قتل ثمانية مواطنين وأصيب تسعة آخرون يوم أمس في قصف بالطيران استهدف وادي عبيدة محافظة مأرب على خلفية مقتل أركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى وتسعة من الضباط والأفراد أمس الأول. وقالت مصادر قبلية مطلعة ل"اليمن اليوم" إن الغارات الجوية تمركزت على منطقتي الحضن وسلوة بوادي عبيدة، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة آخرين من أسرتين وتدمير منازلهم، وبحسب المصادر فإن الضحايا لا علاقة لهم بالعناصر التخريبية والإرهابية المستهدفة، وأن الأسرتين ليستا من مديرية وادي عبيدة وإنما هم مزارعون يعملون بالأجر اليومي. وأضافت المصادر أن علي ناصر الراشدي من قبيلة مراد قتل وامرأتين من أسرته، كما قتل عبدالله المصري العقيلي، ونجله علي، وأصيب عدد من أطفاله ونسائه بإصابات خطيرة، ومن بين القتلى عسكر بن حمد الحر، أحد أقرباء العقيلي وتدمير منزلهم بالكامل بمنطقة العرقين التي يعمل فيها القادمون من مديرية حريب. وقال شهود عيان لمراسل "اليمن اليوم" إن الطيران الذي قصف الساعة الخامسة والنصف مساء في منطقة العرقين وأدى إلى مقتل أسرة العقيلي، كان يحلق على مسافة منخفضة وعليه العلم السعودي. من جهتها قالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن المشاركة السعودية تأتي في إطار مكافحة الإرهاب ومساعدة الحكومة اليمنية في تثبيت الأمن، وأن القصف تركز صباحاً على مزرعة سعود بن معيلي، المتهم بإيواء عناصر القاعدة (يمنيين وعرباً) في مزرعته الكائنة بمنطقة سلوة بوادي عبيدة، وهم المتهمون بقتل أركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى وعدد من الضباط والأفراد، والاستيلاء على عدة أطقم عسكرية أمس الأول. وبحسب المصادر فقد أدى القصف إلى إصابة شخصين من عناصر القاعدة أحدهم (منير سعود بن معيلي) نجل المتهم. فيما أفاد شهود عيان ل"اليمن اليوم" أن عناصر من تنظيم القاعدة كانوا قد وصلوا الساعة الواحدة من ظهر أمس إلى المنطقة على متن ثلاث سيارات نوع شاص يرتدون زياً أسود تعزيزاً للمدعو سعود بن معيلي، مؤكدين دخولهم منطقة سلوة والمشاركة في القتال مع سعود ضد الدولة وأبناء آل معيلي المتعاونين مع الحكومة، والذين يخوضون معها اشتباكات عنيفة منذ أمس الأول بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وأضاف الشهود أن الطيران شن غارة جوية على المنازل المجاورة لمزرعة سعود بن معيلي، ما أدى إلى مقتل علي محمد بن حسين بن معيلي وإصابة والدته وهو أحد المتعاونين مع الحكومة ضد القاعدة. فيما شن الطيران غارة ثالثة أدت إلى مقتل أحد أبناء منطقة الدماشقة يدعى صالح شنيتر لتندلع بعدها اشتباكات مسلحة بين المتهم سعود بن معيلي والتعزيزات المساندة له من القاعدة من جهة، وأبناء آل معيلي المساندين للحكومة لكونه المتسبب بالقصف الذي طال منازلهم، ولا تزال الاشتباكات جارية حتى ساعة كتابة الخبر العاشرة مساءً. من جهته استنكر الشيخ محمد بن عبدالعزيز الأمير، أحد كبار مشايخ مأرب القصف العشوائي الذي راح ضحيته عدد من الأبرياء، مؤكداً بأن مثل هذه الأخطاء تصب في صالح العناصر الإرهابية والتخريبية. وقال الأمير في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" إن معالجة الخطأ بالخطأ كما هو حاصل من قصف للأبرياء يدل على أن الحكومة عازمة على أن تقود أبناء مأرب إلى أعمال لا يرضونها لأنفسهم. وأضاف: تصرفات الحكومة اليوم في مأرب هي ذات تصرفاتها في أبين، غير أن عليها أن تدرك أن ما قد يصلح في أبين لا يصلح في مكان آخر وتحديداً في مأرب التي تعتبر منبع الثروات القومية (النفط والغاز والكهرباء) والقبائل لن تتفرج وهي تشاهد القصف العشوائي يطال الأبرياء، كما حصل صباح أمس والذي راح ضحيتا أسرتين من خارج وادي عبيدة، قدمتا للعمل فيها كمزارعين. وأشار الشيخ محمد بن عبدالعزيز الأمير إلى أنه اتصل بنائب رئيس هيئة الأركان اللواء محمد علي محسن وقائد المنطقة العسكرية الوسطى، أحمد سيف اليافعي وأبلغهم شخصياً بأن هذه التصرفات العشوائية وضحاياها من المدنيين تقود البلاد إلى الدمار. أدان الكمين المسلح الذي استهدف أركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى من الضباط والجنود أمس الأول، لكنه طالب في ختام تصريحه ل(اليمن اليوم) رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي بوقف الغارات الجوية وإرسال لجنة للتحقيق في القصف العشوائي الذي قد يجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.