بما قاله يوم أمس الأول الأستاذ محمد اليدومي في كلمته بالجلسة الأولى لمؤتمر الحوار الوطني، وبموقف السيدة توكل كرمان السابق وموقف الشيخ حميد الأحمر في الوقت الحرج وتبعية موقف باسندوة المسمى رئيساً للحكومة وبغيابه عن حضور افتتاحية مؤتمر الحوار.. بكل ذلك تتأكد لي أهمية المبادرة الخليجية كقيمة وطنية لا سياسية فقط. نعم.. قيمة وطنية برغم ما فيها وبرغم الخروقات التي تبعتها. لو أن هؤلاء قدر لهم الانتصار والسيطرة الكاملة والاستحواذ التام على البلد..ترى.. ماذا كانوا سيفعلون؟ كانوا سيجعلون الناس كما جعلوا كثيرين أيام نصف الأزمة ونصف الثورة يلعنون اللحظة التي يتم استغلالها بقذارة مفرطة. اليوم تتأكد لي مغبة الاعتماد على أن أي طرف من الأطراف يمكن أن يكون وحده صالحاً لإصلاح وضع البلد. كلهم مثل بعض. لا يختلفون وهم فقط يذوقون الكلام تذويقاً وفي لب العسل يضعون السم. أتذكر مع بداية الحراك الثوري كيف أن هؤلاء جميعهم وافقوا على مبادرة تقدم بها الرئيس السابق عندما كان يعيش لحظات ما يشاهده في مصر وليبيا وقتها.. أتذكر كيف وافقوا على مبادرته وعندما شعروا أن الشارع واللحظة التاريخية ذاهبون نحو شيء مغاير يفوق تحركهم (أعني أحزاب المشترك) تراجعوا عن الموافقة على مبادرة الرئيس السابق. واليوم يزايدون باسم الشباب وأسماء المستقلين. منذ متى كان هؤلاء يعترفون بغيرهم وبالشباب؟ هم فقط ناقمون لأنهم لم يستطيعوا تمرير أسماء تقدموا بها وهي من المحسوبة عليهم وعلى الرئيس هادي ولم يوافق عليها. على الأقل لو كانوا عللوا موقفهم بعدم تنفيذ النقاط العشرين التي طرحت من قبل اللجنة الفنية للحوار كنقاط تمهد للحوار كنت سأستشعر الاحترام لموقفهم. ربع وقفة : الذين يريدون البلد خالصا مخلصا صافيا لهم..لا شريك لهم..لا رفيق غير رفيق مرحلي.. لا يعجبهم أن يكونوا ضمن المجموع بل يزايدون بحثا عن الصدارة والسيطرة..بحثا عن الاستحواذ والتنفذ الذي ألفوه. عندما يشعرون أن كلمتهم مثل كلمة غيرهم، وأنه لا وزن إلا للمجموع يبدأون في التنصل والتعلل والتعذر و.. و.. و.. وما أكثر واواتهم التبجحية المتدثرة بالمبادئ والقيم ووو.. واوات كتلكمُ الواوات و (ما دراك يا ابن علوان بليات ام الرجال).
تحلية: يبدو الحوار خيراً. ربما يكفيه أن يكون موسم السقوط السياسي.