يدخل حلف العدوان السعودي ومرتزقتهم، اليوم شهرهم الثالث للعمليات العسكرية في الساحل الغربي لمحافظة تعز، والتي تحمل اسم "الرمح الذهبي" بخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فاقت كل الجبهات بالنظر إلى قصر المدة، بالتزامن مع معلومات عن اختفاء كتيبة كاملة للمرتزقة مع معداتها العسكرية في جبهة المخا. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية، بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات المرتزقة أمس بقصف صاروخي استهدف تجمعاتهم في المحجر البيطري، جنوب مدينة المخا، مشيرة إلى أن الجيش واللجان قصفوا بصليات من صورايخ الكاتيوشا تعزيزات كبيرة للمرتزقة عبارة عن آليات "مدرعات وأطقم عسكرية" محققة إصابات مباشرة في صفوفهم، حيث شوهدت الأدخنة تتصاعد من مكان القصف وسيارات الإسعاف تهرع مسرعة إلى المكان. ومن بين قتلى المرتزقة جراء هذه العملية العميد المرتزق صالح بن بريك، قائد جبهة جبل النار، شرق المخا المكلف حديثاً بقيادة هذه الجبهة بدلا عن اللواء أحمد سيف اليافعي الذي لقي مصرعه مع آخرين بضربة باليستية استهدفت تجمعهم بالقرب من المخا بتاريخ 22 فبراير. وأوضحت المصادر أن بن بريك لقي مصرعه، في الساعات الأولى من فجر أمس، مع مرافقيه وسقوط عدد كبير آخرين من المرتزقة بين قتيل وجريح. وفي السياق قصف الجيش واللجان بصورايخ الكاتيوشا تعزيزات جديدة للمرتزقة غرب جبل حوزان، الواقعة شمال مديرية ذوباب، المحاذية لمديرية المخا من جهة الجنوب. وأوضح مصدر عسكري أن الجيش واللجان استهدفوا آليات وناقلات جند يستقلها قرابة المائة مرتزق، بصواريخ الكاتيوشا موقعين فيهم قتلى وجرحى. وأشارت المصادر إلى أن المرتزقة كانوا يعدون لتنفيذ زحف كبير صوب جبل "حوزان" لليوم الرابع على التوالي، إلا أن الأبطال أفشلوا مخططهم من خلال استهداف التعزيزات العسكرية وإجبار من تبقى منهم على الفرار والعودة صوب منطقة الجديد بذات المديرية. وتكبد المرتزقة على مدى الستين يوماً الماضية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري بشكل لم يسبق أن شهدته أي من الجبهات الأخرى منذ بدء العدوان على بلادنا بتاريخ 26 مارس 2015م، حيث تم تدمير قرابة ال200 آلية عسكرية وسقوط مئات القتلى والجرحى يتقدمهم قيادات ميدانية أبرزها اللواء أحمد سيف اليافعي – نائب رئيس هيئة الأركان المعين من العدوان، والعميد ركن عمر سعيد الصبيحي، قائد اللواء الثالث حزم قائد محور ذوباب-المخا. وشن طيران العدوان السعودي، أمس، سلسلة غارات استهدفت معسكر وجبال العمري وجبل حوزان، بمديرية ذوباب، ومنطقة الزهاري وجبل النار بمديرية المخا، وجبال كهبوب الاستراتيجية الواقعة ضمن النطاق الجغرافي لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، مستخدماً في بعضها قنابل عنقودية. وفي تطورات الجبهات الأخرى بمحافظة تعز، لقي عدد من مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين مصرعهم وأصيب آخرون بقصف مدفعي استهدفهم في منطقة "شعبة كريمة بحي كلابة"، شرق مدينة تعز، فيما قُتل آخرون بقصف مماثل استهدف تجمعاتهم حول نادي الضباط في منطقة ثعبات جنوبالمدينة. واندلعت معارك عنيفة بين الجيش واللجان وبين الموالين للعدوان في مديرية الصلو، إثر محاولة العملاء التسلل نحو منطقة الصيار، كبرى مناطق المديرية. كما شهدت جبهة "كرش-الشريجة" بمديرية القبيطة محافظة لحج، مواجهات قوية للجيش واللجان الشعبية مع مرتزقة العدوان السعودي. وقال ل "اليمن اليوم" مصدر عسكري إن المرتزقة جددوا، أمس، محاولاتهم للزحف صوب القمعة الحمراء وجبل حمالة وتبة باصهيب، شمال غرب كرش، تحت غطاء مدفعي مكثف، إلا أن الجيش واللجان تمكنوا من صدهم وإجبارهم على التراجع بعد أن أوقعوا فيهم قتلى وجرحى. صراع العملاء وفي جديد الصراعات بين فصائل المرتزقة المنقسمة بين السعودية والإمارات في مدينة تعز، أعلنت كتائب أبو العباس "السلفية" رفضها تسليم المواقع التي سيطرت عليها مؤخراً لما يسمى ب "اللجنة الأمنية". وأصدر أبو العباس بياناً استغرب فيه مطالبة ما تسمى ب "اللجنة الأمنية" تعز، بتسليمه لمبنى الأمن السياسي وقلعة القاهرة والأفراد الذين قاموا باقتحام إدارة الأمن وقتل أفراد الأمن. وقال بيان أبو العباس إن (اللجنة الأمنية تغض الطرف عن المدارس والمؤسسات الحكومية التي تسيطر عليها الأطراف الأخرى، والتي تقوم بتسخيرها لخدمة أجندتها السياسية، وهذا ما يضع قيادة اللجنة الأمنية في موقف مفضوح باعتبارها لجنة مسيرة من قبل بعض الأطراف التي تقوم باستخدامها) في إشارة منه إلى حزب الإصلاح، مطالباً هذه اللجنة بتحمل مسؤوليتها في بسط الأمن على المدينة والقبض على عصابات الإجرام، وفي مقدمتهم عصابات غزوان وصهيب المخلافي المحتمين بخالهم صادق سرحان قائد اللواء 22 مدرع المعين من قبل الفار هادي. وكانت اللجنة الأمنية الموالية للعدوان بقيادة خالد فاضل، المعين من قبل الفار هادي قائداً لمحور تعز العسكري، قد أقرت متابعة أبو العباس لتسليم الأمن السياسي وقلعة القاهرة والأفراد الذين قاموا باقتحام إدارة الأمن وقتل أفراد الأمن، أثناء حرب الشوارع التي اندلعت مع مسلحين بقيادة غزوان المخلافي أواخر يناير الماضي.