توالت، أمس، خسائر الغزاة ومرتزقتهم، في جبهات الساحل الغربي لمحافظة تعز والممتدة من جبال كهبوب، بمديرية المضاربة ورأس العارة التابعة إدارياً لمحافظة لحج، مروراً بمديرية ذوباب ووصولاً على مديرية المخا، بمحافظة تعز، ومن جهة أخرى تزداد حالات الانفلات الأمني في الأحياء الواقعة تحت سيطرة مسلحي الفصائل الموالية للعدوان بمدينة تعز، مركز المحافظة. مصادر عسكرية ميدانية أفادت "اليمن اليوم" بأن الجيش واللجان الشعبية تصدوا، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، لمحاولة زحف نفذها مرتزقة العدوان السعودي، شمال مديرية ذوباب، مشيرة إلى أن العدوان جدد الدفع بمرتزقته مسنودين ب20 عربة مدرعة وغطاء جوي مكثف، صوب جبل "حوزان" الواقع شمال معسكر العمري بمديرية ذوباب، ودارت معارك عنيفة بين الطرفين، تكللت بصد الأبطال زحف المرتزقة وإجبارهم على التراجع بعد أن أوقعوا في صفوفهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى بالإضافة إلى تدمير وإعطاب عدد من الآليات العسكرية. وأكدت المصادر أن هذه العملية جرى الإعداد لها من قبل المرتزقة منذ أكثر من أسبوع بعد الانكسارات الكبيرة والخسائر الفادحة التي تكبدوها بذات الجبهة. وحاول طيران العدوان السعودي إسناد مرتزقته بعدة غارات جوية مستخدماً في بعضها قنابل عنقودية. ووزع الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية، أمس، مشاهد فيديو لانتصارات الأبطال في جبهة ذوباب، وصدهم لزحف المرتزقة صوب جبل "حوزان". وأظهرت المشاهد جثث العديد من المرتزقة تُركت مرمية في الشعاب بعد انكسارهم وفرار من تبقى منهم، مخلفين كمية من الأسلحة والذخيرة. كما أظهرت المشاهد عددا من الآليات والأطقم العسكرية التابعة للمرتزقة والتي تم إحراقها من قبل الجيش واللجان الشعبية، الذين ظهروا ثابتين في مواقعهم ومحافظين على المناطق التي يتمركزون فيها. وتأتي محاولات المرتزقة للسيطرة على جبل "حوزان" الاستراتيجي بعد فشلهم الذريع في السيطرة على معسكر وجبال العمري، جنوب جبل حوزان، ووصولهم إلى قناعة تامة بأن السيطرة على مدينة ذوباب الساحلية، لا تعني شيئاً دون التمركز في الجبال الظهيرة لها وهي جبال العمري وجبل حوزان والتباب الجبلية الأخرى المطلة على الشريط الساحلي حتى مديرية المخا، وجميعها تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية. يذكر أن جبل حوزان كبد المرتزقة في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتم القضاء على قيادات عسكرية كبيرة وضباط وأفراد فيما يسمى ب"اللواء الأول حزم" المشكل من قبل العدوان بقيادة المرتزقة عبدالغني الصبيحي، الأمر الذي دفع كتيبة كاملة في هذا اللواء للفرار والعودة مع عتادها العسكري إلى عدنالمحتلة. جبهة المخا وإلى الشمال من مديرية ذوباب، حيث يواصل الجيش واللجان الشعبية الضربات الموجعة للغزاة ومرتزقتهم في مناطق شمال وشرق مدينة المخا. وأوضح ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري أن الجيش واللجان تمكنوا من تأمين المزارع الواقعة شرق مدينة المخا بالكامل، إثر معارك عنيفة مع المرتزقة خلال الأيام القليلة الماضية، فيما نفذت وحدات متخصصة من الجيش