تجددت أعمال العنف في محافظة الحديدة على خلفية مهاجمة قوات الأمن لأحياء الصيادين أمس الأول. وقد سقط 4 مصابين على الأقل لدى إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي باتجاه متظاهرين أمام بوابته، تقول قوات الأمن بأنهم حاولوا اقتحام مبنى إدارة البحث، غير أن مصدراً في الحراك التهامي قال للصحيفة إن المتظاهرين كانوا متجمعين بالقرب من بوابة البحث الجنائي للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين من نشطاء الحراك لدى قوات الأمن. وأشار المصدر إلى أن عددا من أنصار الحراك التهامي لا يزالون مخفيين حتى اللحظة، موضحا أن إطلاق النار على المتظاهرين كان على خلفية ترديدهم لشعارات تطالب بإقالة مدير الأمن ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها بحق أنصار الحراك التهامي. وكان عدد من أفراد إدارة أمن المحافظة قد انهالوا أمس بالضرب المبرح على اثنين من قيادات الحراك التهامي. وقال مصدر في الحراك التهامي ل"اليمن اليوم" إن رئيس ما يسمى (مجلس الثورة الشعبية) في الحديدة (طارق سرور) وأمين عام منظمة تهامة (عبدالغني المعافى) كانا خارجين من مبنى إدارة الأمن الذي ذهبوا إليه بهدف المراجعة على 10 من نشطاء الحراك التهامي اختفوا في ظروف غامضة ويعتقد اعتقالهم من قبل قوات الأمن على خلفية المواجهات التي دارت أمس الأول في المحافظة وأدت إلى سقوط قتيل ونحو 23 جريحا من الطرفين، عندما باشر جنود كانوا عائدين من ساحة المواجهات بضربهم بأعقاب البنادق. وأصيب القياديان بجروح طفيفة. وقد عبرت المكونات التهامية عن إدانتها لمثل تلك الاعتداءات التي اعتبرتها تأتي في سياق الحملة الأمنية التي تستهدف القضاء على الحراك التهامي من خلال إرعاب نشطائه. وطالبت المكونات التهامية بسرعة إحالة المعتدين إلى القضاء، مؤكدة تمسكها بالخيار السلمي للتصعيد. وفي ساحة تهامة قام متظاهرون غاضبون من وفاة مصاب جديد من نشطاء الحراك التهامي بإحراق باص حكومي تابع لمؤسسة موانئ البحر الأحمر. وقال مصدر في الحراك التهامي أنه بمجرد انتشار خبر وفاة أحد المصابين الذين نقلوا للعلاج في صنعاء، ساد غضب عارم في المحافظة ودفع بالعشرات إلى الخروج والتظاهر احتجاجا على سقوط قتلى. إلى ذلك شيع الآلاف من أنصار الحراك التهامي أمس أول شهداء الحراك في الحديدة. وقال مراسل الصحيفة أن أنصار الحراك أقاموا صلاة الجمعة على الكورنيش قبل أن يشيعوا جثمان (عبدالرحمن الهندي) إلى مثواه الأخير في مقبرة الصمالية. يذكر أن حملة أمنية قوامها 20 طقما داهمت مساء أمس الأول منازل الصيادين بهدف تحرير سفينة صيد مصرية كانت تقوم بالاصطياد العشوائي بالقرب من ميناء الاصطياد بالحديدة عندما حاصرها نشطاء الحراك التهامي بمساندة صيادين واقتادوها إلى ميناء الحديدة. ووجه وزير الداخلية قوات الأمن بإخراج حملة أمنية لتحريرها بعد أن تبين بأن السفينة تحمل ترخيصاً موقعاً من رئيس الوزراء. وتسببت المواجهات التي رافقت الحملة إلى مقتل شخصين وإصابة 23 شخصاً واعتقال العشرات من أنصار الحراك. مصدر أمني في المحافظة قال في اتصال بالصحيفة إن مسلحين من أنصار الحراك التهامي حاصروا قارب صيد مصرياً يعمل لصالح رجل أعمال حضرمي يملك مركز باقيس التجاري، مشيرا إلى أن الصيادين قاموا بضرب 3 مصريين كانوا على متن القارب رغم أنهم يملكون ترخيصاً رسمياً من وزارة الثروة السمكية، مشيرا إلى أن قوات الأمن وخفر السواحل حاولت تحرير المصريين وقاربهم، غير أن مسلحي الحراك التهامي أطلقوا النار عليها مما تسبب بإصابة 3 جنود من أفراد الأمن المركزي.