ظهر أمس كان عصيباً على حارة التيسير، حيث سقطت فوق منازل المواطنين طائرة صخواي 22، وتسببت في اندلاع حريق مهول ارتفعت ألسنة اللهب حوالي 14 متراً.وقال شهود عيان من حارة التيسير إن الطائرة هوت واصطدمت شمال عمارة البعداني المكونة من خمسة طوابق، ثم هوت إلى منزل الظبري المكون من طابقين، ثم دوى صوت انفجار كبير، اندلع بعده حريق هائل زحف إلى المنازل المجاورة كان منها منزل عبدالخالق القمرة. تمكن بعض المواطنين من انتشال امرأتين وقد وافتهما المنيَّة من مكتب طيران شركة الراحة الذي يقع في عمارة البعداني، وكذلك امرأتين مصابتين، وقد تم حملهن على أكتاف المواطنين. وحسب شهود عيان تمكن رجال الإطفاء من إخراج أحد الصواريخ التي كانت الطائرة تحملها قبل أن ينفجر، وتم العثور على جثة الطيار محمد شاكر، تم التعرف عليه من خلال مظلة "البرشوت" التي كانت ما تزال عالقة به. وكذلك تم العثور على أربع جثث متفحمة في الزقاق الذي يقع شمال عمارة الظبري. وقال شهود عيان أنههم كانوا من المارين في الشارع جرفتهم الطائرة عند سقوطها المفاجئ. كما تم انتشال جثث امرأتين وطفل من عمارة الظبري لسكان مستأجرين وأيضاً جثتين لشخصين يعملان في محل لبيع الخضار، وجثة صاحب بقالة المجاهد، بينما حاصرت ألسنة اللهب السكان في الدور الثاني من عمارة الظبري، مما اضطر المشاركين في عملية الإطفاء والإنقاذ إلى تحطيم زجاج نوافذ المنزل بالحجارة حتى يتم توجيه خراطيم المياه إلى الداخل، وتمكنوا بعد ذلك من إخراج جثث قضت نحبها وأخرى محروقة وكذلك أشلاء لجثث نساء ورجال وأطفال. مجموعة الجرحى الذين تم إنقاذهم من الحريق أغلبهم كانوا من المارة في الشارع، منهم سيف حميد الحازي 30 عام، وزكريا الأصبحي 13 عاما، ولطيفة العلاية 35 عاماً، وفاطمة بن بريك 30 عاماً، وعلي عبدالله الحكيمي 42 عاماً. وقد التهم الحريق ثلاث سيارات كانت واقفة أمام المنازل التي لحقها الحريق وسيارة جرفتها الطائرة إلى داخل أحد المنازل. وأوضح شهود عيان أنهم شاهدوا الطائرة في الهواء والدخان يتصاعد من فوق معسكر الفرقة وأخذت تهوي حتى اصطدمت بعمارة البعداني. وحسب خبراء المتفجرات فإن الطائرة سقطت على الجهة اليسرى مما سبب انفجار أحد الصواريخ جراء تأثره بعملية الاصطدام. المعلومات الواردة من القوات الجوية قالت إن الطائرة كانت في مهمة تدريبية، بينما الحادثة كشفت أنها كانت مزودة بالصواريخ وكان الطيار بمفرده. فيما قالت اللجنة الأمنية إن القتلى عشرة أشخاص، وصرحت العمليات في وزارة الصحة أن عدد القتلى وصل إلى 15 قتيلاً، هناك بعض الجثث لم يتم التعرف عليها، ومن ضمن القتلى طفلان وأربعة نساء و17 جريحاً منهم 6 نساء وخمسة أطفال. معلِّقة على تصريح الجهات الأمنية أنهم هكذا دوما يتعجلون ثم يعتذرون، لأن الجثث ما زالت متواجدة في ثلاجات الموتى في مستشفيات متعددة منها مستشفى الكويت والمستشفى العسكري والمستشفى الجمهوري. وقد شملت الأضرار كافة حارة التيسير الواقعة شرق ساحة الجامعة ما بين جولة القادسية وشارع الزراعة، وأوضحت مصادر من حارة التيسير أن اصطدام الطائرة بمنازل المواطنين ودوي انفجارها واندلاع ألسنة اللهب تسبب في خلق خرجن هلعات ذعر كبير في أهالي الحي، حيث أسقطت أحد النساء حملها وعدد من النساء فقدن الوعي والبعض، حيث كان أطفالهن خرجوا إلى البقالة لشراء بعض الحاجيات، سيما وأن الحادث وقع وقت الظهيرة قرب موعد تناول وجبة الغداء، إضافة إلى محاصرة الحارة التي منع الدخول إليها والخروج منها من بعد العصر وحتى وقت متأخر من المساء. وقد سبق قبل أشهر لطائرة عسكرية أنتنوف أن سقطت في منطقة الحصبة، إلا أنها لم تلحق خسائر بشرية، وقد تكبدت قوات الدفاع الجوي خسائر كبيرة في الطيران الحربي منذ بداية عام 2011م بسقوط أكثر من أربع طائرات عسكرية وتفجير بعضها، وهي رابضة مكانها.