واللجان الشعبية هجوماً قوياً على المرتزقة في موقع الدفاع الجوي، 10 كم شرق المدينة، وتمكنوا من السيطرة عليه لساعات ومطاردة المرتزقة حتى محطة "الميزان المحوري" غرب الدفاع الجوي، والوصول إلى المحجر البيطري القديم وحتى مقربة من المجمع الحكومي. وأكد المصدر العسكري أن الأبطال عادوا بعد ذلك إلى مواقعهم في المزارع غرب جبل النار، خشية أن يتم الالتفاف عليهم من قبل المرتزقة المسنودين بمروحيات الأباتشي والمقاتلات الحربية. وتكلل هجوم الجيش واللجان بتكبيد المرتزقة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري. وإلى الشمال من مدينة المخا، نفذ أفراد من الجيش واللجان عمليات نوعية ضد المرتزقة في المناطق الواقعة ما بين المحطة الكهربائية وقرية يختل، وتم التسلل من جهة الشرق إلى مواقع المرتزقة واستهداف عرباتهم العسكرية بصورايخ حرارية، وتم تدمير 3 عربات واحتراقها بالكامل، وفقاً للمصدر العسكري. في غضون ذلك قام طيران العدوان السعودي باستهداف المزارع الواقعة شرق يختل، بعدة غارات، ملقياً في بعضها قنابل ضوئية، فيما قصفت البوارج الحربية المنطقة ذاتها بأربعة صواريخ. كما شن طيران العدوان عدة غارات على معسكر خالد ومفرق المخا مع مديرية موزع، بالإضافة إلى غارتين نفذتهما طائرتان بدون طيار واستهدفت منطقة البرح بمديرية مقبنة. جبهة كهبوب وفي جبهة كهبوب بمديرية المضاربة ورأس العارة التابعة إداريا لمحافظة لحج، قصفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، تجمعاً لمرتزقة العدوان وآلياتهم جنوب كهبوب. وذكرت مصادر عسكرية أن القصف استهدف تجمعا ًلنحو 15 عربة وطقما عسكريا كان العدوان يعدها لتنفيذ زحف باتجاه جبل "حجيجة" الحامية الجنوبية لجبال كهبوب الاستراتيجية، لافتاً إلى أن القصف حقق أهدافاً مباشرة مكبداً العدو خسائر في الآليات والأفراد، بالإضافة إلى إفشال مخطط الزحف صوب الجبل. وتقع جبال كهبوب، شمال شرق باب المندب وتبعد عنه مسافة 30 كم. جرائم العملاء من جهة أخرى تزداد يوما بعد آخر حالة الانفلات الأمني، في الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان السعودي في مدينة تعز، مركز المحافظة. وفي جديد هذا الانفلات، أقدم مسلحون تابعون للعميد خالد فاضل، المعين من قبل الفار هادي قائداً لمحور تعز العسكري، على إحراق مكتب سكرتير مدير مستشفى الصفوة. وذكرت مصادر طبية أن 3 مسلحين طلبوا من سكرتيرة مدير المستشفى، تقريرا طبيا لأحد الجرحى، إلّا أنها رفضت، فقام أحد المسلحين بالخروج إلى الطقم العسكري التابع لهم وأخذ دبة بترول "5 لتر" وعاد إلى المكتب وصب مادة البترول، على المكتب وأشعل النيران، ثم غادر المسلحون دون أن يعترضهم أحد. ومستشفى الصفوة هو أحد المستشفيات الخاصة المتعاقدة مع قيادة العدوان لعلاج جرحى المرتزقة. وفي السياق أقدم مسلحان يستقلان دراجة نارية بإطلاق النار على أحد المواطنين أثناء مروره في شارع محمد علي عثمان، شرق المدينة، وأردوه قتيلاً قبل أن يلوذوا بالفرار، فيما تعرض أحد المطاعم بمنطقة بير باشا إلى وابل من الرصاص إثر خلاف بين صاحب المطعم ومسلحين مما يعرف ب"المقاومة" وأسفر إطلاق النار عن مقتل مواطن وإصابة آخر.