يبدو الشارع اليمني منقسما حول فكرة تقسيم اليمن إلى خمسة أقاليم إلى قسمين، لا أقول خمسة : القسم الأول يرى أن الفيدرالية لابد منها سواء كانت خيراً أم شراً، فاليمن صار لسان حاله يا هارب من الفيدرالية يا ملاقي للانفصال. وأصحاب هذا الرأي يقولون خمسة أقاليم تحت ظل دولة واحدة أفضل من دولتين منفصلتين. ويرى أصحاب الاتجاه الخماسي الإقليمي أن الفيدرالية مفروضة علينا لتحاشي الانفصال وأن البلد جربت المركزية وفشلت فيها وحان الوقت لتجرب اللامركزية، ويطمعون في أن الفيدرالية ستكون حلاً مناسباً حتى من الناحية الاقتصادية وستساهم في توزيع عادل للثروة. القسم الثاني من الناس مرعوبون من فكرة التقسيم من الأساس ولو حتى تحت بند الفيدرالية وهؤلاء يعتقدون أن البلد غير مهيأ لنظام الأقاليم الخمسة، والفكرة قد تكون بداية لانفصالات أشد وأنكى خصوصا وان فرض هذا النظام يتطلب إمكانيات كبيرة وسيلقي بحمل ثقيل جداً على الإدارة العامة للخمسة الأقاليم، فكل إقليم يعني حكومة، فهل نفلح في خمس حكومات ؟ وإذا كنا الآن ننقسم نصفين فكيف سنكون إذا انقسمنا خمسة ؟ بمعنى أن الفيدرالية عندما تجتمع مع الفقر والسلاح فإن الأقاليم الخمسة قد تتحول إلى فصائل متناحرة لا قدر الله. في كل الأحوال يبدو لسان حال الواقع: تعددت الأسباب والانقسام واحد ، وداوني بالتي كانت هي الداء. اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.