مركبة عسكرية لأفراد الحماية مما تسبب بانفجارها وإصابة (4) من إفراد النقطة. ورغم نفيها في تصريح صحفي أن يكون الانفجار ناتجا عن هجوم، وإنما كان عبارة عن انفجار قذيفة (آر.بي.جي) نتيجة ارتفاع الحرارة، قامت مليشيات الفار بإطلاق نار كثيف عقب الهجوم وبصورة عشوائية مما تسبب بأضرار في ممتلكات خاصة. وتشهد مديرية كريتر – حيث تقيم حكومة الفار- مواجهات مسلحة بشكل متقطع منذ يومين بين مرتزقة السعودية ومرتزقة الإمارات، وذلك بعد يوم من مواجهات دامية شارك فيها الطيران الحربي ومروحيات الأباتشي. وأفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" بأن مواجهات ليلية عاشتها كريتر بين مجموعة مسلحة موالية للحراك الجنوبي ومسنودة إماراتياً، وأخرى تابعة لخالد سيدو – المعين من الفار مديرا للمديرية والمسنود سعودياً، مشيرة إلى أن المواجهات استخدمت فيها قذائف آ ربي جي واستمرت لنحو ساعتين. وكان سيدو قال في تصريح صحفي إنه تعرض لمحاولة اغتيال بإطلاق النار على موكبه في منطقة صيرة من قبل مجهولين وصفهم ب"البلاطجة". استعراض في الضالع، ومليشيات الفار تتوعد وفي محافظة الضالع، معقل الحراك الجنوبي المسنود إماراتياً أعلن سيف علي صالح سكرة -قائد مليشيات تسمى "اللواء الأول مقاومة شعبية"- جاهزيتهم لما وصفه ب"اقتحام أوكار الجماعات الإرهابية" في عدن، في إشارة إلى المليشيات المسنودة سعودياً. وقال سكرة خلال استعراض لكتائب مسلحة في الضالع، أمس، إن مليشياته جاهزة للدفاع عن الجنوب أيضاً ممن وصفهم ب"أيادٍ مزروعة في بعض المحافظات الجنوبية بهدف إفشال جهود الإمارات وإزاحة القيادات الشريفة وافتعال الأزمات في عدن عبر عناصر إرهابية"، حسب وصفه، مستدلاً بما حدث في أبين. ويعد الاستعراض أول رد من شلال شائع، المعين من قبل الاحتلال مديراً لأمن عدن والمسنودة إماراتياً – كما يبدو- عقب إعدام مليشيات الفار اثنين من أفراد حمايته الشخصية في عدن، أمس الأول، عقب ساعات على قيامها باختطافهم من نقاط في محيط المطار. كما أن حديث سكرة عن أوكار إرهابية في عدنوأبين يأتي تكرارا لتهديد الخبير الإماراتي المقرب من صنع القرار باقتحام (المعاشيق) القصر الرئاسي في عدن بعد وصفه حماية الفار ومسئوليه بأنهم قيادات في تنظيم القاعدة. في المقابل توعد فضل باعش- سكرتير وزير داخلية الفار- بإخضاع الفصائل المناوئة لهادي، في عدن في إشارة منه – كما يبدو- لرفض "الحزام الأمني" المسنودة إماراتياً توجيهات سابقة للفار تقضي بضمهم إلى صفوف مليشياته وتسليم المطار. وقال باعش في بيان صحفي إن "وزارة الداخلية والمنطقة العسكرية الرابعة" – المواليتين للفار- تعكفان على خطة "لإخضاع تلك الفصائل. منطقة عسكرية وأعلنت القوات الإماراتية، أمس، مطار عدن منطقة عسكرية، إضافة إلى إغلاق مرتزقتها لميناء عدن ومنافذها البرية. وقالت مصادر أمنية وملاحية ل"اليمن اليوم" إن الإماراتيين حولوا جميع رحلات الطيران المدني إلى مطار سيئون وأبلغوا وكالات السفر وطيران اليمنية بأن المطار مغلق لأجل غير محدد. وتسعى حكومة الفار إلى سحب المطار من الشركة الإماراتية المشغلة ومنحه لشركات أجنبية تقدمت بعروض إلى الرياض لتشغيله، وفق ما أعلنه وزير النقل في حكومة الفار، مراد الحالمي الأسبوع الماضي. على ذات الصعيد، أغلقت مليشيات – مدعومة إماراتيا- أمس، ميناء عدن. وقالت ذات المصادر إن الميناء كان شهد اشتباكات "خفيفة" خلال وصول سفينة عسكرية إماراتية قادمة من قاعدة عصب في أريتريا وعلى متنها تعزيزات عسكرية من مرتزقتها وآليات لتعزيز وجودها في عدن والذي بات مهددا جراء التصعيد الأخير للفار هادي الذي أعلن قبل أسبوعين مساعيه تسليم الميناء لشركة تركية تقوم بتشغيله لصالح قطر. أما في المدخل الشمالي لعدن، فقد منعت مليشيات الإمارات "الحزم الأمني" مغادرة قاطرات محملة بالديزل كانت في طريقها إلى تعز، وتتبع مجموعة شركات هائل سعيد أنعم. الإمارات تجبر حكومة الفار على إعادة 700 مليون دولار وكشفت ذات المصادر عن ضغوط إماراتية على حكومة الفار في عدن أجبرتها على إعادة (700) مليون دولار كانت سحبتها خلال الأسابيع الماضية. وأشارت المصادر إلى أن الضغوط الإماراتية جاءت بناء على شكوى تقدم بها الزبيدي، المعين من الاحتلال محافظا عدن. وكانت حكومة الفار أعلنت، أمس، تسليم البنك في عدن 700 مليون دولار. يذكر أن صحفا إماراتية شنت الأيام القليلة الماضية هجوما على بن دغر حيث ادعت بعضها بأنه اعتقل خلال محاولته وعدد من وزرائه الفرار من عدن بمبالغ كبيرة من العملة الصعبة، بينما تحدثت أخرى عن مساعٍ لإقالته. خبير إماراتي: "الصراع على إقليم الجنوب العربي" الخبير الإماراتي المقرب من صنع القرار، الدكتور خالد القاسمي، قال في تغريدات جديدة على صفحته إن ما يدور في عدن صراع على ما سماه "إقليم الجنوب العربي"، في إشارة إلى التحضيرات التي تجريها حكومتا بلاده والسعودية -قطبا الاحتلال- منذ أشهر في المحافظات الجنوبية تمهيدا لتطبيق الانفصال العلني باسم "فيدرالية من إقليمين". وأشار القاسمي إلى أن هادي وحاشيته يريدون أن يكونوا هم قيادة "الإقليم" مما يعارض التوجهات الإماراتية، كما يبدو. وكان الخبير السعودي إبراهيم آل مرعي ذكر من جهته، في أحد تعليقاته خلال هجوم مليشيات الفار على مطار عدن بأن "عدن ستكون أفضل"، في إشارة منه إلى أنها تعاني في ظل السيطرة الإماراتية، ومما يعكس مدى الصراع بين قطبي الاحتلال للمدينة وصراعهما على مصالحها الحيوية.