كلفوت إنهُ البعوضة التي تَطِنُّ في أَذهانِنَا كلما انقطع التيار الكهربائي، وكُنا بحاجة إليه فلسفياً لنُشبع حاجتنا في السخط والغضب حتى الرضا بالواقع كما هو في ابتذاله وسُخفه. في بداية الإنسان الأول، حين كان يعيش في جماعات سُكانية صغيرة ويُصبح كل شيء خارج قبيلته الصغيرة خطر يحدق به، كان موت فرد من العائلة يُعتبر خسارة فادحه وكبيره لا يُمكن تصديقها، لهذا خلق الإنسان الأول اللاهوت -الإله الغيبي- والعالم الآخر ليطمئن أنه لم يخسر هذا الفرد تماماً وأنه هناك في العالم الآخر يمد لهم العون من عند هذا الإله. في واقعنا اليمني الذي ما زلنا نُفسر الأشياء من فوهة القبيلة ونتصرف في إطار هذه العُصبويات التي نستمد منها قُوانا يغدو الشعب بحاجة ماسه لهذا اللاهوت المدعو "كلفوت" لكي تحمله الحكومة أخطاءها، لا نعلم عنه شيء سوى اسمه كلفوت كلاهوت غيبي جدير به أن يمتص ويستنزف سخط الشعب من الحكومة وأن ندعو عليه أو نسخر منه أو نتساءل ما شكله وما لون عينيه وأي خبطة يستخدمها ليمطرنا ظلاما. -ربما،كلفوت لا يعني كائنا قبليا مُسلحا بخبطة كما نتخيله ،قد يكون عقوداً مع شركات مولدات كهربائية، ربما يكون صفقات مع تُجار الشموع وأجهزة تخزين الطاقة، ربما يكون كمية الوقود التي تُكنز في الفترة التي تنطفئ بها الكهرباء، كلفوت ربما يكون تكملة أو بداية لمشروع الداخلية العظيم في تجنيد 10000 عسكري لحراسة أبراج الكهربا ولأول مره في العالم سيكون لنا السبق لندخل (موسوعة جينيس) بجنود ومحاكم خاصة بالكهرباء. كلفوت إنه لاهوت يختلف قليلاً عن إله الإنسان الأول إذ إنهُ إله رأس مالي ماكر يعرفُ جيداً كيف يُبارك صفقات سُميع وكيف يمحو ذنوب حكومة الوفاق.